تعرض معبر أبو الزندين، الفاصل بين مناطق سيطرة قوات النظام السوري والفصائل المعارضة، من جهة مدينة الباب شرق حلب، إلى قصف مدفعي مجهول، وذلك بالتزامن مع منع متظاهرين سلميين فتح المعبر، أثناء وصول قافلة مدنية للتوجه نحو مناطق النظام، بتوجيه من وزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة.
قصف مجهول
وقال مصدر محلي لـ"المدن"، إن قصفاً مدفعياً مصدره مناطق سيطرة النظام السوري، استهدف معبر أبو الزندين أثناء تجمع مدنيين وعسكريين من الشرطة العسكرية ومتظاهرين رافضين لفتحه، ما أدّى إلى إصابة مدني يعمل في منظمة إنسانية، كما أسفر عن أضرار مدينة، مشيراً إلى أن شظايا إحدى القذائف طاولت سيارة قائد الشرطة في مدينة مارع، أبو حسن غندورة.
فتح المعبر
وأوضح المصدر أن القصف حصل أثناء سجال ومناوشات بين مدنيين كانوا بصدد العبور من المعبر، إلى مناطق سيطرة النظام، ضمن قافلة مؤلفة من عدد من السيارات، وبين المتظاهرين الرافضين لخطوة فتحه، والذين يعتصمون ضمن خيمة منذ شهور، على الطريق الواصل إلى المعبر.
وقال إن الوضع على المعبر مازال ضبابياً لجهة الطرف الذي أوعز للقافلة بالتوجه إلى أبو الزندين، بدلاً من معبر عون الدادات الفاصل عن مناطق نفوذ قوات سوريا الديمقراطية (قسد) من جهة مدينة منبج، ومنه إلى مناطق سيطرة النظام.
ولدى سؤال المدنيين في القافلة عن الجهة التي أوعزت لهم بالتوجه إلى المعبر، قالوا إن الشرطة العسكرية هي من وجّهت بذلك، وأكدوا لهم أن المعبر فُتح للحالات الإنسانية، لكن الشرطة العسكرية نفت للمتظاهرين ذلك.
ولفت إلى أن المعبر مازال مغلقاً، وقام المعتصمون منذ أشهر في خيمة الاعتصام، بمنع أي أحد من فتح المعبر، وحشدوا متظاهرين من جميع المناطق للمؤازرة في التصدي لما وصفها بـ"المؤامرة"، والالتفاف لأجل فتحه بحجة ادخال المدنيين العائدين من لبنان.
من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الشرطة العسكرية فتحت معبر أبو الزندين أمام حركة العبور، موضحاُ أنه سيسمح بعبور القادمين من مناطق النظام خلال يوم واحد في الأسبوع، بينما سيتم تخصيص يوم آخر للمغادرين عكساً.
العائدون من لبنان
وقبل نحو أسبوعين، أعلنت وزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة، صاحبة النفوذ في ريف حلب الشمالي والشمالي الشرقي، عن فتح معبر أبو الزندين لدخول الهاربين السوريين من لبنان، وذلك بعد أشهر على فشل فتح المعبر تجارياً.
وصدر بيان عن الوزارة قالت فيه إنها قرّرت فتح المعبر جرّاء "تفاقم الأوضاع الإنسانية التي يعاني منها السوريون في لبنان نتيجة للحرب"، و"ازدياد أعداد الراغبين في الدخول إلى الشمال السوري"، وكذلك بسبب الصعوبات والمضايقات التي تعرض لها النازحون في نقطة عون الدادات.
وأكد المصدر لـ"المدن"، أن ما حصل اليوم الاثنين، كانت المحاولة الأولى لفتح المعبر وعبور مدنيين لمناطق النظام، لكن الأيام التي تلت القرار، لم تشهد أي عبور من الجهتين.