بدأ جهاز الشاباك التحقيق في قضية "الوثائق السرية المسربة" من مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، التي أدت إلى اعتقال عدد من الأشخاص، بينهم المستشار الإعلامي لنتنياهو، إيلي فيلدشتاين، في أعقاب تسرب "معلومات سرية للغاية" من وحدة التنصت الإلكتروني 8200، في الاستخبارات العسكرية، من دون معرفة كيف تمّ التسريب.منع استمرار التسريب
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الشاباك اعتقل اليوم الاثنين، ضابطاً في الجيش الإسرائيلي، برتبة رائد في قوات الاحتياط، يُشتبه بأنه ضالع في القضية، ليصل عدد المعتقلين في القضية إلى خمسة، تم تحويل أحدهم إلى الاعتقال المنزلي.
وتوجه الجيش إلى الشاباك بهدف معرفة كيفية تسرب معلومات سرية للغاية، ومنع استمرار التسريب، لكن من دون العلم أن التحقيق سيتوصل إلى فيلدشتاين، الذي كان مستشاراً لنتنياهو للشؤون الأمنية في السنة الأخيرة.
والمكان الذي تسربت منه المعلومات لم يكن كبيراً ولم يتواجد فيه أشخاص كثيرون، وكان موقعاً معزولاً، "الذي فيه قرر عدد قليل من الأشخاص بأنفسهم إعطاء المعلومات السرية إلى شخص غير مخول للاطلاع عليها، ومنه وصلت المعلومات إلى فيلدشتاين، الذي بدوره نقله، حسب الشبهات، إلى صحيفة (بيلد) الألمانية و(جويش كرونيكل) البريطانية"، وفقا لموقع "واينت" الإلكتروني.
وأضاف "واينت" أن الأمر المهم في هذه القضية ليست ورقة المعلومات السرية نفسها، التي توصف بأنها "وثائق السنوار"، وإنما المكان الذي تسربت المعلومات منه.
وشدد مصدر مطلع على تفاصيل القضية بأنها لا تتعلق بتحقيق حول التسريب، وإنما غاية التحقيق هي معرفة كيف تسربت معلومات سرية للغاية لجهات ليست مخولة بالاطلاع عليها، أي مصدر التسريب. وفي هذه المرحلة، هناك شبهات ضد ضباط في الاحتياط برتب متدنية.
وأضاف "واينت" أن هذه القضية تمسّ بأمن الدولة وتلحق ضرراً. والوثيقة المسربة "تعالت بواسطة منظومات استخباراتية ولم يُعثر عليها في أنفاق حماس في قطاع غزة، وعندما تسربت لم يعودوا يرون الوثيقة في إسرائيل فقط، وإنما تراها حماس أيضاً".
وتابع: "عندما تعلم حماس بأن الوثيقة تسربت، ستدرك ما الذي تراه وتعلم به إسرائيل، وبذلك سيكون بإمكان حماس أن تعلم بهوية الأشخاص في الحركة الذين تسربت المعلومات منهم. وكان هدف الشاباك منذ فتح التحقيق إحباط وإيقاف محور التسريب".استغلال التسريب
ورأى المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" ناحوم برنيع، بعد قراءة معمقة لتداعيات الفضيحة، أن الأمر يتجاوز مسألة تسريب الوثائق، إلى "استغلال خطأ ومتعمد للمعلومات السرية بهدف تضليل الرأي العام الإسرائيلي".
واعتبر أن "جوهر القضية ليس التسريب بحد ذاته، بل الكذب واستخدام الوثائق السرية للتلاعب بالحقائق"، معتبراً أن هذه التصرفات تستهدف تضليل الجمهور حول قضايا تمس حياة المواطنين. ويصف هذا التوجه بأنه يعكس "طبيعة الأنظمة المظلمة التي تعمد إلى الإساءة لشعبها ومواطنيها وضحايا فشلها".
ويستعرض برنياع الدور الذي لعبه إيلي فلدشتاين، في الفضيحة، إذ يقول إن فلدشتاين عمل على زرع وتمرير معلومات أمنية إلى وسائل الإعلام الألمانية والبريطانية، بغية التأثير على الرأي العام لخدمة الأهداف السياسية لرئيس الوزراء. واعتبر أن نتنياهو وزوجته استغلا هذه المنشورات، لتحقيق مكاسب سياسية.