بين وقف النار في لبنان واستمرار الحرب... انقسامٌ إسرائيلي عميق!
2024-11-10 13:25:22
كشفت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن نتائج استطلاع رأي أُجري في إسرائيل حول الحرب ضد حزب الله، أظهر انقسامًا عميقًا بين الإسرائيليين بشأن استمرار الصراع مع حزب الله.الاستطلاع الذي أعده معهد الديمقراطية الإسرائيلي أشار إلى أن 46.5% من الإسرائيليين يوافقون على أن إسرائيل يجب أن تسعى للتوصل إلى اتفاق مع حزب الله، بينما أعرب 46% عن رأي مخالف، مؤكدين أن إسرائيل يجب أن تواصل القتال حتى تحقيق أهدافها العسكرية.الاستطلاع يكشف عن تباين في الآراء بين المواطنين الإسرائيليين في ظل التصعيد المستمر في لبنان، والذي بدأ في 23 ايلول 2024، وتزامن مع الحرب المستمرة في غزة منذ 7 تشرين الاول 2023. يأتي هذا في وقت حساس بالنسبة لإسرائيل، التي تواجه ضغوطًا دولية متزايدة لإنهاء الأعمال العسكرية في المنطقة.وفي سياق الحرب المستمرة، أكدت الكابتن إيلا، رئيس قسم الإعلام العربي في الجيش الإسرائيلي، أن الجيش يواصل تنفيذ عمليات هجومية دقيقة في لبنان وقطاع غزة، بهدف القضاء على التهديدات وتدمير البنى التحتية التابعة للجماعات المسلحة. وقالت إيلا في منشور على منصة "إكس": "الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في لبنان وقطاع غزة، حيث تم القضاء على عشرات العناصر وتدمير مستودعات أسلحة ومرافق في مناطق جباليا وبيت لاهيا ورفح". وأشارت إلى أن العمليات تتم بتنسيق تام مع القيادة الشمالية لضمان ضربات دقيقة ضد البنى التحتية التي تهدد أمن إسرائيل.في الوقت نفسه، أفادت القناة 12 الإسرائيلية أن الحكومة الإسرائيلية تدرس إمكانية فرض وقف إطلاق نار محدود المدة على الحدود الشمالية مع لبنان، وذلك في مسعى لتجنب تصاعد الضغوط الدولية خاصة من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي تدعو إلى إنهاء التصعيد العسكري في لبنان وغزة. تشير التقارير إلى أن هناك تقدمًا في المحادثات مع لبنان، حيث تسعى إسرائيل إلى التوصل إلى تسوية قد تشمل وقف الأعمال القتالية على الجبهة الشمالية.وفي هذا السياق، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مسؤولين أميركيين تأكيدهم أن فرص التوصل إلى تسوية في الشمال تزداد بفضل جهود المبعوث الأميركي آموس هوكسيتن، مشيرين إلى أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب يشجع على هذه الجهود.الضغوط الدولية على إسرائيل تتزايد، خاصة مع تصاعد أعداد الضحايا في لبنان جراء الغارات الجوية والعمليات البرية، التي أسفرت عن مقتل 3136 شخصًا وإصابة أكثر من 13 ألفًا في لبنان منذ بداية التصعيد. وفي هذا الإطار، تواجه إسرائيل دعوات من المجتمع الدولي لإنهاء العمليات العسكرية لتفادي تداعيات إنسانية خطيرة، بما في ذلك التدخل المحتمل من مجلس الأمن الدولي.وفيما يتعلق بالوضع العسكري على الجبهة اللبنانية، قال موقع "واي نت" الإسرائيلي إن هناك تقدما في العمليات البرية التي شنها الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان، مشيرًا إلى أن أكثر من 90% من المهام البرية قد تم تنفيذها بنجاح. وتشير المصادر إلى أن الجيش الإسرائيلي يقترب من إعلان نهاية عمليته البرية في جنوب لبنان، بعد أكثر من شهر من بدء العمليات.من جانبه، أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، أن الهدف الأساسي من الحملة العسكرية هو تمكين عشرات الآلاف من المواطنين الإسرائيليين في الشمال من العودة إلى ديارهم، بعد أن اضطروا للفرار بسبب التصعيد المستمر على الحدود مع لبنان.الأرقام التي نشرتها "تايمز أوف إسرائيل" في استطلاع معهد الديمقراطية تكشف عن تباين واضح في المواقف الإسرائيلية حول استمرار الحرب ضد حزب الله. وفي حين يوافق نحو 46% من المشاركين في الاستطلاع على ضرورة مواصلة القتال لتحقيق أهداف إسرائيل العسكرية، يرى 46.5% آخرون أن إسرائيل يجب أن تسعى للتوصل إلى اتفاق مع حزب الله، وهو ما يعكس انقسامًا حادًا في الرأي العام الإسرائيلي بشأن كيفية إدارة هذا الصراع المستمر.في الوقت ذاته، تشير استطلاعات أخرى إلى أن معظم الإسرائيليين يرون أن الحرب ضد حزب الله قد تستمر لفترة طويلة، في ظل الوضع المعقد في لبنان والعلاقات المتوترة بين إسرائيل وحزب الله. ويشدد الكثير من الخبراء العسكريين والسياسيين في إسرائيل على ضرورة التوصل إلى حل سياسي أو تسوية دبلوماسية لتفادي المزيد من التصعيد العسكري.إسرائيل تواجه في هذه الأوقات تحديات متعددة، بدءًا من الضغوط العسكرية على جبهات عدة، وصولًا إلى الضغوط الدبلوماسية من المجتمع الدولي الذي يحث على العودة إلى طاولة المفاوضات. في ظل هذا الوضع، تواصل الحكومة الإسرائيلية دراسة الخيارات المتاحة للتوصل إلى تسوية مع حزب الله، في الوقت الذي يبقى فيه الوضع العسكري في لبنان غامضًا ومفتوحًا على المزيد من التطورات.
وكالات