انسحب الرئيس رجب طيب أردوغان من القمة العربية مع بدء رئيس النظام السوري بشار الأسد إلقاء كلمته، في خطوة تعاكس تصريحات أردوغان حول رغبته بالتطبيع مع الأسد.
ووصل الأسد إلى الرياض اليوم الاثنين، للمشاركة في القمة العربية-الإسلامية غير العادية، والرامية لبحث استمرار العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية ولبنان وتطورات الأوضاع في المنطقة.
انسحاب أردوغان
وأظهرت لقطات بثّها صحافيون على وسائل التواصل الاجتماعي، جلوس السفير التركي في السعودية، أمر الله إشلر، في مقعد الرئيس التركي بالتزامن مع إلقاء الأسد لكلمته، ما يعني مقاطعة أردوغان لها.
NEW: Erdogan appears to have left the room as Syria’s Assad began his speech at the Islamic countries summit in Riyadh. The footage shows Erdogan’s seat taken by a Turkish representative A latest Erdogan outreach to Assad for talks hasn’t progressed. pic.twitter.com/FNBno5w9tm
— Ragıp Soylu (@ragipsoylu) November 11, 2024
وأثار اردوغان بمقاطعته تساؤلات كثيرة حول مستقبل التطبيع بين دمشق وأنقرة، لاسيما أن النظام قام بخطوة مماثلة قبل نحو شهرين.
وكان وفد النظام السوري قد قام بخطوة مماثلة في القمة الوزارية التي عقدت في العاصمة المصرية القاهرة، في أيلول/سبتمبر الماضي، إذ غادر الوفد الذي ترأسه حينها وزير الخارجية السابق فيصل المقداد، مع بدء وزير الخارجية التركية هاكان فيدان إلقاء كلمته.
وقبل نحو أسبوع، أعلن وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف توقّف مفاوضات التطبيع بين تركيا والنظام السوري، بسبب الخلاف على مسألة انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية. وأوضح أنه فيما يطالب النظام السوري بتوضيحات حول مسألة انسحاب تلك القوات، تؤكد أنقرة التزامها بوحدة الأراضي السورية وسيادتها، مع استعدادها مناقشة مسألة الانسحاب في وقت لاحق.
لقاءات الأسد
وخلال وجود الأسد في الرياض للمرة الثالثة، منذ إعادته إلى الجامعة العربية في أيار/مايو 2023، التقى على هامش القمة مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ورئيس الوزراء العراقي محمد شيّاع السوداني، حسبما ذكرت صفحة "الرئاسة السورية".
وقالت الصفحة إن الأسد بحث مع بن سلمان "أهمية انعقاد القمة العربية والإسلامية (...) في ظل ما تشهده المنطقة من تصعيد خطير للعدوان الإسرائيلي ضد بعض دولها، وأهمية تنفيذ مخرجات هذه القمة".
وأضافت أنهما "شدّدا على مركزية القضية الفلسطينية، وخطورة توسيع رقعة العدوان على دول أخرى في المنطقة"، كما تناولا البحث العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها بما يخدم مصالحهما المشتركة".
من جانبها، قالت وكالة الأنباء السعودية إن بن سلمان بحث مع الأسد " الموضوعات المدرجة على جدول أعمال القمة، بالإضافة إلى استعراض سبل تعزيز العلاقات بين البلدين".
ويُعد اللقاء هو الثاني من نوعه بين الجانبين، إذ كان بن سلمان قد التقى الأسد في القمة العربية التي عقدت في جدة، لكنه لم يلتقِ معه خلال القمة العربية-الإسلامية السابقة التي عقدت في الرياض، في 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2023.