ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي، الاثنين، مجزرة جديدة باستهداف خيام النازحين في غرب مخيّم النصيرات، ما أوقع عشرات الشهداء والجرحى، فيما دخلت الإبادة الجماعية والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يومها الـ402. وألقت طائرة "كواد كابتر" قنابل على طواقم الإسعاف خلال محاولة انتشال الإصابات من مكان الاستهدافات.
وقصفت المدفعية الإسرائيلية شمالي قطاع غزة ومدينة بيت لاهيا، بينما أطلقت آليات الجيش الإسرائيلي، نيرانها وقذائفها جنوب حي الزيتون، بشكل كثيف ومتواصل، تزامناً مع إطلاق نار كثيف شرق مخيم جباليا، شمال القطاع. يأتي ذلك في وقت تشتد فيه المطالبات لإعلان المجاعة في شمال غزة، مع مرور أكثر من 50 يوماً على منع القوات الإسرائيلية إدخال أي مساعدات أو بضائع لمئات آلاف السكان المحاصرين هناك، الذين يتعرضون لأعنف حملة إبادة جماعية للقضاء عليهم بالقتل والتهجير القسري.نهب المساعداتوفي السياق، أفادت صحيفة "هآرتس" العبرية، بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي يسمح لعصابات مسلحة بنهب شاحنات مساعدات إنسانية تدخل قطاع غزة وفرض إتاوات عليها، بحيث يوقف المسلّحون الشاحنات باستخدام حواجز مؤقتة أو بإطلاق النار على إطاراتها. وبعد ذلك يطلبون من السائقين دفع "رسوم مرور" بقيمة 15 ألف شيكل (4 آلاف دولار أميركي)، والسائق الذي يرفض يخاطر بتعرّضه للاختطاف من قبل العصابات أو بالاستيلاء على الشاحنة وسرقة محتوياتها. وتتم هذه الهجمات على مرأى من قوات جيش الاحتلال وعلى مسافة قصيرة منه، بحسب الصحيفة.ونقلت "هآرتس" عن مصادر لم تسمها في منظمات الإغاثة الدولية العاملة في غزة، أن المسلحين المرتبطين بعشيرتين معروفتين في منطقة رفح، يعترضون جزءاً كبيراً من الشاحنات التي تدخل عبر معبر كرم أبو سالم، بشكل منهجي، وبغض طرف متعمّد من قبل قوات جيش الاحتلال. وترفض بعض منظمات الإغاثة دفع الإتاوات ما يُبقي، في كثير من الحالات، المساعدات في المخازن التي يسيطر عليها جيش الاحتلال.وبحسب مصادر الصحيفة، فإن عدة منظمات تعرّضت شاحناتها للهجوم، وتوجهت إلى الجيش لكنه رفض التدخل. كما تقول المنظمات إن الجيش يمنع الشاحنات من سلوك طرق أكثر أمناً.وتفيد بأن ما تبقى من قوات الشرطة المحلية حاولت في بعض الحالات التحرّك ضد الناهبين، لكنها تعرّضت للهجوم من قبل جيش الاحتلال الذي يعتبرها جزءاً حركة حماس. واعتبرت المنظمات أن حلّ المشكلة يتطلب نشر قوات شرطة فلسطينية أو دولية وهي خطوة يرفضها جيش الاحتلال وكذلك المستوى السياسي الإسرائيلي.كما لفتت الصحيفة إلى تفاقم مشكلة "العصابات المسلحة" منذ سيطرة جيش الاحتلال على معبر رفح، الذي كان يُستخدم حتى ذلك الحين طريقاً رئيسياً لدخول البضائع إلى القطاع. ومنذ توقف نشاط المعبر تدخل معظم البضائع إلى القطاع عبر معبر كرم أبو سالم، الذي يسيطر المسلحون على المنطقة المجاورة له. وفي الأسابيع الأخيرة، ازدادت حالات السطو إلى درجة أن الطريق الذي تسلكه القوافل تم تحديده في الخرائط التي تصدرها الأمم المتحدة كـ"منطقة عالية الخطورة بشكل رئيسي بسبب انهيار النظام المدني".يُذكر أن المساعدات الإنسانية التي تنقلها الشاحنات تشكّل معظم المواد الغذائية والمعدات الأساسية والحيوية في القطاع الذي توقفت فيه التجارة الخاصة تقريباً بالكامل بفعل الحرب.