في كل مرة يفشل فيها العدو في تحقيق هدف من أهداف الحرب أو في إحراز أي تقدم في إجتياحه للشريط الحدودي بفعل صمود المقاومة التي تلحق به الخسائر، يلجأ الى بث الفتن في الداخل اللبناني سواء بالمباشر أو عبر بعض الأدوات بإصدار أمر عمليات لها، وذلك بهدف إراحة إسرائيل وإرباك المقاومة وبيئتها ولبنان عموما بنقل النار من الحدود الى الداخل.
آخر محاولات إثارة الفتن، هي إعلان بعض وسائل الاعلام الاسرائيلية والعربية عن معلومات تتعلق بإستهداف العدو الاسرائيلي سليم عياش في غارة شنتها على دمشق، وهو المتهم بقتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وذلك بهدف إثارة الغرائز والتحريض على حزب الله والمقاومة، علما أن مصير عياش غير معروف وقد تحدثت معلومات سابقة عن مقتله منذ زمن بعيد، في حين لم يصر الى تأكيد ما نقلته وسائل الاعلام حول إستهدافه وبقي مجرد معلومات وإجتهادات غير واقعية.
تعامل المجتمع اللبناني مع هذه المعلومة إنطلاقا من الوعي الذي يتنامى لديه يوما بعد يوم حول نية إسرائيل إحداث فتنة تكون بديلا عن حربها على لبنان بعدما فشلت في ضرب المقاومة وفي تحقيق أهداف الحرب.
إلا أن بعض هواة السياسة سارعوا الى تبني هذا الاستدراج الاسرائيلي وفي مقدمتهم نجل الرئيس الشهيد رفيق الحريري البكر بهاء الحريري الذي نشر تغريدة على حسابه في موقع “أكس”، إعتبر فيها بشكل ضمني “أن إسرائيل نفذت العدالة بالقصاص من قاتل والده ومن قيادته”، وكأنه في ذلك يقف الى جانب إسرائيل في عدوانها على لبنان ويثني على إجرامها في الانتقام من المقاومة ومن قيادي فيها كل المعلومات تشير الى أنه ليس أساسا على قيد الحياة.
تغريدة بهاء الحريري فاجأت أكثرية اللبنانيين، إلا قلة منهم يعرفونه ويدركون أنه شخص إنفعالي، إرتجالي وغير قادر على وزن القضايا السياسية بشكل صحيح، خصوصا بعد سلسلة محاولات فاشلة عمل خلالها على تقديم نفسه كوريث للحريرية السياسية وفي كل مرة كان يوصل فريق عمله والمخدوعين بشعاراته الى منتصف البئر ويقطع الحبل بهم.
يمكن القول، إن بهاء الحريري ضرب بهذه التغريدة كل العناوين والشعارات التي تقدم بها من أجل حماية لبنان وتأمين سيادته وإستقراره، خصوصا أنه لم يصدر عنه أي موقف يدين فيه العدوان الاسرائيلي المتمادي على بلده وقتل المدنيين وتدمير المباني على رؤوس قاطنيها، كما لم يقم بأي جهد وهو الذي يتغنى بعلاقاته الدولية والدبلوماسية مع المجتمع الدولي لوقف الوحشية الاسرائيلية على الشعب اللبناني بل آثر الصمت والوقوف موقف المتفرج.
بالأمس تأكد للبنانيين أن حركة بهاء الحريري من بابها الى محرابها هي عبارة عن “سراب يحسبه الظمآن ماء”، وأن للحريرية السياسية رجل واحد فقط هو حامل أمانتها هو الرئيس سعد الحريري..