2024- 11 - 07   |   بحث في الموقع  
logo ثلاثة شهداء وجريح في استهداف سيارة صيدا logo بري بحث مع زوّاره في الأوضاع logo هل يدشن ترامب عصراً ذهبياً جديداً لأميركا؟ logo محمد بركات يمثل بدعوى "المجلس الشيعي":"أنا المُدّعي وهمُ المُتهَمون" logo شهيدان في الضفة الغربية واقتحامات واعتقالات متواصلة logo نبيل بدر: المحكمة العسكرية أضاءت شمعة خلاص لأحد أهم الملفات logo غارة إسرائيلية على "سيارة الأولي"... إليكم حصيلتها! logo "لبنان على موعد مع الفوضى والهدم الكلي"... الحسيني يوضح!
"أبناء نوت" لمحمد جمال: الأساطير المصرية في ثوب معاصر
2024-11-07 13:25:29

في كتابه "أبناء نوت وأساطير أخرى" الصادر مؤخراً، يلملم الكاتب المصري محمد جمال أجزاء أشهر الأساطير المصرية المتناثرة ويعيد جمعها للمرة الأولى في سردية واحدة متماسكة.. يغوص في الكتب التاريخية والمراجع العلمية والنقوش الأثرية ليعيد إحياء الحكايات المنسية على جدران المعابد وفي بطون الكتب. حكايات أبطالها الآلهة التسعة الأشهر وفق عقيدة هليوبوليس: "أتوم-رع" خالق الكون، وابناه التوأمان شو وتفنوت، وابناهما جب ونوت، وأبناؤهما الأربعة ذائعو الصيت: أيزيس وأوزوريس وست ونفتيس.يستغل جمال مهاراته كروائي في سد فراغات النصوص القديمة وتشوهاتها، يتجاوز تعقيدات التاريخ وألعاب السياسة ليرمم ما طواه النسيان أو سقط عن الجدران بفعل الزمن أو بفعل فاعل، ويروي الحكايات التي قامت عليها العقيدة المصرية لآلاف السنين، وخلدتها جدران المعابد ولفائف البردي وتوابيت الملوك، الحكايات التي ألهب بها الرهبان حماس الشعوب المتعطشة للإيمان وفهم ألغاز الكون، وسيطر بها الملوك على عقول شعوبهم وقلوبهم، ثم غرقت في صفحات الكتب العلمية الجافة فأصبحت حكراً على المتخصصين والدارسين أو أصحاب القدرة من القراء الشغوفين بهذا العالم. ومن هنا تأتي أهمية ما فعله جمال إذ ينتشلها إلى رحابة الحكي المعاصر البسيط الذي ينقلها بدوره إلى جمهور أوسع وشرائح جديدة ربما تتعرف عليها للمرة الأولى، ليس فقط باعتبارها من أقدم الأساطير وأهمها، لكن باعتبارها مفتاحاً مهماً لفهم العقيدة المصرية القديمة وألغازها. وقد تحدثت "المدن" مع المؤلف عن الكتاب بالتفصيل.- متى جاءتك فكرة الكتاب؟ والوقت الذي استغرقته في كتابته؟ وهل كان بشكله الحالي من البداية؟ أحب أن أعرف مراحل تطوره إن أمكن...* الفكرة كانت عندي منذ 2020، لكني بدأت جديًا العمل على تنفيذها في 2021، حينما بدأت أبحث في ما تيسر لي من مراجع عن حكايات الآلهة المصرية القديمة. وهو أمر صعب نظرًا للغموض والتحفظ الذي تتسم به النصوص المصرية عند ذكر الآلهة وحكاياتها. بعدها كانت مرحلة الاختيار والاستبعاد، أي تحديد أي من هذه الحكايات يصلح لأن يكون جزءاً من سردية أطول وأحكم وأيها لا يصلح (مثلًا هناك مجموعة حكايات رائعة عن الساحر المصري ستنا ومغامراته، كانت مادة خصبة مغرية للحكي، لكنها كانت بحاجة لسردية مستقلة لا مكان لها في قصص الآلهة). بعد اختيار الحكايات التي رأيتها مناسبة، عدت للبحث لإيجاد أكبر قدر من التفاصيل بخصوص هذه الأساطير تحديدًا، ثم رتبت كل "المعلومات" التي حصلت عليها في جداول ومخططات... وبدأت الحكي. لعل المرحلة الأصعب كانت إيجاد خيط درامي زمني محكم يرتب كل هذه الحكايات معًا، فهذا أمر لم يشغل واضعي تلك الأساطير. بعد كثير من العرق والدموع والدم وجدته، لكن وجب ذكر أنه من خيالي بالكامل.