تدخل الحرب الإسرائيلية على لبنان يومها الأربعين، ضمن سياق ثلاثة مسارات تسير وفقها إحتمالات الأيام المقبلة، بين تصعيد إسرائيلي من جهة يُتوقع استكماله لما بعد المسار الثاني المرتبط مباشرة بالإنتخابات الأميركية، وجولة المنازلة الأولى الثلاثاء المقبل. أمّا المسار الثالث فيتعلق بالجبهة الجنوبية ومواصلة حزب الله صد عمليات التوغل الإسرائيلي الذي يُراد منه الضغط وإثبات قدرة إسرائيل على السيطرة على لبنان.
يأتي ذلك فيما لم يُعلن بعد عن موعد جديد لإستكمال جولة مفاوضات المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين، بينما تنوي السعودية في 11 من الشهر الجاري عقد "قمة متابعة عربية إسلامية مشتركة"، لبحث استمرار العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية ولبنان، والتطورات الراهنة في المنطقة، كما جاء في البيان الصادر عن الخارجية السعودية قبل أيام. وجاء في البيان أنّ "السعودية شددت على متابعتها لتطورات المنطقة، ومواصلة العدوان الإسرائيلي الآثم على الأراضي الفلسطينية، واتساعه ليشمل لبنان، في محاولة للمساس بسيادته وسلامة أراضيه، وتداعياته الخطيرة على أمن الشرق الأوسط واستقراره".حادثة البترونمحلياً، برزت مجموعة من المواقف المتعلقة بجملة التطورات الأخيرة، منها "إنزال البترون" الذي أدى إلى اختطاف المواطن عماد أمهز. وفي هذا الإطار أعلن وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية أنّ "ما حصل في البترون قبل أيام إنتهاك صارخ للسيادة اللبنانية وحتى الآن لم يصلنا أي تقرير مفصّل حول ما حدث". وأشار حمية في حديث تلفزيوني إلى أنّ الوزارة "تعمل قدر الإمكان على أن تبقي كل الطرقات سالكة في ظل العدوان الإسرائيلي الذي يشهده لبنان"، لافتا إلى أنّه "طلبنا أن تكون محافظة بعلبك الهرمل ضمن صلاحيات مجلس الجنوب، ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي كلّف الأخير يوم الجمعة أن يضمّ المحافظة الى إختصاصه".موقف الراعيمن جهته، وجّه البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، نداءً إلى مجلس الأمن والأسرتين العربيّة والدوليّة، طالباً "التدخّل الديبلوماسيّ لإيقاف النار بين حزب الله وإسرائيل، وإيجاد الحلول اللازمة رحمةً بلبنان وشعبه". وفي عظة الأحد، تطرق الراعي إلى ملف المدارس الذي لا يزال يشهد على سجال كبير في الأوساط المحلية، وبدا لافتاً حديثه عما أسماه ضرورة "تحرير المدارس الخاصة والرسمية".
وأضاف الراعي: "يجب تحرير المدارس لكي تتأمّن التربية والتعليم لأطفالنا وأجيالنا الطالعة. وهذا الأمر هو في عهدة وزارة التربية والحكومة".
و"لإبعاد شبح الخلافات والتصادم بين النازحين والمقيمين في مختلف المناطق"، قال الراعي إنّ "النزوح سيكون، إذا أهمل، سببًا للمشاكل الإجتماعيّة والإقتصاديّة بين المواطنين. فيجب المزيد من الوعي، والمحافظة على الأملاك الخاصّة، وعلى العيش المشترك. وإنّنا نحيّي المبادرات الإنسانيّة الداخليّة، ونوجّه النداء إلى الدول الصديقة، شاكرينها على كرمها في إرسال المساعدات المتنوّعة، وطالبين منها مواصلة إرسال المساعدات بروح التضامن".
وعلى مستوى الملفات المحلية العالقة، تساءل الراعي: "أين رأي الشعب في التمادي بعدم انتخاب رئيس للجمهورية منذ سنتين كاملتين. أين رأي الشعب بعدم انتظام المؤسسات الدستورية وفي طليعتها مجلس النواب الذي أصبح هيئة انتخابية لا تشريعية، ومجلس الوزراء المحدود الصلاحيات والذي يقاطعه عدد من الوزراء". الراعي سأل أيضاً "أين رأي الشعب في الحرب المدّمرة بين حزب الله وإسرائيل، إنّه حتمًا ضدّها لأنّه هو ثمنها: ضحايا مدنيّة رجالًا ونساءً وأطفالًا، وكأنّنا أمام حرب إبادة". الهجرة لشعبناوتقاطع موقف الراعي بخصوص المدارس مع ما صدر على لسان رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، الذي أشار في تصريح إلى ان "المدارس الخاصة فتحت أبوابها منذ شهر وغدا ستفتح المدارس الرسمية"، لافتا "إلى اننا بمدارسنا المفتوحة، نقاوم ونحافظ على لبنان، واقفال المدارس يعني الهجرة لشعبنا".
وأضاف باسيل: "يجب على الحكومة تأمين مقومات استكمال العام الدراسي لكل طلاب لبنان، ولا يمكننا أن نخسر كنزنا التربوي ومستقبل أولادنا، وإذا خسرنا التربية نخسر لبنان".