“دعماً لغزة ولبنان”، انعقدت في الرياض أمس القمة العربية الإسلامية الاستثنائية التي بحثت في سبل التوصل الى وقف لاطلاق النار وانهاء العدوان الإسرائيلي المتمادي منذ السابع من تشرين الأول الماضي.
يذكر أنها المرة الثانية التي تستضيف فيها الرياض قمة عربية إسلامية، وكانت الأولى قد عقدت منذ عام تقريباً عقب الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة والتي تلت عملية “طوفان الأقصى”. غير ان جل ما خلص اليه المجتمعون يومها من التنديد بالهمجية الإسرائيلية الى المطالبة بكسر الحصار عن غزة ودعم الاونروا لم يلقَ آذاناً صاغية ولم يدفع بإتجاه وقف العدوان.
والقمة، التي عقدت بالتزامن مع اعلان قطر تعليق جهودها الدبلوماسية فيما خص التوصل الى وقف لاطلاق النار بين حركة حماس والعدو الإسرائيلي، جددت في بيانها الختامي التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية مع التشديد على أن القدس هي عاصمة فلسطين الأبدية رافضة أي قرار لتهويدها او احتلالها.
واذ اكد المجتمعون دعمهم للبنان وامنه واستقراره حذروا من خطورة التصعيد الذي يعصف بالمنطقة، ودعوا المجتمع الدولي لتنفيذ جميع مضامين الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية الصادر بتاريخ ١٩ تموز ٢٠٢٤، كما طالبوا مجلس الامن الدولي بإلزام اسرائيل وقف سياساتها العدوانية تجاه الشعبين اللبناني والفلسطيني مشددين على اهمية تجميد عضوية اسرائيل في الامم المتحدة والعمل على حظر تصدير السلاح اليها.
في الشكل، نجحت القمة في اظهار التكاتف والتضامن العربيين رغم ان كلمة “العدو” لم تسبق اسم “اسرائيلي” في اي سطر من البيان الختامي.
الى ذلك كان لافتاً مدى التقارب بين الرياض وطهران، والذي تجلى في كلمة ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان حيث دعا الى احترام سيادة إيران وقال: “على المجتمع الدولي أن يُلزم إسرائيل “باحترام سيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشقيقة وعدم الاعتداء على أراضيها”.
الى ذلك، رأت مصادر متابعة لقمة الرياض انها شكلت دفعاً جديداً لجهود الوساطة القائمة من أجل التوصل الى وقف لاطلاق النار سواء في قطاع غزة أو لبنان. ولفتت الى أنه أريد لهذا الاجتماع أن يوصل رسالة الى الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب مفادها أن الموقف العربي والاسلامي موحّد حول ضرورة وقف اطلاق النار، وآملين ان تشكل هذه الرسالة ورقة ضغط تفضي الى هدنة طويلة الأمد.
إذاً، وعلى الرغم من تطبيع بعض الدول العربية للعلاقات مع كيان الاحتلال، الا ان الموقف الواحد في الرياض بالامس كان واضحاً. ولكن العبرة تبقى في التنفيذ. فالمطلوب اليوم ابعد من قمة تلتقط فيها الصور التذكارية. المطلوب اليوم وقفة حازمة وعمل دؤوب لوقف العدوان الغاشم لتستعيد فلسطين ارضها ويستكمل لبنان تحرير قراه. فهل من يقدم على هذه الخطوة ام ان البيان العربي الاسلامي سيبقى حبراً على ورق؟..