آخر المراحل كانت الكتابة ثم إعادة الكتابة ثم إعادة إعادة الكتابة... وتم المشروع أخيرًا قبل نشره بشهور قليلة، أي في حوالى 4 سنوات.- كيف أعددتَ نفسك لعمل من هذا النوع؟ ماذا قرأت وشاهدت؟ وإلى أي حد كنت مهتماً بعِلم المصريات أو بالأساطير المصرية قبله؟* بالإضافة للقراءة في المراجع والأعمال المتخصصة في الديانة المصرية القديمة، والسفر قدر المستطاع إلى المعابد المصرية القديمة (وقد أعانتي في ذلك منحة الصندوق العربي للثقافة والفنون "آفاق")، وترجمتي لعدد من الأعمال الميثولوجية كانت خير تحضير ذهني في البداية، خصوصاً كتابا «ميثوس – ستيفن فراي» و«أساطير إسكندنافية – نيل غايمان»، وهذان الكتابان بالذات سعيت لترجمتهما عمدًا لأدرس وأتشرب ما فعله مؤلفاهما بالأساطير الإغريقية والنوردية، لشحذ أدواتي عند الاشتباك مع الأساطير المصرية. في النهاية أدواتي ومعالجتي للأساطير المصرية كانت مختلفة عن كليهما، نظرًا للاختلاف النوعي بين طبيعة الأساطير المصرية وغيرها، لكني لا أنكر أني تعلمت من هذه الأعمال الكثير.أما عن اهتمامي بالمصريات قبل ذلك، فأعترف بأنه كان محدودًا، لأني كنت (وما زلت) قارئاً يبحث عن المتعة قبل الاستفادة، ونادرة هي الأعمال التي تعني بالمتعة قبل الاستفادة في عِلم المصريات. لكني لما بدأت أبحث في الكتب الأكاديمية التي حسبتها مملة سابقًا، أعترف أني وجدت متعة أكبر بكثير مما حسبته، وأدركت أني كنت مخطئاً في حق نفسي حين تكاسلت عن تعلّم المصريات والميثولوجيا المصرية من قبل.- يعاني عِلم المصريات حتى الآن من ندرة المراجع العربية، وربما كان هذا أحد دوافع تأليف الكتاب كما أشرت في مقدمتك. إلى أي حد لمست هذا الأمر أثناء العمل الفعلي على الكتاب؟* في تجربتي لم أشعر بأن المشكلة في ندرة المراجع العربية (الأكاديمية) بالضرورة، هناك تراث جيد نوعًا من أساتذة مصريين ممتازين، وهناك ترجمات عديدة للأعمال الأجنبية، لكن عقبتي الأكبر كانت انعدام الأرشفة بشكل مناسب. كل الكتب العربية (المترجمة بالأساس) التي اعتمدتُ عليها كمصادر وجدتها صدفة في متاجر الكتب والكتب المستعملة (إلا ثلاثية النصوص الجنائزية من ترجمة د.شريف الصيفي عن اللغة المصرية القديمة، فهذه كانت متوافرة وشائعة بفضل نشرها مؤخرًا مع دار نشر تنمية). أما الأعمال الأجنبية كلها فكانت نتيجة بحث ممنهج ومرتب عبر الإنترنت، يشير بسهولة إلى توافر هذه المواضيع بتفاصيلها في المرجع الفلاني أو الورقة البحثية الفلانية، فتجدها بسهولة وتصل لمرادك. أما المحتوى العربي، فأنت وحظك.ربما يكون الحال مختلفًا مع باحث متخصص أكاديمي على دراية أوسع بأساسيات البحث في المصريات، أتحدث فقط عن تجربتي القاصرة كشخص غير متخصص اخترع لنفسه نهجه البحثي الخاص.- في رأيك هل كانت الأساطير المصرية لتحقق انتشاراً أكبر لو اختلف أسلوب التعامل معها؟ بشكل أوضح، هل أعاق التعامل العلمي "الجاف" انتشار الأساطير المصرية وربما فهمها؟