2024- 11 - 06   |   بحث في الموقع  
logo بيان هام من “حزب الله”.. ماذا فيه؟ logo المطارنة الموارنة دعوا إلى وقف اطلاق النار و لتطبيق القرار 1701 logo الرقم الفعلي لمساعدات باريس غير واضح! logo عين إسرائيل على بنت جبيل: تصفية لثأر قديم logo وزير المالية يمدِّد مهل التصريح الضريبي logo في "الولايتان"... ترامب يهزم امرأتين ليصل إلى البيت الأبيض! logo الكرملين يترقب خطوات ترامب: لن نحكم عليه قبل أن نرى أفعاله logo مُحتفلًا بفوزه... ترامب يؤدّي "رقصة النصر" الشهيرة (فيديو)
العرب الأميركيون "صنّاع الملوك"؟
2024-11-06 11:55:35

في الخيار بين السيء والأسوأ، وفيما الانتخابات الرئاسية الأميركية حسمت لصالح ترامب، نعود لتصدر العرب والمسلمين الأميركيون عناوين الأخبار في الأيام الأخيرة. "ترامب يغازل الناخبين المسلمين"، هذا عنوان في هآرتس الإسرائيلية قبل يومين، وفي اليوم التالي عنوان خبري من وكالة رويترز: "هاريس تناشد المسيحيين والعرب الأميركيين".كما في الانتخابات العامة في فرنسا وبعدها في بريطانيا خلال الأشهر الماضية، كانت غزة قضية جوهرية في الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة. وغزة هنا أيضاً ليست مجرد قضية سياسية خارجية، بل مسألة داخلية تتعلق بالأقليات العربية والمسلمة في الغرب وبحثها عن صوت وتمثيل سياسيين. الغضب الموجّه ضد الديمقراطيين، لا يتعلق فقط بموقف إدارة بايدن الداعم للمجزرة الدائرة لأكثر من عام في القطاع، بل أيضاً يرجع لافتراض الحزب الديمقراطي أن أصوات العرب والمسلمين مضمونة، ببساطة لعدم وجود خيارات أخرى. حراك "عدم الالتزام" كان له تأثيرات محدودة داخل الحزب الديمقراطي. ومع هذا، أشارت استطلاعات الرأي إلى أن نسبة معتبرة تقترب من نصف الناخبين المسلمين كانوا عازمين على التصويت العقابي ضد هاريس، وذلك عبر التصويت لصالح مرشحة الخضر، جيل ستاين، وهي صاحبة الموقف الواضح من الحرب والداعم لحقوق الفلسطينيين. والحال أن ذلك التصويت كان سيظل رمزياً، لولا التقارب المفترض بين حظوظ ترامب وهاريس، هو ما أوحى بمنح مسألة الحرب في الشرق الأوسط وزناً أكبر مما يفترض أن تناله قضايا السياسية الخارجية في الانتخابات الأميركية، وبالتبعية منح الأقليات المعنية بها تأثيراً يتجاوز نسبتها المتواضعة مقارنة بالعدد الإجمالي للناخبين.وبينما لاكت هاريس شعارات "وقف الحرب" الفارغة، تلك التي كررها بايدن من قبلها لأكثر من عام، وهو يمد إسرائيل بالمزيد من السلاح، انتهز ترامب الفرص المطروحة أمامه بجدية، وهو يوظف ميزته الأكبر، أي أنه يستطيع أن يناقض نفسه كما يشاء، واللعب على جميع الحبال في الوقت ذاته. فمؤيدوه يجدون في تلك التناقضات دلالة على العفوية والمباشرة. تعد هاريس بالمزيد من الشيء نفسه، وعلى العكس يمتلك منافسها امتياز ادعاء التغيير. لم تسعَ حملة ترامب بالضرورة إلى انتزاع أصوات العرب والمسلمين لصالحها، بل يكفيها فقدان الحزب الديمقراطي تلك الأصوات. خرجت التصريحات من الحملة لتحذر من أن هاريس ستقوم بـ"غزو الشرق الأوسط" في حال ربحت الانتخابات، وفي المقابل وعدت بأن ترامب سيوقف الحرب ويفتح "صفحة جديدة للسلام" في المنطقة. من ناحية أخرى، لعب مستشار ترامب ونسيبه اللبناني، مسعد بولس دوراً نشطاً في استمالة الأصوات العربية، وبالأخص من بين أصحاب المزاج المحافظ والأقليات المسيحية الشرقية. وفي خطوة غير مسبوقة، غرد ترامب نهاية الشهر الماضي، من حسابه على موقع "إكس" تغريدة خاصة موجهة للناخبين الأميركيين الأقباط، يدعوهم للتصويت لصالحه. كل تلك التحركات جنت بعض المكاسب لصالح ترامب، لكن العامل الذي كان من منتظر أن يكون أكثر فاعلية هو التصويت العقابي ضد هاريس.إذاً، ومع فوز ترامب، هل أصبح العرب والمسلمين في الولايات المتحدة أخيراً جماعة ضغط أو كتلة تصويتية معتبرة؟ بلا شك، خرج العرب والمسلمين من ظل السياسة الأميركية ليحاولوا اكتشاف تأثيرهم السياسي، لكنهم لم يجدوا أنفسهم ولو لمرة واحدة "صنّاع الملوك"، فترامب تقدم على جميع الجبهات بأي حال. وكذا، فالظرف الانتخابي الأخير غير قابل بالضرورة للتكرار مستقبلاً، سواء فيما يتعلق بالاستقطاب حول الحرب في الشرق الأوسط أو التنافسية العالية بين المرشحين الراجعة لتقارب حظوظهما في استطلاعات الرأي. قد تكون المساهمة في خسارة هاريس هو المكسب الوحيد الممكن من تصويت الأقليات المسلمة والعربية العقابي، وهو مكسب يكاد أن يكون واقعاً الآن، وهو أقرب إلى الأذى الذاتي. لكن هذا الربح لا يعول على الحاضر أو المستقبل القريب، بل على المدى الطويل، والغرض هو إرغام الحزب الديمقراطي وغيره أن يأخذ تلك الجماعة التصويتية على محمل الجد.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top