إسرائيل تعدّل خططها في لبنان: تفعيل "عقيدة الضاحية"
2024-11-12 18:55:46
طوال أسابيع، كانت قوات الاحتلال الإسرائيلي تختار فترة المساء لإصدار الإنذارات، وتبدأ القصف الذي ينتهي بُعيد منتصف الليل. تتوجه الكاميرات صباحاً لتوثيق الدمار، وترفد وسائل الإعلام بعشرات الصور التي لا تكفي لتحويل الجمهور إلى وضعية "الحرب".. فيكمل الناس حيواتهم بشكل طبيعي.
طوال عام من الحرب، قامت الاسترايتيجية الإسرائيلية على مبدأ حصر رقعة المعركة، والانتقائية في تحديد الأهداف، بغرض انتزاع بعض المكاسب، وسرعان ما عدلتها في الأسبوع الأول للحرب الموسعة على لبنان، لعبت فيه على البُعد النفسي.القصف ليلاًوعلى مدى أسابيع، كانت إسرائيل تختار وقت الذروة في استخدام الإنترنت في لبنان، وتوقيت الذروة التلفزيونية، لبث الإنذارات والبدء بالغارات الجوية. تتحول الكاميرات باتجاه الضاحية، لتوثيق مواقع القصف، ويتحول الناس من وضعية التعامل اليومي مع شؤون الحياة، الى البحث عن الأهداف في "خرائط غوغل"، وفي صور أفيخاي أدرعي. في ذلك، بُعدٌ نفسي أضافته قوات الاحتلال كنعصر موازٍ في الحرب القائمة على لبنان. عنصر الحرب النفسية، أرادت منه خلق قطيعة مع أحداث النهار، وتحويل الأنظار الى القصف الليلي فقط، وخلق حدث يتفاعل معه الناس في توقيت الذروة، ولا ينتهي بنوم المشاهدين الذين سيخلدون الى الفراش في لحظة توتر، ويرافقهم الذعر طوال الليل. لم تنفع الإستراتيجية في خلق حالة الذُعر المطلوبة، خلافاً لما هو مخطط له. سرعان ما فشلت، وذلك مع تطبيع السكان مع القصف، واستكمال حياتهم بشكل طبيعي، والتحول الى زيارة الضاحية عند كل صباح، رغم روائح البارود والنار التي تستدعي ارتداء كمامة، كما يطلب عسكريون الجيش اللبناني من زوار الضاحية على مداخلها، فيما يستكمل السكان عملهم في إخلاء الأثاث، وإفراغ المنازل من الحاجيات الأساسية. القصف نهاراًلذلك، تحولت إسرائيل الى استراتيجية أخرى، اختبرتها قبل ثلاثة اسابيع، وبدأت بتطبيقها، وهي القصف في وضح النهار. وتقوم هذه الاستراتيجية على بُعد حربي وآخر نفسي وآخر سياسي. ففي البُعد الحربي، انتقل القصف الى ساعات النهار، لمنع السكان من ارتياد منازلهم، أسوة بالإفراغ القسري للمستوطنات الشمالية وبعض المدن الإسرائيلية في العمق، مثل عكا وحيفا اللتين تراجع النشاط الاقتصادي فيهما. أعادت فرض منطقة خالية من السكان بالنار، مما يمثل ضغطاً إضافياً على المفاوض اللبناني، بالنار، للتنازل عن بعض مطالبه.
" إقتلونا فإن شعبنا سيعي أكثر فأكثر " التوحش الصهيوني بقتل المدنيين واستهداف الأحياء السكنية اليوم في ضاحية العز والإباء يزيدنا ثقة بالنصر القريب .#الضاحية_الجنوبية #مع_غزة_ولبنان pic.twitter.com/D6phsqknd6
— عبد الحافظ معجب (@hafeed000) November 12, 2024
أما في البُعد النفسي، فهي تسعى الى تكريس الذعر كواقع إعلامي. فالقصف في النهار، يتيح للسكان التقاط الصور، فتُعمّم، ويبدأ تداولها عبر منصات التواصل الإجتماعي، ويعاد تدويرها على مدى يومين، مما يخلق حالة ذعر، ويثبّت الخوف في ذاكرة من تطالعه مشاهد التدمير العنيف. وبدأ تطبيق هذه الاستراتيجية في قصف مبنى الطيونة، حيث شوهد سقوط القنبلة للمرة الأولى في النقل المباشر، وتكرر الأمر اليوم في قصف المبنى الذي يقع فيه مطعم "حرقوص تشيكن" على أوتوستراد هادي نصر الله، حيث شوهدت قنبلتان تستهدفان المبنى، وهي صورة من شأنها أن تصبح أكثر انتشاراً.
وينك، حد #حرقوص..حرقوص أحد المعالم بخريطة الضاحية..كل زاوية من زوايا #الضاحية_الجنوبية إلنا فيها قصص وحكايات وحب وحياة..بكل وجعك منحبك..منشعر فيكِ بالأمان..ضاحية قلوبنا ضحية إجرام العدو..
المدن