عودة ترامب... الشرق الأوسط على مفترق طرق بين الحرب والسلام
2024-11-06 21:55:31
حرب غزة، والعمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان، بالإضافة إلى الملف الإيراني، هي أبرز الملفات التي ستكون على أجندة السياسة الخارجية للرئيس الأميركي دونالد ترامب في حال إعادة انتخابه.
واتفق المحللان السياسيان، أحمد السيد أحمد، وحسين هريدي، في تصريحات لموقع "الحرة"، على أن فوز ترامب بولاية رئاسية ثانية سيكون له تداعيات هامة على الشرق الأوسط.
ويشرح أحمد أن ترامب كان قد أشار خلال حملته الانتخابية إلى فكرة "السلام من خلال القوة"، ووعد العرب والمسلمين بوقف الحروب إذا عاد إلى البيت الأبيض.
ويعتقد أحمد أن الرئيس الديمقراطي جو بايدن، سلف ترامب، لم يكن مؤثرا بما يكفي في مواجهة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فيما يتعلق بالضغط عليه لوقف الحرب في غزة. بينما يرى أحمد أن ترامب سيكون أكثر قدرة على الضغط على نتنياهو، وقد يستجيب لمطالبه.
ويشير أحمد أيضا إلى أن ترامب، الذي كان رجل أعمال، يولي أهمية كبيرة لتعزيز الوضع الاقتصادي وفرص العمل من خلال الاستقرار في الشرق الأوسط، وتعزيز التعاون مع الدول الخليجية. ويؤمن ترامب أن التنمية وتطوير العلاقات لا يمكن أن يتم وسط الحروب، وبالتالي "من المهم تبريد الوضع في غزة ولبنان".
من جهته، يتفق السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، مع أحمد في أن ترامب سيكون قادرا على جعل نتنياهو أكثر تعاونا مع الولايات المتحدة من أجل وقف الحرب في غزة ولبنان.
ويؤكد هريدي أن نتنياهو كان يراهن دائما على احتمالات عودة ترامب للبيت الأبيض، وهو الحال ذاته في مصر. حيث أرسل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أول تهنئة لترامب بين القادة العرب. وعبّر السيسي في منشور على فيسبوك عن تطلعه "لإحلال السلام والحفاظ على السلم والاستقرار الإقليمي، وتعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة".
ويشير هريدي إلى أن عودة ترامب قد تدفع إلى إنهاء الحرب ليس فقط في غزة، بل أيضا في أوكرانيا، وهو ما قد يجعل القادة الأوكرانيين الذين يعتمدون على دعم أميركي غير محدود يعيدون حساباتهم. ويضيف هريدي أن ترامب قد يستخدم علاقته القوية مع دول مجلس التعاون الخليجي للضغط على نتنياهو، ليس عن طريق "وقف مساعدات أو توبيخ علني، بل من خلال مقايضة". ويعتقد هريدي أن نتنياهو سيكون منفتحا على الاستماع لترامب في هذا الشأن.
من جانب آخر، يرى هريدي أن العقبة الكبرى ستكون ما يسمى "صفقة القرن"، وهي خطة السلام التي طرحها ترامب في ولايته الأولى. وقد وصف ترامب تلك الخطة، التي كان يديرها صهره جاريد كوشنر، بأنها "صفقة القرن". رغم أن بعض التقارير أشارت إلى إلغاء فكرة حل الدولتين، التي كانت تمثل الصيغة الأميركية والدولية المقبولة لإقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، فإن الخطة اقترحت جعل أجزاء من القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية.
ويعتقد هريدي أن ترامب سيواصل دعم اتفاقات إبراهيم، لكنه لا يعرف مصير "صفقة القرن". هل سيعيد إحيائها؟ أم سيعدلها؟ أو سيطرح خطة جديدة؟.
ويضيف أحمد أن ترامب سيسعى إلى تقارب أكبر مع الدول العربية، مثلما حدث خلال ولايته الأولى، ويعيد ترتيب الأوراق في المنطقة لتحقيق تطبيع العلاقات وتعزيز الاقتصاد وفرص العمل بين الدول.
ويرى أحمد أن "صفقة القرن" "ولدت ميتة"، لأنها لم تستند إلى أسس قوية وتجاهلت حقوق الشعب الفلسطيني، كما ألغت حل الدولتين، الذي يعتبره الحل الوحيد الذي قد تقبله دول المنطقة.
أما بالنسبة للملف الإيراني، يعتقد أحمد أن ترامب سيواصل الضغط على إيران. ويشير إلى أن إدارة بايدن وإيران هما المسؤولان عن استمرار الحرب، حيث أفرجت إدارة بايدن عن الأموال التي ساعدت النظام الإيراني على تمويل الجماعات المسلحة، والتي دعمت حماس في تنفيذ هجوم السابع من تشرين الاول على إسرائيل.
أما عن العلاقات مع مصر، يعتقد أحمد أنها "استراتيجية ولا تتأثر بتغير الرئيس الأميركي"، لكن ستكون أكثر دفئا مقارنة بالعلاقة الفاترة خلال فترة بايدن. ويضيف أن "العلاقة ستكون دافئة على مستوى الخطاب السياسي، لكن الاستراتيجية العسكرية والاقتصادية لا تتغير كثيرا بتغير الرؤساء".
ويعتقد هريدي أن العلاقات بين مصر والولايات المتحدة "ستعود إلى طبيعتها" في حال فوز ترامب، مشيرا إلى أنه منذ تولي السيسي السلطة في عام 2014 كانت العلاقات متوترة، ولكن لولا حرب غزة وجهود الوساطة المصرية لكانت هذه التوترات قد استمرت.
ويختم هريدي بالقول إن فوز ترامب "سيضع نهاية لحقبة أوباما" في السياسة الأميركية، التي بدأت منذ خطابه الشهير في 2009 أمام جامعة القاهرة، حيث ربط قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان بعلاقات واشنطن مع دول بعينها. ويرى هريدي أن سياسة أوباما "أضرت بفرص ترسيخ الديمقراطية وحقوق الإنسان" في العالم العربي، وكان من الأفضل أن تفتح الولايات المتحدة فرص النمو الاقتصادي لهذه الدول، ما كان سيسهم في انفتاحها السياسي.
وكالات