بات بحكم المؤكد اليوم أنّ لا تسوية جاهزة، وكل ما يُروج له من صفقات محتملة، يبقى في دائرة التسريبات الإسرائيلية، طالما أنّ لبنان الرسمي لم يستلم بعد اي مسودة لوقف اطلاق النار كما يُشاع، ولا موعد محدّد لزيارة المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين إلى لبنان. في وقت لا تزال إسرائيل تمعن في استهدافها المتواصل والعنيف على لبنان، رغبة منها بفرض شروطها تحت النار، في مرحلة أصبحت بحكم الوقت الضائع ما بعد انتخاب الرئيس دونالد ترامب وإلى حين تنصيبه.محلياً، تتجه الأنظار إلى ما ستؤول إليه القمة العربية – الاسلامية في السعودية من نتائج على مستوى حشد الدعم للموقف اللبناني بشأن وقف النار وتطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 1701. في وقت تحدث مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله محمد عفيف أنّ "وقائع الميدان الفعلية"، سيكون لها "الكلمة الفصل" في السياسة وربما "مصير الشرق الأوسط".الجيش والمقاومةعفيف أكد في مؤتمر صحفي بمناسبة يوم شهيد حزب الله أنّ "علاقتنا بالجيش الوطني اللبناني كانت وستبقى قوية"، وقال "لمن قاتلوا الجيش وقتلوا ضباطه إنكم لن تستطيعوا فكّ الإرتباط بين الجيش والمقاومة". وتابع: "نحن من آمن بثلاثية الذهب والبطولة: جيش وشعب ‏ومقاومة"، مضيفاً "أما أولئك الذين وقفوا خلف شعار ‏الدفاع عن الجيش لإطلاق النار على المقاومة بذريعة تساؤل طبيعي ‏وطلب التوضيح من دون إدانة أو اتهام عن حادثة البترون فنقول لهم ‏خسئتم".
وعلى مستوى الميدان وجبهات القتال، قال عفيف: "ما زال العدو عاجزًا عن احتلال ‏قرية لبنانية واحدة، وما الملحمة التي سطرها المجاهدون في قلعة الخيام ‏إلا شاهد حي على البطولة وإرادة القتال العصية على الانكسار". عفيف توجه للعدو بالقول" لن تحققوا أهدافكم السياسية أبدًا ولن يعود سكان الشمال إلى الشمال أبدًا. ‏ومع المزيد من التصدع في جبهتكم الداخلية سيبدأ العد العكسي وستكون ‏هناك نقطة تحول كبرى".وإذ أكد عفيف أنّ قدرة حزب الله القتالية والعسكرية لا تزال على مستوى متقدم، قال "نعلم أن ‏الكلفة عالية والثمن كبير ولا نتجاهل وليس لدنيا إنكار للواقع لكننا نعرف ما في ‏صدور أبناء أمتنا وشعبنا من الصبر والتحمل والعزيمة".حراك سياسيوعلى الجبهة المقابلة، وضمن مسار الحراك السياسي المتوقع، نقلت وسائل اعلام اجنبية أنّ لقاء سيجمع الأربعاء المقبل الرئيس الأميركي جو بايدن وترامب والذي سوف تتضح من بعده الكثير من المعطيات حول الاوضاع في غزة ولبنان. فيما نقلت هيئة البث الاسرائيلية عن مسؤول كبير في الكرملين، تأكيده أنه "لدينا استعداد للمساعدة في التوصل إلى تسوية بين إسرائيل ولبنان"، في وقت نفى المتحدّث باسم الرّئاسة الرّوسيّة دميتري بيسكوف، المزاعم الّتي تحدّثت عن إجراء محادثة بين الرّئيس الرّوسي فلاديمير بوتين، والرّئيس الأميركي المنتخَب دونالد ترامب.قدرة الحزبمن جهته، أشار وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر الى انه "سنكون جاهزين للتسوية إذا أصبح حزب الله بعيدا عن حدودنا الشمالية وتراجع إلى ما وراء نهر الليطاني، ومستعدون لإنهاء الحرب في غزة عندما تتحقق أهدافنا". ورأى ساعر أنّ "التأكد من عدم قدرة حزب الله على التسلح مجددا وألا يمثل تهديدا لإسرائيل ضروي لإنجاح أي ترتيبات بشأن لبنان"، معتبرا أنّ "التحدي الرئيسي هو تطبيق ما تم الاتفاق عليه أولا بشان إبعاد حزب الله عن حدودنا وعدم السماح بإعادة تجميع قوته والاعتداء علينا مجددا".