* لا أظن ذلك، بل إن التعامل العلمي البحثي الجاف هو الأساس عند التعامل مع التراث الإنساني. كل الشكر والاحترام للباحثين المحترمين الذين سخروا حياتهم للوصول إلى كشوفات الحضارة المصرية وغيرها من الحضارات الإنسانية العظيمة. ما بعد ذلك هو دور الفنان. عندي تصورات عن بعض عوامل عدم انتشار الأسطورة المصرية على نحو فني، منها وأهمها المركزية الغربية، التي تجعل من التراث الأوروبي مركزًا للحضارة الإنسانية، بالتالي يندر أن نرى عملاً فنياً واسع الانتشار يناقش ما لا يهتم به المواطن الأبيض كثيرًا. وفي المقابل نجد المزاج المصري المتحفظ، المضطرب بصراعات الهوية، وهو مزاج لا أظنه صالحاً لفن إبداعي نقدي يتناول التراث بحرية من دون تحفظات مسبقة وأهداف يسعى الباحث لإثباتها عنوة من قبل أن يبدأ (وهذا قديم قِدَم عِلم المصريات، الذي بدأه الأوروبيون في القرن الثامن عشر بهدف إثبات صحة حكايات العهد القديم، ومن ثم إثبات تفوق المستعمر المسيحي الأبيض المتحضر). هذا غير أن الأسطورة المصرية نفسها مدونة بتحفظ واختصار، في مقابل وفرة في المواد التاريخية، تاريخ الملوك والبشر الحقيقي. ما جعل غالبية المحاولات الفنية التي اهتمت بالتراث المصري القديم (التي وصلتني على الأقل)، تهتم أكثر بالتاريخ عوضًا عن حكايات الآلهة.- هناك اندماج وتداخل كبير بين التاريخ والأسطورة والديانة في مصر القديمة، وكان للأوضاع السياسية داخل مصر واختلاف الأُسَر والملوك وخلافه، تأثير كبير في استمرار الأسطورة وتحولاتها، لكنك كنت مصراً على استمرار الحكاية من دون الإشارة لأي مؤثرات أو عوامل خارجية، بشرية إن صح التعبير. إلى أي حد تغلّب الروائي على الباحث في هذا الكتاب؟* الأسطورة والديانة يفترض أنهما شيء واحد، نحن الآن نراها أساطير لأنه ما عاد هناك من يؤمن بها، وقد كانت بالنسبة للمؤمنين بها ديناً. صحيح أن كل هذه الحكايات لم تكن أبدًا عند واضعيها بهذا التسلسل والوضوح الذي قدمتها به، وإنما كانت تهدف لأغراض سياسية دينية مختلفة على مدى آلاف الأعوام. لكن النهج الذي اتبعته كان سرد الأساطير وكأنها تاريخ، نحن نعلم ضمنيًا أنها لم تحدث، لكن المنطق الداخلي للأساطير يفترض حدوثها في زمن ذهبي قديم يسبق البشر والتاريخ المعروف. لذا أي محاولة مني لتوضيح دور ملوك الأُسَر اللاحقة في وضع الأساطير، ستمثل خرقًا للمنطق الضمني للحكاية. لهذا تقمصت دور الكاهن والحكاء الشعبي للسماح للمنطق الداخلي للحكايات باستكمال نفسه، بملء فراغه بنفسه. لعل الفارق الرئيسي بين كاتب الخيال في زمننا والكهنة والحكائين القدامى، أن الروائي يعترف أن عمله صنيعة خياله، بينما هؤلاء مع أنهم كانوا يستخدمون الألاعيب نفسها، إلا أن طبيعة زمنهم وعدم وجود ناشر ومكتبات وموقع goodreads فرض عليهم الادعاء بأن حكاياتهم حقائق.- بالمناسبة، رغم أنه كتاب fiction أو خيالي "بشكل ما"، لكن ربما يمكن اعتباره مفاجأة غير متوقعة في مسيرتك على مستوى التأليف، قياساً إلى ما قدمته من قبل. ما سبب هذا التحول، وإلى أي حد قرَّبت الترجمة بينك وبين هذا العالم؟* في الحقيقة هو مفاجأة لي شخصيًا، لا أظنني كنت لأتخيل العمل على مثل هذا المشروع وأنا أكتب روايتي الأولى والثانية قط. لهذا أنا ممتن لعملي الموازي في الترجمة، فرغم أنها تقلل بشدة من الوقت الذي كنت أتمنى تخصيصه للكتابة، فهي توسع آفاقي وتعرّضني لخبرات وأفكار ومجالات ما كنت لأهتم بها كثيرًا لو تُركت وشأني.هذا غير أني لطالما كنت أشعر بالغيرة وأنا أقرأ وأشاهد أعمالًا فنية وأدبية تعالج أنظمة أساطير عالمية مختلفة. فلما وجدت نفسي فجأة وقد صرت كاتبًا لديه من الأدوات ما يمكنه من محاولة فعل المثل بما لدينا من مادة خام لا تزال نضرة، شعرت أن المحاولة واجبة عليّ، وها قد حاولت... ليتها تصيب.- في السياق نفسه، تشغلني كثيراً فكرة التصنيف. ولعلك تقدر حيرتي، فالكتاب أدبي خيالي وتاريخي وعلمي بشكل ما أيضاً! في أي قسم من أقسام المكتبة يمكن وضعه؟