أوقفوا "حرب الإبادة"... الخطيب يناشد قمة السعودية!
2024-11-10 13:25:23
في رسالة مفتوحة إلى القادة العرب والمسلمين المجتمعين غدًا الإثنين في المملكة العربية السعودية ضمن القمة العربية الإسلامية الثانية، دعا المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى إلى اتخاذ "قرارات رادعة" ضد العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان وفلسطين، مطالبًا بالتحرك السريع لوقف "حرب الإبادة" التي ينتهجها الاحتلال الاسرائيلي بحق الشعبين اللبناني والفلسطيني.وجاءت الرسالة التي وقعها نائب رئيس المجلس، الشيخ علي الخطيب، بمناسبة انعقاد القمة في ظل الوضع المتأزم في المنطقة، مع استمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان وغزة للشهر الثالث عشر على التوالي. وقال الخطيب في رسالته: "نتوجه إليكم من لبنان الجريح الذي يرزح تحت عدوان إسرائيلي غاشم منذ أكثر من سنة. آملين أن يكون مؤتمركم الثاني بدعوة كريمة من المملكة العربية السعودية على مستوى التحديات التي يواجهها بلدنا والمنطقة بشكل عام".وفي تفاصيل الرسالة، ناشد المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى القادة العرب والمسلمين بذل أقصى الجهود لوقف العدوان، حيث أفاد الخطيب بأن هذا الهجوم أسفر حتى الآن عن سقوط نحو 3200 شهيد وأكثر من 14 ألف جريح، وتدمير نحو خمسين ألف وحدة سكنية في المناطق المتضررة مثل جنوب لبنان، البقاع، العاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبية. وأضاف أن العدوان أسفر أيضًا عن تهجير نحو مليون ومائتي ألف لبناني، تشتتوا في المناطق اللبنانية أو اللجوء إلى الدول المجاورة، بالإضافة إلى مئات الآلاف الذين غادروا لبنان إلى مختلف أنحاء العالم.كما أشار الخطيب إلى أن "الذنب الذي ارتكبه لبنان في هذه المرحلة الخطيرة والدقيقة هو أن شريحة كريمة من أبنائه وقفت إلى جانب القضية الفلسطينية، التي لطالما كانت قضية أساسية على طاولاتكم". وأكد أن الدعم اللبناني لغزة الجريحة كان سببًا رئيسيًا في تصعيد الهجمات الإسرائيلية على لبنان، مشيرًا إلى أن "العدوان الاسرائيلي على غزة ما يزال مستمرًا، وقد أدت هذه الحرب إلى ارتكاب جرائم إبادة وجرائم حرب يندى لها الجبين، وسط صمت غربي مريب، بل وبدعم من معظم دول الغرب".وأضاف الخطيب أن العدوان الإسرائيلي على لبنان، الذي بدأ قبل أكثر من شهر، استخدم فيه الاحتلال أحدث الأسلحة الفتاكة، مما أسفر عن تدمير المدن والقرى اللبنانية بشكل كامل. وقال: "لقد دمرت مدن وقرى عن بكرة أبيها حتى باتت قاعًا صفصفًا خالية من سكانها. هذا العدوان يواصل حربه ضد الشعب اللبناني بلا وازع أو رادع، سوى من مقاومة شريفة نشأت بفعل غياب الدولة اللبنانية عن حماية أهلها".وبالرغم من كل الدمار، أكد الشيخ علي الخطيب أن التصدي لهذا العدوان قد كبّد العدو الإسرائيلي خسائر كبيرة، وأدى إلى تحولات إيجابية للموقف العربي والإسلامي في مواجهة الاحتلال، قائلاً: "إن التصدي للعدوان الإسرائيلي في لبنان وغزة يُعطي دروسًا قاسية للكيان الاسرائيلي، ويُعزز الموقف العربي والإسلامي في مواجهة هذا العدو، وهو رصيد يشكل قيمة مضافة للأمن القومي العربي".وفي سياق متصل، أشار الخطيب إلى الأطماع الاسرائيلية التي تهدد المنطقة، قائلاً: "إن العنجهية الاسرائيلية باتت واضحة في تصريحات قادة الاحتلال الذين أعلنوا عن نيتهم تغيير واقع الشرق الأوسط بما يتماشى مع مصالحهم، تحت شعار "الشرق الأوسط الاسرائيلية"". وأضاف: "أي شرق أوسط ستعيشه الأمة العربية والإسلامية في ظل هذا الواقع؟ وأي تاريخ سيُكتب لهذه الأمة في ظل هذا الغرور اللامتناهي؟".كما أكد الخطيب أن مواجهة الخطر الاسرائيلي لا يجب أن تقتصر على اللبنانيين والفلسطينيين فقط، بل هي مسؤولية الأمة العربية والإسلامية جمعاء، مشيرًا إلى أن الأخطار إذا استمرت في التفاقم، ستصل إلى جميع العواصم العربية والإسلامية، حيث لا ينفع الندم حينها. وقال: "إننا عازمون على الدفاع عن بلدنا وكرامتنا في وجه الأطماع الاسرائيلية كما فعلنا دائمًا، لأننا نرى أن الأمن القومي للأمة العربية هو قضية مشتركة".وفي ختام رسالته، دعا الشيخ علي الخطيب القمة العربية الإسلامية إلى اتخاذ قرارات حاسمة ضد العدوان الإسرائيلي وداعميه، مطالبًا بإنقاذ الشعبين اللبناني والفلسطيني من "براثن الإبادة" التي ينشدها قادة الاحتلال الإسرائيلي. وقال: "إن هذه الحرب ليست سوى مقدمة لإذلال الأمة العربية والإسلامية والسيطرة على مقدراتها وخيراتها، وهو ما يحلم به الصهاينة منذ قدومهم إلى هذه المنطقة".وختم الخطيب بالقول: "إن المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان يأمل من مؤتمركم الخروج بقرارات رادعة لهذا العدو، حماية للبنان وفلسطين وللأمن القومي العربي، ولتأكيد وحدة الأمة في مواجهة التحديات الكبرى التي تهددها"
وكالات