شهد الدولار الأسترالي هبوطًا كبيرًا يوم الأربعاء، عقب إعلان فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية للمرة الثانية.
هذا التراجع جاء نتيجة للمخاوف من تأثيرات سياسة ترامب الاقتصادية على الأسواق العالمية.
انخفاض حاد في الدولار الأسترالي
في بداية تعاملات الأربعاء، سجل الدولار الأسترالي أسوأ انخفاض له في خمسة أشهر.
حيث انخفض بنسبة 2% في مرحلة من اليوم، ليصل إلى 65.10 سنتًا أميركيًا.
هذا الانخفاض جاء بعد تداول العملة عند 65.9 سنتًا أميركيًا في إغلاق يوم الثلاثاء، قبل إعلان نتائج الانتخابات.
رغم الهبوط الحاد في اليوم السابق، تعافى الدولار الأسترالي خلال تعاملات الخميس ليصل إلى 66 سنتًا أميركيًا.
هذا الانتعاش جاء بعد استقرار الأسواق المالية العالمية، على الرغم من الاضطراب الذي سببته نتائج الانتخابات.
تحليلات الأسواق المالية بعد فوز ترامب
أوضح كايل رودا، كبير المحللين الماليين في كابيتال.كوم، أن الأسواق المالية تفاعلت بشكل قوي مع فوز ترامب.
وقال: “الانتخابات زادت من تفاؤل الأسواق بتوقع تنفيذ برنامج ترامب الاقتصادي، خاصة في ظل احتمال فوز الجمهوريين بالكونغرس”.
وأضاف أن التحفيز المالي المتوقع، من خلال تخفيضات الضرائب، قد يعزز النمو الاقتصادي ويزيد الأرباح المستقبلية.
تسبب فوز ترامب في قلق متزايد حول تأثير الحرب التجارية المحتملة بين الولايات المتحدة والصين على الاقتصاد العالمي، وبالتالي على أستراليا.
ترامب كان قد أشار إلى عزمه فرض تعريفات جمركية جديدة على الواردات، بما في ذلك تلك الواردة من الصين، ما يثير مخاوف بشأن تراجع الطلب على الصادرات الصينية.
المخاوف الاقتصادية على أستراليا
قال توني سيكامور، محلل السوق في آي جي، إن قادة الأعمال الأستراليين أعربوا عن قلقهم من تأثير هذه الحرب التجارية على الاقتصاد الأسترالي، الذي يتأثر بشكل كبير بالطلب الصيني.
الصين، أكبر شريك تجاري لأستراليا، تمثل 35% من صادرات البلاد.
من جانب آخر، انخفضت أسعار السلع الأساسية بعد فوز ترامب،
حيث تأثرت المعادن والطاقة بشكل خاص. هذا الانخفاض جاء نتيجة لارتفاع قيمة الدولار الأميركي، الذي جعل السلع الأساسية أكثر تكلفة للمشترين الأجانب.
تأثير التعريفات الجمركية على الاقتصاد الأسترالي
تشير تحليلات خبراء الاقتصاد إلى أن أستراليا قد تتأثر سلبًا في حال فرضت الولايات المتحدة التعريفات الجمركية التي وعد بها ترامب. وفقًا لدراسة أجرتها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، قد يتراجع الناتج المحلي الإجمالي الأسترالي بنسبة 1.2% في حال تراجع التجارة العالمية بين الدول الكبرى بسبب هذه التعريفات.
رغم أن أستراليا لا تصدر سوى 4% من تجارتها إلى الولايات المتحدة، فإن تأثير الحرب التجارية قد يمتد إلى الأسواق الأخرى، خاصة مع الاعتماد الكبير على الصادرات الصينية. قد تؤدي أي زيادة في التعريفات الأميركية إلى تقليص الطلب على المنتجات الأسترالية في الصين، مما ينعكس سلبًا على الاقتصاد الأسترالي.
التوقعات المستقبلية
يتوقع البعض أن يتراجع الدولار الأسترالي أكثر في الأيام القادمة، خاصة إذا استمرت المخاوف المتعلقة بالسياسات التجارية. محللو السوق يتوقعون أن ينخفض الدولار الأسترالي إلى ما دون 0.6500 سنتًا أميركيًا، ويشيرون إلى أن الحزمة التحفيزية الصينية قد تلعب دورًا في دعم الاقتصاد الأسترالي.
بينما لا يزال من المبكر تحديد التأثير الكامل لانتخاب ترامب على الاقتصاد الأسترالي، فإن الأسواق تشهد تقلبات كبيرة نتيجة للقلق من السياسات التجارية المرتقبة. في الوقت نفسه، من المرجح أن تواجه أستراليا تحديات اقتصادية في حال استمرت التوترات التجارية مع الصين.