* لم أستطع العمل على هذا الكتاب إلا عندما تخلصت من انشغالي بالتصنيف. أنا لا أدعو أبدًا لنبذ التصنيفات الأدبية الكلاسيكية بالكامل والتحرر المطلق، فأنا بصراحة شخص تقليدي متحفظ لا يستمتع بكسر القوالب. لكني مؤمن أيضًا بأن المشروع الذي يعمل عليه صانعه له إرادة مستقلة، والصانع الذي لا ينصت إلا لنفسه، يحكم على مشروعه بالفشل. حتم عليّ مشروعي أن يخرج بهذا الشكل المتجاوز للتصنيفات التقليدية، أي محاولة لتقييده في تصنيف معتاد كانت ستخنقه، وتخنقني معه. سأترك التصنيف لبائعي الكتب وأمناء المكتبات ولجان فرز الجوائز، وللقارئ، يمكنك وضع الكتاب على أي رف تحبه ولن أنزعج... يهمني فقط أن تقرأ، وتستمتع.- الأساطير المصرية ومصر الفرعونية بشكل عام كانت محوراً لأعمال مهمة وكتابات بارزة لنجيب محفوظ وجمال الغيطاني ومجيد طوبيا وآخرين. ألا تفكر في الاستغلال الروائي لهذا العالم؟* احتمال كبير. أنا وقعت في أسر إيزة/إيزيس ودحوتي/تحوت، وأنا أكتب كتابي، وأتمنى أن هذا لن يكون لقائي الأخير معهما. لكني لست متأكدًا عن ماذا سيكون مشروعي التالي. كتبت بالفعل فصولاً عديدة من عمل اجتماعي معاصر ساخر ثم هجرته ولا أظنني عائد إليه، وتشغلني الآن فكرة بناء عالم روائي فانتازي ضخم (وهو حلم لدى كل كاتب روائي تقريبًا) مبني على عناصر ميثولوجية تراثية، ولا أدري إن كنت مؤهلًا بعد لخوض تجربة بهذا الحجم، وكل يوم تشغلني فكرة وتموت. الأكيد أني منشغل بترتيب مشاريع ترجمات، ولعلي في وقت من العام المقبل أضع أساسًا لمشروع شخصي جديد.- هل يمكن على الأقل أن تستمر في المسعى نفسه وتقدم أساطير أخرى مستقبلاً؟ خصوصاً أنك توقفت عند مرحلة الفصل بين الآلهة والبشر، وتبعتها بطبيعة الحال مراحل أخرى لا تقل أهمية....* لا أستبعد أي شيء، لكني لم أقرر أي شيء. لكني لا أظن أني سأتابع السرد في عالم البشر، حيث تنتهي الأسطورة ويبدأ التاريخ. مع أن ملوك المصريين القدامى كانوا يتماهون مع الآلهة وتُنسج لهم أساطير مخصوصة، إلا أنها كانت أقرب للطقوس منها للأساطير الغنية بالتفاصيل التي تفسر شكل العالم وتضع أساساته. حكايات الملوك إذن تاريخ، وأنا، الآن، لست مهتمًا بكتابة التاريخ، ربما بعد قليل أهتم، ربما لن يحدث أبدًا، لا أعلم... لكن لعل كتابي هذا يحفز (أو يستفز) غيري ليقوم بعمله الخاص الذي يغطي ما غفلت عنه، أو يعيد تقديم ما قدمته أنا أفضل مني، في الواقع أشجع هذا وأتمنى حدوثه، ففي النهاية هذا تراث إنساني مشترك وليس ملكاً لي وحدي أبدًا.- أخيراً ما الذي تطمح إليه من وراء هذا الكتاب بشكل عام؟* ما الذي يطمح إليه أي كاتب من أي كتاب؟ أن يُقرأ، أن يحب عمله الجمهور، أن يقول عنه الناس يا لك من رائع فيهزّ رأسه بتواضع زائف بينما يرقص الطفل المغرور بداخله فرحًا... كل هذه الأمور. لكني بصراحة أطمح أيضًا إلى تحفيز قراءات جديدة في تراثنا، قراءات تعنى بالبحث والفهم والاستيعاب والنقد للجذور والمنابع، بتحرر من أي تحفظ مسبق ومن دون أي محاولة لإثبات قيم معينة بليّ عنق التاريخ ليستدل عليها، سواء كانت دينية أو قومية أو تحررية أو غيرها.____________محمد جمال:كاتب ومترجم مصري، نُشر له: "طيران" 2021، و"كتاب خيبة الأمل" 2018. بالإضافة إلى عدد من الأعمال المترجمة من الإنكليزية. "أبناء نوت وأساطير أخرى.. حكايات مصرية عتيقة" هو كتابه الثالث وصدر مؤخراً عن منشورات تكوين.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top