ينتظر اللبنانيون والفلسطينيون ومعهم الكثير من الشّعوب والدول في العالم نتائج الإنتخابات الرئاسية الأميركية التي ستجري غداً الثلاثاء، 5 تشرين الثاني الجاري، لمعرفة من سيفوز بمقعد الرئاسة في البيت الأبيض خلال السنوات الأربع المقبلة، هل هو المرشح الجمهوري الرئيس دونالد ترامب أم المرشحة الديمقراطية كاميلا هاريس، كي يبنوا على الشيء مقتضاه.
خلال الأسابيع والأيّام القليلة الماضية صوّر البعض إنتخابات الرئاسة الأميركية على أنّها مفصلٌ هامٌ على صعيد العالم، بما فيه منطقة الشّرق الأوسط، وليس على صعيد الولايات المتحدة فقط، وأنّ فوز أيّاً من المرشحين، ترامب أو هاريس، سوف يرسم صورة العالم على نحو كبير في السّنوات المقبلة.
في لبنان وفلسطين والمنطقة ذهبت أغلب التحليلات على أنّ اليوم التالي الذي سيعقب صدور نتائج الإنتخابات الأميركية ستظهر فيه معالم السياسة الأميركية التي ستتبع في المرحلة المقبلة، وتداعياتها، ومآل النزاعات في المنطقة، وآخرها العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزّة ولبنان منذ نحو سنة وشهر تقريباً.
غير أنّ أغلب التحليلات تجاهلت لسبب أو لآخر أنّ الرئيس الأميركي المقبل، كائناً من سيكون، ترامب أم هاريس، لن يتسلم مهامه قبل مطلع العام المقبل، أيّ بعد نحو شهرين من الزمن، وخلال هذه الفترة سيبقى الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن يمارس كامل صلاحياته في البيت الأبيض كرئيس للولايات المتحدة، قبل أن يسلم مقاليد الرئاسة إلى خلفه، الرئيس المُنتخب، في كانون الثاني المقبل.
هذه الفترة، وهي قرابة شهرين، ينظر إليها البعض على أنّها ستكون الأخطر على لبنان وغزة والمنطقة في المرحلة المقبلة، ويُرجّح أنّها ستشهد تطورات دراماتيكية سيكون ما بعدها غير ما قبلها.
فالرئيس الأميركي بايدن سيمارس صلاحياته خلال هذه الفترة بلا أيّ ضغوط عليه، ولا حسابات إنتخابية أو سياسية أو ما شابه، لأنّه بعدها سيذهب إلى بيته، ولن يمارس أيّ دور سياسي نظراً لأن تقدّمه في العمر ووضعه الصحّي لا يسمحا له بذلك.
وعليه، فإنّ بايدن سيذهب في سياسته تجاه لبنان وغزّة والمنطقة، تحديداً، نحو المزيد من تقديم الدعم لإسرائيل على كلّ الصّعد، عسكرياً وإستخباراتيا وإقتصادياً ولوجستياً، وهو دعم يُنتظر أن يكون مطلقاً، من أجل مساعدة العدو على تحقيق ما أمكن من أهداف وضعها لهذه الحرب، وفرض شروطه على “أعدائه”.
وبهذا يكون بايدن قد ضرب عصفورين بحجر واحد خلال هذه الفترة الإنتقالية، ولو كان كلّ عصفور في اتجاه معاكس للآخر: الأوّل أنّه من خلاله دعمه العدو سيكون قد وفّر على خليفته هاريس إذا فازت، كونها مرشّحة الحزب الديمقراطي كما هو المنتمي إلى الحزب نفسه، الإنغماس في هذه الحرب العدوانية وسلّمها صلاحيات الرئاسة “على نضيف”؛ والثاني أنّه سيجعل خلفه ترامب، إذا فاز بالرئاسة، وكونه مرشّح الحزب الجمهوري المنافس، التوّرط والغرق في مستنقع حرب لن يجعله مرتاحاً طيلة سنوات إقامته المقبلة في البيت الأبيض.