وشدد ساعر على أنّ "الحرب مع حزب الله لم تنته بعد، وجيشنا يواصل العمل على تفكيك البنية التحتية لحزب الله في جنوب لبنان، وحزب الله في وضع مختلف بعد استهداف قادته".وكانت الاذاعة الاسرائيلية أفادت في وقت سابق بأنّ "المجلس الأمني الوزاري المصغّر أنهى اجتماعه بالموافقة على المنحى المعروض لتسوية في لبنان".غارات إسرائيليةميدانياً، وجّه المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، تهديدًا بالاخلاء إلى "سكان ​جنوب لبنان​ في القرى التّالية: شيحين، جبين، طير حرفا، ابو شاش، شاما، مجدل زون، المنصوري، زبقين، الراشدية، البرغلية، قاسمية، البياضة، الناقورة، بنت جبيل، عيناتا، كونين، عيترون، الطيبة، رب الثلاثين، مركبة؛ وبني حيان"، قائلًا: "عليكم إخلاء منازلكم فورًا، والانتقال إلى شمال نهر الأولي".
وجنوباً، استمرت الاعتداءات الاسرائيلية طيلة الليل الفائت وحتى صباح اليوم، على قرى قضاءي صور وبنت جبيل. وأغار الطيران الحربي المعادي على بلدات: البرغلية، حي عين التوتة بين بلدتي برج رحال والعباسية، مدخل طيردبا، الرمادية، الجميجمة، الشهابية، باتولية، قلاوية وبرج قلاوية.واطلق الجيش الإسرائيلي فجرا، نيران رشاشاته الثقيلة في اتجاه الاحراج المتاخمة لبلدات الناقورة وجبل اللبونة وعلما الشعب وطيرحرفا والضهيرة وعيتا الشعب.
وصباحاً، تم انتشال جثتي شهيدين من تحت ركام المنزل المستهدف بغارة أمس في حي الدير في الخرايب، وما زالت فرق الإنقاذ تعمل على رفع الأنقاض والركام. وأغار الطيران الحربي المعادي صباحاً، على بلدة عيتا الشعب في قضاء بنت جبيل. وعُلم أنّ الجيش الاسرائيلي يقوم منذ صباح اليوم بتفجير منازل في عيتا الشعب.
وفي بعلبك، بلغت حصيلة الاعتداءات الإسرائيلية على المحافظة 18 شهيدا، من ضمنهم أربعة شهداء قضوا في مزرعة سجد في بلدة زغرين، وخمسة شهداء في بلدة القصر ضمن قضاء الهرمل.
ضربات الحزبفي المقابل يواصل حزب الله ضرب اهدافه. وبعدما حاولت تحشدات جنود الاسرائيلي التسلل الى الاراضي اللبناني من اكثر من موقع في القطاعين الغربي والاوسط، تصدى عناصر الحزب لهم مستهدفاً تجمعات جيش الاحتلال الاسرائيلي في محور رامية، القوزح، عيتا الشعب.
إلى ذلك، نقلت وسائل اعلام إسرائيلية أنّ طائرة مسيرة أطلقت من الأراضي اللبنانية سقطت في منطقة مفتوحة بالقرب من نهاريا، ما تسبب باندلاع حريق بالمكان.
شكوى لمجلس الامنوفي لبنان، قدّمت وزارة الخارجية والمغتربين، بواسطة بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، شكوى جديدة الى مجلس الأمن الدولي رداً على اعتداءات إسرائيل المتكررة على قوات اليونيفيل، وانتهاكها الإضافي للخط الأزرق من خلال إزالة برميلين من البراميل التي تمثل خط الانسحاب.