لا تطلب النجدة من أحد:
هكذا ترى كل شيء
يحترق أمام عينيك.
وبينما تأكل،
تختفي مدينة كاملة في الشرق الأوسط.
جدار الصوت الذي وقع على بناية كاملة،
فارتجفت شجرة في كتاب،
ولم ييأس الشاعر أن يأخذ صورة مع زوجته،
ترسمُ دائماً طائرةً وحقيبةً وباب مطار على نقالة إسعاف.
لم يغادرا الصالون أيضاً!فكرة وحيدة:
أن الصور القديمة المأخوذة على عجل،
ورائحة الكحول والذكريات،
تبقى مثل بقعة الزيت على القميص.
***الواقعية الجديدة
سينتهي الأمر هكذا:
أرشيف من الصور وبضعة فروق بسيطة على وجوه الأحياء
وهم يشاهدون فيلماً عن الأبدية والمدن التي تأكلها النيران.
الندوب التي تذكرك بكتابات مارسيل بروست القاسية عن الزمن.
ملفات الميتين القابعة في خزانات مقفلة.
هنا عليك أن تلمع حذاءك جيداً قبل أن تركب القطار
ذاهباً إلى الجهة الخطأ.
أن تشرب البيرة بسرعة عالية
وتنهي ليلتك َ
بنصف ليتر ويسكي
ثم يطلب لك َأصدقاؤك َسيارة أجرة آخر الليل.
في السيارة سيعبر شريط حياتك أمام عينيك
وتضيع في الشوارع بحثاً عن بيتك حتى الفجر.
الواقعية مجرد كلمة فارغة.
هنالك طريقة واحدة لاستخدام أدوات الالم
دون الإحساس فيه:
أن تخطىء في عدّ النجوم.
أن ترى أناساً على التلفزيون يقفزون من الطوابق العالية
وكأن شيئاً عادياً يحدث.
أن ترى تاجر اللحوم وقد صار رئيساً للحمقى.
في كل لحظة حاولت أن أكون سعيداً.
في كل لحظة سأتذكركم جميعاً.مع أن هذا لن يضيف شيئاً
ولن يجعلنا أكثر سعادة
في الحرب التي يذهب فيها الأطفال على الكراسي المتحركة
إلى قبورهم الجماعية وهم يضحكون.
***جسد ميّت
الألم حيلة
نرفعه على كتف واحدة.
والله فقير لا يستطيع أن يوقف هذه الحرب.ألمسُ شفتيكِ فيتجمد الدم في عروقي
وفجأة أتذكر الشوارع الخطرة في المدن
التي انمحت عن بكرة أبيها.أنا الرجل الذي سيعود إلى الحياة،
ويحملكِ بين ذراعيه،
دون أن يتعب على خشبة المسرح.
***
القصيدة الألمانية
كل شيء مضحك ومأسوي:
ملوك في أسرتهم نصف أحياء.
سيفهم الجميع ذلك الفجر الذي يطوق عنقكِ.
مع أن أخي الذي يصغرني بسنة سافر إلى تركيا عن طريق لبنان،
ثم أخذه المهربون من إزمير عبر بحر إيجة.
لم يكن متأكداً وهو يرى قارباً مقلوباً للتوّ
وحوله تطفو الكائنات التي لا تتكلم أية لغة:
جلد ولحم وبسكويت سيأكله سمك البحر في ما بعد.يكلمني من الحدود اليونانية المقدونية،
ثم أقلب المحطات علني أراه بين الحشود الجرارة،
التي تمشي بمحاذاة الانهار وسكك الحديد.من الكامب الألماني يشرح لي لاحقاً أن الطقس ليس سيئا،ً
والحياة ليست خطرة إلى هذا الحد،
وأنه صاحب الفكرة التي أوصلته إلى هنا،
وأنه كان مُصرّاً ألا يموت في شاحنة نقل.لن يكون هنالك أية جدوى،
لإنقاذ ذلك الطفل الذي يبتسم في الصورة العائلية.وبعد سنتين من الإقامة جنوب ميونيخ،
يتمنى الآن العود ة ولو على متن عربة قديمة.
وبالرغم من كل شيء،
سنضحك على الأيام التي وقعت في حوض الأسماك.
القمر على مبعدة مئة متر،
وكل مانحتاجه رفشاً صغيراً،
كي نستطيع النجاة من تلك الكارثة التي اسمها: "الحنين"،
ونحن نردم التراب على اليد المرتجفة.