شارفت الأجهزة الأمنية على انهاء تحقيقاتها في قضية العملية الإسرائيليّة التي نفذتها وحدة "شييطت 13" في البترون، وعناصر خاصة من محققي الوحدة "504" لشعبة "أمان"، التي اختطفت القبطان البحري عماد أمهز من داخل الشاليه. ومفاد التحقيقات إلى أن القوات الإسرائيليّة استعانت بعدد من القوارب الصغيرة التي يصعب على الرادارات البحرية رصد حركتها، وبذلك نُفذت العملية بشكل أدق وأسرع.قوارب مطاطية متطورةتؤكد المصادر القضائية المُتابعة لمجرى التحقيق في حديث لـ"المدن" إن "الأجهزة الأمنية قامت بتمشيط شاطئ البترون وانتهت من الاستماع إلى كل الشهود، وأظهرت تحقيقاتها دخول القوات البحرية للشاليه عبر الشاطئ اللبناني، من دون الاستعانة بأي مروحية. حيث "تم رصد طبعات أقدام القوات البحرية على الرمل البحري".
وبحسب التقرير الذي قدّمه قائد الجيش اللبنانيّ، العماد جوزاف عون لرئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، فإن الرادرات لم تُوثق أي حركة مريبة داخل المياه الإقليميّة. وهنا تشرح المصادر القضائية إلى أن القوات الإسرائيليّة تحركت داخل المياه الإقليميّة اللبنانيّة عبر قوارب "ZODIAC" حربية مطاطيّة سريعة ومتطورة، وهي صغيرة الحجم وتتسع لحوالى 4 أشخاص فقط، وتُستخدم عادةً لاصطياد الأسماك وممارسة رياضات بحرية. وزودت هذه القوارب بأجهزة إلكترونيّة متطورة قادرة على تعطيل رادارات القوة البحرية الدوليّة المسؤولة عن مراقبة الشاطئ اللبناني". وتابع المصدر نفسه، بأن سفينة إسرائيليّة حربية كانت بانتظارهم خارج المياه الإقليميّة اللبنانيّة، وهي التي أوصلتهم إلى أقرب مسافة قبل ركوبهم بالقوارب الصغيرة والاتجاه نحو الشاطئ اللبنانيّ.عملية سريعةاختارت القوات الإسرائيليّة قوارب صغيرة الحجم وسريعة ومتطورة، الأمر الذي عجزت عن توثيقه رادارات القوة البحريّة، إذ يوضح مصدر أمني لـ"المدن" إلى أن الرادارات لا يمكنها توثيق حركة الزوارق المطاطية الصغيرة، وهذا الأمر ساعد إسرائيل كثيرًا في تسهيل عمليتها الأمنية التي تبين أنها جهزت لتنفيذها منذ فترة، إضافة إلى أن الرادارات قديمة والدولة اللبنانيّة لا تمتلك أجهزة إلكترونية متطورة توازي التطور التكنولوجي الذي تمتلكه إسرائيل لهكذا مهمات.
ونتيجة المُعاينة لمكان الإنزال، فإن المسافة التي قطعتها القوات الإسرائيليّة من الشاطئ البحري نحو الشاليه هي حوالى 80 مترًا فقط. ما حدث يعتبر انتهاكًا للسيادة اللبنانيّة، إلا أن التحقيقات في هذه الحادثة لن تؤدي إلى أي نتيجة سوى التعرف على الطريقة التي دخلت بها القوات الإسرائيليّة للمياه الإقليمية اللبنانيّة، ما يعني أن هذه التحقيقات يمكن أن تندرج تحت عنوان التحقيقات الشكليّة فقط. وحسب معلومات "المدن" لم يتم التوصل إلى أي معلومات حول المخطوف وأسباب اختطافه، خصوصًا في ظل إلتزام حزب الله بصمته حول هذه الحادثة. وتسود حالة من التكتم حول شخصية المخطوف، وعلقت مصادر إلى أن أمهز قد يكون من الشخصيات الهامة لدى حزب الله التي يتجنب الإفصاح عن أي معلومات عنه.ولفتت مصادر قضائيّة لـ"المدن" إلى ان حزب الله لم يُتابع هذه القضية داخل القضاء اللبناني ولم يتواصل مع أي أحد. والجدير بالذكر، أن الجهات التابعة لحزب الله توقفت عن متابعة مستجدات الملفات القضائية التي تهمها داخل القضاء اللبناني منذ بداية الحرب الإسرائيلية.