يعرض "متحف سجون داعش" في الانترنت، قصصاً لأكثر من 500 شهادة جمعها عشرات الصحافيين وصناع الأفلام ونشطاء في مجال حقوق الإنسان في سوريا والعراق منذ العام 2017، وأدرجوها في أرشيف على الإنترنت.
وأصبح الموقع متاحاً على الشبكة هذا الشهر، مانحاً إمكان القيام بزيارات افتراضية إلى مراكز اعتقال سابقة سيطر عليها متشددون، مع نشر روايات عديدة عن الحياة بين جدرانها. كما يقيم المشروع أول معرض له في مقر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) في باريس، حتى 14 تشرين الثاني/نوفمبر.آلاف الوثائقوقال مدير "متحف سجون داعش" على شبكة الإنترنت الصحافي السوري عامر مطر (38 عاماً) لوكالة "فرانس برس": "داعش خطف أخي في العام 2013، وبدأنا نبحث عنه". وأضاف: "في العام 2017 بدأ التنظيم يتقهقر في المدن التي كان يسيطر عليها في سوريا والعراق بفعل الحرب عليه، فأتيحت لي ولفريقي فرصة دخول عدد من السجون التي كان يسيطر عليها".وأكد العثور على آلاف الوثائق داخل هذه السجون، وقراءة كتابات محتجزين على جدرانها، بعدما هُزم التنظيم في العام 2019. ووجد الفريق أسماء سجناء وآيات قرآنية محفورة في ملعب لكرة القدم في مدينة الرقة السورية، بالإضافة إلى عبارات من دراما تلفزيونية عرضت عام 1996 تتحدث عن السلام. كما صادف الفريق داخل في إحدى زنزانات سجن انفرادي، تعليمات حول ممارسة الرياضة للحفاظ على اللياقة البدنية باللغة الإنكليزية.محتجز في سورياوأكد مطر أنه احتجز في سجون النظام السوري مرتين في العام 2011 في بداية الحرب السورية، لتغطيته الاحتجاجات ضد الرئيس بشار الأسد. وقال: "كنت أكتب اسمي على الجدران لأنني لم أكن أعرف ما إذا كنت سأخرج من السجن أم أنهم سيقتلونني". وأضاف أن "أغلب السجناء لا يعرفون إذا كانوا سيخرجون من السجن أم لا. يكتبون على الجدران غالبا أسماء، أو استغاثات، أو حكايات عن شخص ما قتلوه"، مشيراً إلى أنه "أحياناً يكتب أصدقاء شخص ما على جدران زنزانة أنه قتل في يوم محدد". وأكد أنها "ربما رسائل للمستقبل ليتمكن الناس من العثور على شخص كان موجوداً في هذا المكان". قبل أن تُمحىوقرر مطر وفريقه تصوير مواقع السجون السابقة وأرشفة كل المواد الموجودة فيها قبل أن تُمحى، إذ كان جزء كبير منها أساساً "منازل أو مستشفيات أو مباني حكومية أو مدارس أو محلات تجارية"، وسرعان ما بدأت "تتغيّر ملامحها مع عودة الناس إليها" والعمل على إصلاحها.وقال مطر المقيم حالياً في ألمانيا، إن الفريق تمكن من التقاط صور ثلاثية الأبعاد لنحو 50 سجناً سابقاً لتنظيم "داعش"، و30 مقبرة جماعية قبل أن تُمحى معالمها. وفي المجموع، وثق الفريق 100 موقع سجن، وأجرى مقابلات مع أكثر من 500 ناجٍ، وحول أكثر من 70 ألف وثيقة لتنظيم "داعش" إلى أرشيف رقمي.حقوق الإنسانوقال يونس قيس، وهو صحافي من الموصل يبلغ 30 عاماً، مسؤول عن جمع بيانات في العراق: "أنا صحافي من مدينة الموصل. سماع قصص مأسوية ورؤية جرائم حدثت بحق أهلي أمر صعب جداً بالنسبة لي"، مشيراً إلى صدمته خصوصا أثناء سماع قصة امرأة من الأقلية الايزيدية تعرضت للاغتصاب 11 مرة أثناء احتجازها لدى التنظيم. وقال: "هذا هدف المشروع، أن نوثق ما حدث بحقوق الإنسان في العراق وسوريا أثناء فترة التنظيم الإرهابي وما بعده". وثائق للمحاكموقال روبن ياسين كساب محرر الموقع باللغة الإنكليزية إن المشروع يهدف إلى "جمع معلومات" حتى يمكن استخدامها في المحكمة. وقال: "نريد أن تعرف الفرق القانونية في كل أنحاء العالم أننا موجودون وأنه يمكنها طلب أدلة منا".