تفاوض مستحيل في غزة... وحلول دبلوماسية قد تكون أقرب في لبنان!
2024-11-10 08:55:24
يتوقع مراقبون استمرار حالة الجمود في المفاوضات المتعلقة بوقف إطلاق النار في غزة، والتي تهدف بشكل أساسي إلى إعادة الرهائن الإسرائيليين، خاصة بعد إعلان قطر انسحابها من جهود الوساطة في القطاع.وبحسب مصادر دبلوماسية، فقد أبلغت قطر حركة حماس أن مكتبها في الدوحة لم يعد يخدم الغرض الذي أُنشئ من أجله.ومن ناحية إنسانية، أكدت الأمم المتحدة أن ما يقرب من 70% من ضحايا الحرب في غزة هم من النساء والأطفال، مشيرة إلى أن "هناك احتمالية كبيرة لحدوث مجاعة وشيكة في مناطق شمال قطاع غزة، مما يستدعي تحركاً عاجلاً من جميع الأطراف المعنية لتجنب هذا الوضع الكارثي وتخفيف آثاره".من جانبها، نفت إسرائيل هذه التحذيرات، وقالت إن "الخبراء في مجال الأمن الغذائي العالمي يعتمدون على بيانات جزئية ومتحيزة من مصادر سطحية تخدم مصالح خاصة".وفي السياق نفسه، أضاف الجيش الإسرائيلي أنه "عزز جهود تقديم المساعدات الإنسانية من خلال فتح معبر إضافي"، لافتًا إلى أن "39 ألف شاحنة محمّلة بأكثر من 840 ألف طن من المواد الغذائية دخلت غزة خلال الشهرين الماضيين".وفي حوار مع قناة "الحرة"، تحدث ريتشارد ويدز، مدير مركز التحرير السياسي العسكري في معهد هاتسون، عن استمرار العمليات العسكرية في غزة رغم إضعاف قدرات حماس العسكرية. وأشار ويدز، إلى أن "استمرار العمليات يعود إلى عدة عوامل، من بينها أن حماس، على الرغم من ضعف بنيتها العسكرية، لا تزال تسعى لإعادة تنظيم صفوفها، كما أن هناك جماعات مسلحة أخرى لا تزال نشطة في المنطقة".وقال في تحليله للوضع الراهن: "نعلم أن هناك مناقشات أميركية-إسرائيلية حول دور محتمل للسلطة الفلسطينية أو بعض الدول الأخرى، لكن الوضع الحالي يتسم بالفوضى، مع مخاوف متزايدة من إعادة تنظيم حماس."ووصف ويدز الصراع الحالي بأنه "يكشف عن تعقيدات استراتيجية وعسكرية عميقة"، موضحاً أن "التحدي الرئيسي في غزة يكمن في ثلاثة عوامل رئيسية: "حماس أضعف الآن، والإسرائيليون يقاتلون بشدة، لكن لا توجد قوة بديلة".وتابع قائلاً: "معظم الناس، بمن فيهم أنا، اعتقدوا أن الإسرائيليين سيتمكنون من بسط سيطرتهم مبكراً، لكننا استهنا ببنية حماس التحتية وقدرتها على الاستمرار في القتال وإعادة تنظيم صفوفه".وفيما يخص قضية الرهائن، أشار ويدز إلى أن "الحل العسكري قد لا يكون مجدياً"، قائلاً: "لا أعتقد أن الجيش الإسرائيلي قادر على تحريرهم جميعاً، ربما يكون الحل في تقديم بدائل غير عسكرية، مثل السماح للمسلحين بأخذ عائلاتهم ومغادرة إسرائيل، أو تقديم حوافز أخرى".وفيما يتعلق بمستقبل الصراع، قال ويدز إنه "يرى وضعاً أكثر تفاؤلاً في لبنان مقارنة بغزة"، موضحاً أن "هناك لاعبين دوليين آخرين منخرطين في الجبهة اللبنانية، وبخصوص حزب الله، أشار إلى أنه يمكن التوصل إلى حل يقضي بسحب قواته إلى مسافة معينة". أما في غزة، فأكد أن "حماس ضعيفة ومنقسمة، وأن الحكومة الإسرائيلية لا تسعى لحل تفاوضي".وفي ختام حديثه، اعتبر ويدز أن "إدارة بايدن تفتقر إلى القدرة على فرض حل، كما هو الحال بالنسبة للقطريين وآخرين، في بعض الحالات، لا يوجد حل محتمل، كما هو الحال في غزة".
وكالات