نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن أحد مستشاري رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قوله إن "هناك مجالًا للتفاؤل" بعد فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية الأميركية. وأوضحت الصحيفة أن الحكومة الإسرائيلية تترقّب "مرحلة حرجة" قبل استلام ترامب منصبه في 20 كانون الأول/يناير 2025، بسبب مواصلة الرئيس جو بايدن مهامه حتى ذلك الوقت.
بايدن تحررواعتبرت الصحيفة أن بايدن تحرر من حسابات الانتخابات بعد خسارة المرشحة الديمقراطية كاملا هاريس، وقد يمارس ضغوطاً كبيرة على إسرائيل خلال الفترة المتبقية من حكمه، على غرار سيناريو خروج الرئيس الأسبق باراك أوباما من البيت الأبيض عام 2016، حين امتنع عن استخدام حق النقض (الفيتو) ضد قرار مجلس الأمن الصادر في 23 أيلول/سبتمبر 2016، ضد المستوطنات، "مما أدى إلى تعقيدات قانونية في إسرائيل"، بحسب الصحيفة.واعتبرت الصحيفة أن بايدن قد يستغل الشهرين الأخيرين من ولايته لزيادة الضغوط للتوصل إلى صفقة الرهائن ومطالبة نتنياهو بتنازلات مثل الانسحاب من محور فيلادلفيا. كما سيحاول بايدن "تعزيز التسوية الدبلوماسية بين إسرائيل ولبنان، وهي خطوة يبدو أن نتنياهو يدفع نحوها، على عكس محاولات إنهاء الحرب في قطاع غزة". في المقابل، سيعمل نتنياهو على التوصل إلى تعاون كامل مع ترامب وإدارته فيما يتعلق بما يعرف بـ"اليوم التالي"، حسب الصحيفة العبرية التي قالت إن "على إسرائيل الإبحار في بحر هائج إلى حد ما خلال هذين الشهرين". سياسة ترامب غير واضحةولم تتضح بعد سياسة دونالد ترامب الخارجية مع إعلان عودته مجدداً إلى البيت الأبيض رئيساً للولايات المتحدة الأميركية بعد غياب أربع سنوات. فرغم تصريحات ترامب المتكررة بشأن إنهاء الحرب بسرعة إلا أنه دائماً ما شدد على ضرورة الفوز الإسرائيلي، "بغض النظر عمّا يحدث"، حسب قوله. إضافةً إلى اعتباره وقف الحرب قراراً إسرائيلياً.وفي هذا السياق، اعتبر باحثون إسرائيليون في تقرير نشره "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب أن القضية الملحة بالنسبة لترامب هي حروب إسرائيل على غزة ولبنان. وكان ترامب قد عبر عن رغبته بإنهاء الحرب على غزة لكنه لن يفرض قيوداً على المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل كي يرغمها على وقف الحرب.وبسبب دعمه لـ"اتفاقيات أبراهام" و"صفقة القرن"، فإن "ثمة احتمالاً واضحاً أن تؤيد إدارته صيغة ما لحل الدولتين، ربما تشمل ضم منطقة واسعة من يهودا والسامرة (الضفة الغربية المحتلة) إلى إسرائيل، إلا أنه قد يمتنع عن الربط بين حل الدولتين وتوسيع اتفاقيات "أبراهام" بعد تصريحات مستشاريه ووزراء إسرائيليين بأن الحرب الدائرة ليست مفتاحاً للاستقرار الإقليمي. وتوقع التقرير أن يمارس ترامب ضغوطاً على حلفاء أميركا بهدف منع تحقيقات دولية ضد مسؤولين وجنود إسرائيليين في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.وأشار التقرير إلى أن قضيتين مركزيتين في إسرائيل ستتأثر ببدء ولاية ترامب، القضية الأولى تتعلق بخطة "الإصلاح القضائي" التي تدفعها الحكومة الإسرائيلية بهدف إضعاف جهاز القضاء، التي عارضها بايدن بشدة ويتوقع أن يؤيدها ترامب. والقضية الثانية تتعلق بمعارضة ترامب لمساعدات خارجية أميركية وتأييده لتحويلها إلى قروض يتعين على الدول التي تتلقاها أن تسددها، واعتبر التقرير أن "تطبيق ذلك تجاه إسرائيل من شأنه أن يشكل تحدياً كبيراً لها".