أمل إسرائيلي في السلام... والفلسطينيون يخشون عودة ترامب
2024-11-07 08:25:33
تزايدت الآمال بين الإسرائيليين مع فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، حيث يتوقع الكثير منهم أن تتمكن إدارته الجديدة من إنهاء الحرب المستمرة في قطاع غزة، والتي دخلت عامها الثاني في تشرين الأول 2024.
وكانت الشوارع الإسرائيلية قد عكست هذه الأجواء، إذ عبر العديد من الإسرائيليين عن فرحتهم بفوز ترامب، معتبرين أن "الرئيس الجمهوري قادر على صنع السلام"، بحسب ما أفادت وكالة فرانس برس.
وفي استطلاع للرأي أجرته القناة 12 الإسرائيلية الأسبوع الماضي، عبّر 66% من الإسرائيليين عن أملهم في عودة ترامب إلى البيت الأبيض، معتبرين أن سياسته ستكون أكثر فاعلية في إنهاء النزاع مع الفلسطينيين. لكن هذا التفاؤل يقابله قلق فلسطيني من عودة ترامب إلى سدة الحكم، خاصة في ظل مواقفه السابقة التي اعتبرها الكثيرون منحازة لإسرائيل.
إذ يرى بعض الفلسطينيين، الذين يعانون من ويلات الحرب المستمرة في قطاع غزة، أن العودة المحتملة لترامب قد تعني زيادة التصعيد، بينما يعتبر آخرون أن سياسة الولايات المتحدة تجاه إسرائيل لن تتغير بغض النظر عن هوية الرئيس الأميركي.
من جهة أخرى، دعا قادة حركة حماس والسلطة الفلسطينية الرئيس الأميركي إلى العمل من أجل إرساء السلام في المنطقة، ووقف المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في غزة.
في المقابل، يرى عدد من الخبراء والمراقبين أن وعود ترامب بإنهاء الحروب حول العالم، ومن ضمنها حرب غزة، قد تصطدم بالواقع المعقد للوضع في المنطقة. وأشار البعض إلى أن الرئيس الأميركي قد يبرم صفقة توقف إطلاق النار، لكنها ستكون وفق شروط ومصالح إسرائيلية بحتة، وهو ما يتماشى مع مواقف ترامب السابقة التي كانت تميل إلى دعم سياسات تل أبيب.
وفي تصريح سابق له، قال ترامب بشأن وقف إطلاق النار في غزة: "لم أشجع نتنياهو على الموافقة على وقف إطلاق النار، هو يعرف ما يفعله. شجعته على إنهاء هذا الأمر بسرعة، لكن عليه أن ينتصر". هذا التصريح يعكس بوضوح موقف ترامب من النزاع، حيث يبدو أن الأولوية بالنسبة له هي ضمان مصالح إسرائيل، حتى لو كانت التكلفة البشرية عالية.
كما ألمح ترامب في حملاته الانتخابية، إلى أن "مساحة إسرائيل تبدو صغيرة على الخريطة"، مضيفًا أنه يفكر في كيفية توسيعها. تلك التصريحات أضافت مزيدًا من القلق في صفوف الفلسطينيين الذين يخشون من أن ترامب قد يسعى إلى تنفيذ رؤيته لتوسيع حدود إسرائيل على حساب الأراضي الفلسطينية.
ومنذ تفجر الحرب في السابع من تشرين الأول 2023، بعد الهجوم الذي شنته حركة حماس على مستوطنات إسرائيلية وقواعد عسكرية في غلاف غزة، يعيش القطاع الفلسطيني حصارًا مطبقًا.
ورغم الوساطات الإقليمية والدولية التي قادتها مصر وقطر والولايات المتحدة، فإن جهود إنهاء الحرب ووقف إطلاق النار باءت بالفشل. ويعيش سكان غزة أوضاعًا إنسانية قاسية، حيث أسفرت الحرب عن مقتل أكثر من 43 ألف فلسطيني، إضافة إلى تدمير ثلثي الأبنية في القطاع، فضلاً عن نزوح الملايين من مناطق مختلفة.
كما يعاني الفلسطينيون في غزة من شح في المساعدات الطبية والغذائية، وسط صعوبات كبيرة في الوصول إلى المناطق المتضررة. ورغم الوعود الدولية بتقديم المساعدة، فإن الأوضاع الإنسانية تزداد تعقيدًا، مما يجعل الأمل في السلام يتضاءل مع مرور الوقت.
بينما يواصل الإسرائيليون التفاؤل بعودة ترامب كوسيلة محتملة لوقف الحرب في غزة، يبقى الفلسطينيون في حالة من القلق العميق، إذ يرون في مواقفه السابقة تهديدًا لمستقبلهم. وتستمر الحرب في قطاع غزة كأحد أكثر الصراعات تعقيدًا في الشرق الأوسط، مع استمرار معاناة المدنيين وتزايد الآمال بحلول سياسية قد تكون بعيدة المنال.
وكالات