مجلة أميركية تكشف عن 3 تحديات "مصيرية" تواجه حزب الله!
2024-11-02 11:25:33
نشرت مجلة "فورين أفيرز" مقالًا للصحافي مهند الحاج علي، يتناول فيه التحديات الهائلة التي يواجهها حزب الله في لبنان، بعد سلسلة من الضربات الإسرائيلية القوية التي استهدفت قياداته وبنيته التحتية. تشير المقالة إلى أن الحزب يواجه صعوبات في الحفاظ على وجوده وتأثيره، بدءًا من الانتقال الجيلي للقيادة، مرورًا بالتوترات الداخلية بين قواعده الشعبية، وصولاً إلى علاقته بإيران – الداعم الرئيسي له.وأوضح الحاج علي أن الشهر الماضي شهد نجاحات إسرائيلية ملحوظة ضد حزب الله وإيران على مستوى العمليات العسكرية والاستخباراتية. فقد تمكنت إسرائيل، باستخدام تقنيات تخريب متقدمة، من استهداف أجهزة الاتصالات التابعة لحزب الله، مما شل شبكة اتصالاته. كما تدعي إسرائيل أنها دمرت جزءًا كبيرًا من صواريخ حزب الله في غاراتها الجوية، مما أثر سلبًا على قدرة الحزب على ردع الهجمات. وكان الأكثر تأثيرًا هو حملة اغتيالات واسعة أدت إلى مقتل عدد كبير من قيادات الحزب، بما في ذلك زعيمه الكاريزمي حسن نصر الله.رغم هذه النجاحات، أشار الحاج علي إلى وجود فجوة واضحة بين الوسائل والأهداف في السياسة الإسرائيلية، إذ تفتقر إسرائيل إلى خطة عملية لإنهاء الصراع بصورة دائمة. كما تسببت العمليات العسكرية في أضرار جسيمة للمجتمعات الشيعية في لبنان، مما جعلها تعاني من آثار مماثلة لتلك التي عاناها المدنيون الفلسطينيون في غزة جراء محاولات إسرائيل تدمير حماس. وتبنى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، استراتيجية عقاب جماعي تبدو غير مبالية بأثرها على البنية التحتية والمدنيين، حيث أُعلن عن تدمير بلدات وأحياء شيعية بالكامل. وقد أفادت وزارة الصحة اللبنانية بمقتل 127 طفلاً و261 امرأة خلال الأسابيع الأولى من الحملة الإسرائيلية.في خطاب ألقاه الرئيس الأمريكي جو بايدن العام الماضي في تل أبيب، حذر إسرائيل من تكرار أخطاء واشنطن في حربها ضد الإرهاب، مشيرًا إلى ضرورة وجود رؤية واضحة للأهداف وتقييم واقعي للسبل المؤدية لتحقيقها. ومع ذلك، يبدو أن نتنياهو يعتمد استراتيجية مختلفة تقوم على إبقاء لبنان في حالة من عدم الاستقرار الدائم، ما يعتقد أنه سيضمن لإسرائيل الحماية والسيطرة.قبل الحملة العسكرية الأخيرة، كان لبنان يعاني من أزمة اقتصادية خانقة، حيث نزح حوالي 809,000 شخص داخليًا، بينما عبر نحو 425,000 شخص الحدود إلى سوريا وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة. كما دمرت الحملة الإسرائيلية أكثر من 28 منشأة مائية تخدم حوالي 360,000 شخص، وفقًا لليونيسف.يبدو أن الدمار الناتج عن هذه الهجمات لم يكن مجرد عرض جانبي، بل جزءًا من حملة إسرائيلية واسعة تهدف إلى تهجير أكثر من مليون لبناني شيعي، مما يعزز التوترات الاجتماعية في البلاد إلى حدها الأقصى. وفي هذا السياق، دعا نتنياهو جميع اللبنانيين، بما فيهم المسيحيون والدروز، للوقوف ضد حزب الله، حيث يتوقع أن يؤدي الاستياء الشعبي إلى توترات داخلية.يشير الكاتب إلى أن التحديات التي تواجهها إسرائيل في لبنان قد تكون أعقد مما تواجهه في غزة، حيث أن حزب الله ليس حماس. فهو منظمة أكبر وأكثر رسوخًا ولديه دعم شعبي أوسع. على الرغم من الخسائر الكبيرة في القيادة، تمكن حزب الله من ردع الهجمات الإسرائيلية البرية، مما ساهم في تعزيز معنويات مقاتليه.إذا أراد حزب الله الحفاظ على مكانته، فعليه التغلب على ثلاثة تحديات رئيسية. الأول هو الانتقال الجيلي داخل المنظمة، حيث أن معظم قادة الحزب الذين فقدوا حياتهم كانوا من جيل نصر الله. التحدي الثاني هو التوترات بين قواعد الحزب في الجنوب والبقاع، والتي قد تتعزز بسبب النزاعات الاجتماعية الحالية. والتحدي الثالث يتمثل في علاقته مع إيران، التي كانت تزود الحزب بالموارد المالية والعسكرية، وقد تضطر إلى إعادة النظر في دعمها.يختتم الحاج علي مقاله بالإشارة إلى إمكانية تخفيف آثار هذا النزاع من خلال دبلوماسية شاملة، وحوار وطني في لبنان، والتزام دولي بإعادة بناء الدولة اللبنانية.
وكالات