كشف تحقيق داخلي أجراه الجيش الإسرائيلي، أن ديوان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تلقى معلومات استخبارية مثيرة للقلق بشأن هجوم محتمل من غزة، قبل ساعات من الهجوم الذي وقع في 7 تشرين الأول الماضي. إلا أن المعلومات التي حصل عليها الجيش تتعارض بشكل كبير مع الرواية الرسمية لموظفي مكتب نتنياهو الذين نفوا تلقيهم تحذيرات استخبارية قبل الهجوم.وبحسب التحقيقات، بدأ ضابط الأمن في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلي في تلقي معلومات مثيرة للقلق من أجهزة الاستخبارات الساعة الثانية فجرًا في يوم 7 تشرين الأول، أي قبل الهجوم الذي شنته حركة حماس في الصباح. وقد كانت هذه المعلومات تشير إلى احتمال وقوع هجوم على إسرائيل، لكن لم يتم اتخاذ إجراءات أمنية ملموسة في ديوان نتنياهو على ضوء تلك التحذيرات.ومن جهة أخرى، تنفي مصادر في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلي تلقيهم أي تحذيرات قبل الهجوم. وأكد المسؤولون في ديوان نتنياهو أنهم لم يتلقوا معلومات استخبارية تثير القلق قبل الحادث، وهو ما يعكس تباينًا حادًا بين الرواية الرسمية للرئاسة الإسرائيلية وما كشفه التحقيق العسكري.معلومات أخرى سربت من داخل التحقيق تشير إلى أن ضابط الأمن الذي تلقى التحذيرات الاستخبارية قد يكون على دراية بتوثيق محرج لبعض المسؤولين في ديوان نتنياهو، مما يثير تساؤلات حول ما إذا كانت المعلومات قد تم تجاهلها أو تم التقليل من شأنها عمدًا.ففي السابع من تشرين الأول 2023، شنت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" هجوما داميا مباغتا على إسرائيل، ما أسفر عن مقتل 1189 شخصا، بينهم 815 مدنيا، وجرح 7500، وخطف 251 شخصا ثم احتجازهم رهائن. الهجوم الذي شنته عناصر "حماس" غير مسبوق من حيث حجمه، إذ استغلت الحركة الفلسطينية الإسلامية خلاله عنصري الصدمة والمفاجأة، وحققت اختراقا عبر سلسلة عمليات متزامنة.وخلال العام المنصرم، اعتقلت إسرائيل أكثر من 5 آلاف شخص في الضفة الغربية وغور الأردن تقول إنهم مشتبه بهم. وقال الجيش إنه قتل 8 من قادة ألوية فصائل مسلحة من غزة، ونحو 30 قائد كتيبة و165 قائد سرية خلال العام المنصرم.وتواصل القوات الإسرائيلية عدوانها على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، منذ السابع من تشرين الأول 2023، ما أسفر عن مقتل 41,870 مواطنا، وإصابة 97,166 آخرين، غالبيتهم من الأطفال والنساء، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف المفقودين تحت الأنقاض، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".