بات بحكم المؤكد أنّ المرحلة الممتدة ما بين نهاية ولاية الرئيس جو بايدن إلى حين تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب، ستكون من أكثر المراحل حرجاً على لبنان، مع إستمرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو بحربه، مستفيداً من توقيت الفترة الانتقالية، بتكثيف الغارات ورقعة الاستهداف التي خرجت في الأيام الاخيرة عن خارطة الانذارات الموجهة من قبل المتحدث باسم جيش الاحتلال الاسرائيلي.
وإن كان المسار المفروض على لبنان هو الترقب إلى حين نضوج أي ملامح تسوية أو صفقة، على وقع الحراك السياسي الاخير وضمن هذه المرحلة الانتقالية، فإنّ مجموعة تحركات واتصالات سياسية تخرق جمود هذا الوقت الضائع. وعليه يشارك لبنان من خلال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في أعمال القمة العربية - الإسلامية التي دعت اليها المملكة العربية السعودية، الاثنين المقبل، لاتخاذ موقف من استمرار العدوان الاسرائيلي على غزة ولبنان وما يخلّفه من مجازر ودمار. وإذ تندرج هذه القمة في اطار تقييم ومتابعة تنفيذ قرارات قمة جدة في 11 تشرين الاول من العام 2023، سيتوجه ميقاتي بعد غد الأحد إلى الرياض للمشاركة فيها، طالباً "الدعم والعون" للبنان مع استمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان.
الخارجية الأميركيةوضمن مروحة الاتصالات السياسية للتوصل إلى حل دبلوماسي في لبنان، أعلنت الخارجية الأميركية أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن بحث مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو، سبل التوصل إلى حل دبلوماسي في لبنان وإنهاء الحرب في قطاع غزة.
وقالت الخارجية في بيان: "ناقش الوزيران أهمية التوصل إلى حل دبلوماسي للصراع في لبنان يسمح للمدنيين على جانبي الخط الأزرق بالعودة إلى ديارهم بأمان".
ضربات الحزبميدانياً، لا هدوء. كثف الطيران الحربي الإسرائيلي من غاراته، وفي المقابل واصل حزب الله ضرب أهدافه في العمق الإسرائيلي. وأعلن الحزب في بيان أنّ جرافة عسكرية ترافقها قوة مشاة حاولت التقدم باتجاه مرتفع ساري في الشمال الغربي لبلدة كفركلا، ما أدى إلى تدميرها وقتل وجرح طاقمها. وكان الحزب أعلن في وقت سابق اليوم عن استهداف قاعدة ومطار رامات ديفيد جنوب شرق مدينة ‏حيفا، بصليةٍ صاروخيّة نوعية. كما استهدف مقاتلو الحزب قاعدة "ستيلا ماريس" البحريّة وهي قاعدة استراتيجية للرصد والرقابة البحريين على مستوى الساحل الشمالي، شمال غرب ‏‏حيفا، بصليةٍ صاروخيّة. وكذلك استهدف عناصر حزب الله تجمعاً لقوات الجيش الإسرائيلي في جل الحَمّار جنوبي بلدة العديسة بالقذائف المدفعية، وتم تحقيق إصابات مؤكدة، بحسب بيان الحزب.
وفي إطار التحذير الذي وجّهه لعددٍ من مستوطنات الشمال، استهدف حزب الله مستوطنة كريات شمونة بصليةٍ صاروخية.‏
في المقابل، دوت صافرات الإنذار في نحو 40 بلدة شمالي إسرائيل جراء رشقة صواريخ أطلقت من لبنان، وأعلن الجيش الإسرائيلي رصد إطلاق 10 صواريخ في الرشقة الأخيرة التي استهدفت منطقتي حيفا والناصرة واعتراض بعضها.مقتل جندي إسرائيلي وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، في بيان، عن "مقتل جندي إسرائيلي في الكتيبة 8207 لواء ألون (228) متأثراً بجراحه التي أُصيب بها بتاريخ 26 تشرين الأول 2024 خلال معركة جنوب لبنان". وكشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي تفاصيل المعركة التي قُتل بها 6 جنود إسرائيليين حينها، وقالت إنّ "المعركة جرت في قرية عيترون الحدودية، حيث واجهت القوّة الإسرائيلية 3 عناصر من حزب الله داخل منزل". وشرحت: "لعدة ساعات كان هناك قتال وإطلاق نار وإلقاء قنابل يدوية، واشتعلت النيران في المبنى وانهار جزئيًا، ودارت معركة طوال الليل لسحب القتلى والمصابين الإسرائيليين من مكان الاشتباك".
غارات إسرائيليةمن جهة اخرى، وبعد تعذر القيام بمهامها في الأيام السابقة لإنّ إسرائيل "لم تمنح الأذن لهم"، يستعد الصليب الأحمر اللبناني، بمرافقة دورية من قوات "اليونيفيل"، لدخول مدينة الخيام لمواصلة عملية انتشال الجثامين الأربعة المتبقية في منطقة وطى الخيام.
واستشهد المسعف في الهيئة الصحية الشاب زاهر إبراهيم عطايا من بلدة طيرحرفا الجنوبية، وذلك بعدما استهدف الطيران الإسرائيلي بغارة، مركزا مستحدثا على طريق ديرقانون رأس العين - الناقورة.
وبقاعاً استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي بلدة حربتا. وأغار الطيران الحربي الإسرائيلي على منزل في بلدة المجادل، ونفذ غارات على بلدات كفرصير، والمنطقة الواقعة بين المجادل والشهابية، كفرتبنيت، الطيري، السلطانية، تبنين، شقرا، كونين وخربة سلم.
وفجرا، تعرضت قرى رامية وعيتا الشعب والقوزح لنيران رشاشات معادية استهدفت الاحراج المتاخمة للحدود الدولية مع فلسطين المحتلة.
واستمر تحليق الطيران الاستطلاعي والمسّير والحربي طوال الليل وحتى الصباح، فوق قرى قضاءي صور وبنت جبيل، واطلق القنابل الضوئية فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الازرق.