انتُخب دونالد ترامب، رئيساً للولايات المتحدة، في مواجهة كامالا هاريس، بتجاوزه عتبة الـ270 صوتاً في المجمع الانتخابي، وفق ما أفادت وسائل الإعلام الأميركية.
وأُعلن فوز الرئيس الجمهوري في أربع ولايات رئيسية متأرجحة هي جورجيا وكارولاينا الشمالية وبنسلفانيا وويسكنسن، علما أنه في العام 2020، صوّتت ثلاث منها للديمقراطي جو بايدن.
وحصل ترامب حتى الساعة على 277 صوتاً وهي مرشحة للارتفاع أكثر، مع تزايد فرص حسمه 3 ولايات متأرجحة متبقية هي: أريزونا ونيفادا وميشيغان. فيما حصلت منافسه هاريس حتى الساعة على 224 صوتاً، لتُصبح ثاني إمرأة تُهزم أمام ترامب، بعد هيلاري كلينتون في 2016.
واعتُبر فوز ترامب في 2016، أكبر مفاجأة سياسية في التاريخ الأميركي الحديث. لكنه غادر البيت الأبيض، بعدها بأربع سنوات، وسط فوضى غير مسبوقة. اليوم، عاد الملياردير الجمهوري إلى البيت الأبيض بعد حملة انتخابية شابتها توترات ومحاولتا اغتيال وعدائية غير مسبوقة.
وصوّت لترامب عشرات ملايين الأميركيين، ويبدو الرجل البالغ 78 عاماً، والذي أُعلنت نهايته السياسية أكثر من مرة، ووُجّهت اليه تهم جنائية، وصدرت في حقّه أحكام وغرامات ومحاولات عزل، اليوم، وكأنه لا يُقهر.
تجاوز كل القواعد
يعتمد دونالد ترامب على "حدس" سياسي لطالما تباهى به، وبقدرة على تجاوز كل القواعد المعمول بها، ونجح في تخطي كل الصعوبات، الواحدة تلو الأخرى.
ورغم أن العديد من قيادات وأعضاء الحزب الجمهوري تخلّوا عنه بعد الهجوم الذي شنّه أنصاره على مبنى الكابيتول، بعد إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية في العام 2024، لكنه استعاد في أربع سنوات، السيطرة التامة على حزبه.
خلال مؤتمر الحزب الجمهوري في تموز/يوليو، تفرّج ترامب على مناهضيه السابقين يتناوبون على المسرح للثناء عليه. كما شاهد بفخر المئات من أنصاره يضعون ضمادة بيضاء على آذانهم تضامناً معه بعد تعرّضه لإطلاق نار في بنسيلفانيا.
وستبقى صورة دونالد ترامب، وهو ينهض عن الأرض مدمّى الوجه وقد رفع قبضته متحدّيا، من أكثر اللحظات تحديا في حملته الانتخابية الثالثة.
وتحوّلت صرخته، وهو يتوجّه الى أنصاره، بينما يساعده عناصر أمن على الخروج من المكان "ناضلوا، ناضلوا، ناضلوا"، الى شعار يهتف به أنصاره في التجمعات الانتخابية، معبّرين عن قناعتهم بأن ترامب يفهم واقعهم اليومي أكثر من أي كان.
أعظم عودة سياسية
وقالت مجلة "نيوزويك" إن المرشح الجمهوري أكمل أعظم عودة سياسية في تاريخ الولايات المتحدة الحديث. وذكرت المجلة أنه لم يتم انتخاب رئيس أميركي لفترتين غير متتاليتين، منذ غروفر كليفلاند عام 1892، لكن ترامب حقق هذا الإنجاز، ليس من خلال استراتيجية حشد قاعدته ببساطة، بل من خلال توسيع الخريطة الانتخابية الجمهورية بالفعل.
وتجنبت حملة ترامب الصحافة السائدة في الأغلب، وركزت بدلاً من ذلك على جذب الشباب والناخبين من الأقليات الساخطة، وبدعم من المؤثرين الذين حلوا محل وسائل الإعلام التقليدية بين هؤلاء الناخبين.
وقال جون كينغ على شبكة "سي إن إن"، إن "الرئيس السابق للولايات المتحدة الذي اعتبر منتهيا بعد 6 كانون الأول/يناير 2021، يعمل الآن بشكل أقوى مما كان عليه في الحملة الأخيرة"، مشيرا إلى أن ترامب كان يتقدم على أدائه لعام 2020 بـ3 نقاط على المستوى الوطني.
من جهته، قال عالم السياسة ستيف شير لـ"نيوزويك"، إن "ترامب تحدى التاريخ وأنشأ ائتلافاً جديداً ومتنوعاً، وهو إنجاز غير عادي في تاريخ الرئاسة"، وسوف يتولى منصبه وقد استعاد الجمهوريون مجلس الشيوخ، مما يعني أن تعييناته الوزارية والقضائية من المرجح أن تواجه الحد الأدنى من المقاومة.
والآن، بدلاً من إنهاء حياته المهنية على نغمة خاسرة -كما تقول المجلة- كرئيس تمت محاكمته مرتين وحكم فترة واحدة وكمجرم مدان، ستكون لدى ترامب 4 سنوات أخرى لإعادة تشكيل الحكومة وفرصة لتعزيز إرثه باعتباره الرئيس الجمهوري الأكثر أهمية منذ رونالد ريغان.
أما بالنسبة لهاريس، فستُكلف باعتبارها نائبة للرئيس بدور رئاسة تصديق الكونغرس على فوز ترامب، في 6 كانون الثاني 2025، بعد 4 سنوات من أعمال الشغب في الكابيتول، والتي بدا في ذلك الوقت وكأنها سترسل خصمها إلى سلة المهملات.