بعد ليلةٍ طويلة من الغارات الإسرائيليّة على ضاحية بيروت الجنوبيّة والّتي خلفت دمارًا هائلًا وتحديدًا في منطقة المريجة وحارة حريك والحدث وبرج البراجنة، فضلًا عن مُحيط الجامعة اللّبنانيّة في الحدث؛ وفيما تستمر أعمال الإغاثة ورفع الأنقاض في صور وبلداتٍ أخرى، بعد المجازر الّتي ارتكبها الجانب الإسرائيليّ أمس، تجدّدت الغارات المُعاديّة على امتداد رقعةٍ واسعة في الجنوب والبقاع. وتستمر الاشتباكات العنيفة عند محاور التوغّل البريّ، بينما يُكثّف حزب الله ضرباته الصاروخيّة على عددٍ من المستوطنات الشماليّة.الغارات الجويّةجنوبًا، واصل الجيش الإسرائيليّ سلسلة الغارات العنيفة والمُكثّفة على البلدات والقرى الجنوبيّة، إذ شنّ طيرانه غاراتٍ متزامنة استهدفت منزلًا في حيّ مريصع في بلدة أنصار أدّت إلى سقوط شهيدٍ وجريحين. فيما تعرضت حانين والأطراف الجنوبيّة والشرقيّة لبلدة يحمر الشقيف لقصفٍ مدفعيّ من مواقع الجيش الإسرائيليّ المنصوبة في شمال إسرائيل من دون وقوع إصابات. وتابعت صباح اليوم، فرق الدفاع المدنيّ البحث عن مفقودين، شهداء أو جرحى، بين ركام الأبنية الّتي دمرها الجيش الإسرائيليّ خلال غاراته العدوانيّة ليل أمس على مدينة صور. وأعلنت وزارة الصحّة في هذا السّياق، أن 7 شهداء و 46 إصابة هي حصيلة الغارات الإسرائيليّة على صور، الّتي تجدّدت عليها الغارات منذ ظهر اليوم.
واستهدفت سلسلةٌ من الغارات كلاً من النبطية وشيحين والخيام ودبين وقعقعية الصنوبر والبيسارية والشهابيّة وخربة سلم وكفردونين وبرج قالويه وحاروف وقرى قضاءي صور وبنت جبيل. وأغار الطيران الحربي 3 مرات على بلدة صفد البطيخ، ولاحقاً بلدة المجادل. واستهدفت مسيّرة دراجة ناريّة في بلدة المجادل حيث أُفيد عن سقوط قتيل. ودمرت المقاتلات الحربيّة واحدًا من اهم المنازل التراثيّة والتاريخيّة في مدينة النبطية، دارة الوزير والنائب السابق الراحل رفيق شاهين (دارة آل شاهين) في حي الميدان، بعدما استهدفته بغارةٍ جويّة، كما أدّت الغارة إلى تدمير منزل كمال ضاهر وهو منزل تراثيّ تم ترميمه مؤخرًا، وكان مقراً سابقاً للمجلس الثقافيّ للبنان الجنوبيّ.
وأدّى العدوان الذي تعرض له حيّ المسلخ في مدينة النبطية إلى تدمير عددٍ من المباني السكنيّة، بعدما استهدفها الطيران المعادي بغارةٍ تسبّبت أيضًا بإلحاق أضرارٍ جسيمة بعشرات الشقّق والمحال التجاريّة والسّيارات المجاورة لمكان الاستهداف. وعملت فرق من بلدية النبطية وجمعية بيت الطلبة على رفع الركام والردم وفتح الطريق بين الحيّ المستهدف وبقية الأحياء. أما في البقاع الغربي فقد أفيد أن 6 شهداء هي الحصيلة النهائيّة للغارات التي استهدفت المنطقة.ويواصل الطيران الحربيّ الإسرائيليّ تحليقه المُكثّف فوق العاصمة بيروت وضاحيتها كما الجنوب والبقاع الأوسط والشماليّ، خارقًا جدار الصوت عدّة مرات.
وفي سياقٍ متصل، أكدّ محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، في حديثٍ تلفزيونيّ أن "قلعة بعلبك اليوم بخطر بالرّغم من الجهود الدبلوماسيّة التي تحاول تحييد المواقع الأثريّة اللبنانيّة"، لافتًا إلى أن "الكشف التقني على القلعة لم ينفّذ بعد نظرًا للظروف الأمنيّة لكنّنا سنقوم به للتأكّد من أي ضرّرٍ لحق بالقلعة جرّاء الغارات الأخيرة ولم يتمّ رصده بالعين المجرّدة". وأضاف:"أكثر من 50 غارة على الهرمل خلال هذا الأسبوع والتقديرات تشير إلى أنّ 70 في المئة من السكّان غادروا المنطقة إلى أماكن آمنة".ضربات الحزبفي المقابل، أعلن حزب الله استهداف قاعدة زفلون للصناعات العسكريّة شمال حيفا برشقةٍ صاروخيّة. واستهدف مدينتي صفد وكريات شمونة بصليةٍ صاروخيّة. كذلك استهدف "برشقةٍ صاروخيّة تجمعًا لقوّات العدو الإسرائيليّ في مستوطنة المنارة". وقال الحزب في بيانٍ له: "استهدفنا تجمعًا لقوات الجيش الإسرائيلي في موقع العباد بصليةٍ صاروخية"، و"استهدفنا مستوطنة برعام بصليةٍ صاروخية". وقال في بيانٍ آخر: "أسقطنا مسيرة هرمس 450 بصاروخ أرض - جوّ في بلدة دير سريان وأغارت الطائرات الحربية المعادية عليها".
من جهتها، أفادت وسائل إعلام إسرائيليّة عن سماع دوّي صافرات الإنذار في كريات شمونة وعدة بلدات في إصبع الجليل والمنارة بالجليل الأعلى وصفد ومحيطها وعدة مستوطنات أخرى، وذلك بعد إطلاق رشقة صاروخية من جنوب لبنان باتجاه مواقع عسكرية إسرائيلية في الجليل الأعلى. فيما أفيد بانفجار صواريخ اعتراضيّة في أجواء قرى حدودية من جنوب لبنان. إلى ذلك، أشارت القناة 12 الإسرائيلية عن رصد إطلاق 5 صواريخ من لبنان باتجاه صفد واعتراض بعضها وسقوط أخرى بمناطق مفتوحة. وقالت الجبهة الداخلية الإسرائيلية إن صفارات الإنذار تدوي في خليج حيفا بعد رصد إطلاق صواريخ من جنوب لبنان باتجاه المنطقة. وقال المتحدث باسم جيش العدو الإسرائيلي إنّه تمّ رصد إطلاق 25 صاروخًا من لبنان تجاه الكريوت والجليل الغربي.
هذا وأفاد استطلاع رأي إسرائيليّ، تطرق إلى التصعيد المتواصل بين إسرائيل وحزب الله، عن أن 46 بالمئة من الإسرائيليين المستطلعة آراءهم يعتقدون أن القتال متواصل لاعتبارات سياسيّة مقابل 44 بالمئة الذين قالوا إنّه لاعتباراتٍ أمنيّة.