إتصل بي بالامس احد المحامين العريقين في مضمار الحق والعدالة والقانون، سائلاً: “اتعرفين ما هي اصعب مشكلة في لبنان” اجبت بثقة “كل مشاكل لبنان صعبة وتحتاج الى اعاجيب لحلها”.
رد قائلاً “الجواب ليس دقيقاً” ان اصعب مشكلة يعاني منها لبنان هي “الانتماء” وكل مشاكله الباقية ثانوية.
تريثت قليلاً وبدأت بالتدقيق والتفكير، وعليه اكتشفت ان بالفعل لديه الحق بقول ذلك، فالانتماء الطائفي والمناطقي والحزبي اقوى واعمق من الانتماء للوطن.
اليس صحيحاً اننا نختلف كلبنانيين على هوية الوطن انريده عروبي الهوى او غربي الهوية والثقافة، الا ننقسم لغوياً بين الفرانكوفونية والانغلوفونية متناسين اهمية اللغة العربية.
اليس، ونحن في خضم حرب ابادة على لبناننا، ننقسم حول اسباب الحرب ومسبباتها.
اليس هناك من يعاير ابناء الوطن من الطائفة السنية بانهم وقفوا الى جانب الفلسطينين وياسر عرفات ضد لبنان خلال الاحداث اللبنانية، فيما هناك من يعاير ايضاً ابناء الوطن من الطائفة الشيعية بأنهم قاموا باسناد غزة من دون مراعاة مصلحة لبنان، اما ابناء الوطن من المسيحيين فحدث ولا حرج حول ما فعلوه ببعضهم البعض من اجل النفوذ والسيطرة، وكأن لا دولة ولا من يحزنون بالنسبة للجميع.
هل هناك انتخابات رئاسية في العالم اجمع المتحضر والمتخلف لا تجري في مواعيدها وحدث ولا حرج عن تشكيل الحكومات وعن القوانين الانتخابية وعن المناصفة في الدولة بعيداً عن الكفاءة من دون نسيان المحسوبيات والتدخلات والعنتريات.
صحيح حضرة المحامي العريق ان مشكلتنا الاساسية هي في الانتماء فلو كان الحس الوطني لدينا مستيقظاً، لما اعتلى البعض المنابر في اثناء حرب ابادة وغطرسة عدو واجرامه ليتحدث عن فدرلة وتقسيم وليوزع اشاعات عشوائية حول المطار والقرض الحسن واسلحة المقاومة والادعاء بانها داخل مستشفيات واسفل ابنية سكنية وكأنه يشجع العدو على قصف البشر والحجر فأين المواطنة والانتماء من ذلك.
نحن شعوب متنافرة لا شعب موحد في ظل دولة غير قادرة على فرض هيبتها وفي ظل املاءات من العديد من السفارات والمنظمات غير الحكومية وبعض المؤسسات والجمعيات التي تحمل شعار لا يبغى الربح فيما ربحها الاساسي العمل على ازدياد الشرخ بين اللبنانيين انفسهم.
الانتماء للوطن وحده هو من ينقذ الوطن مع العمل لقيام دولة قديرة تكون الضامن الاساسي لحقوق المواطنين وتعمل على تطبيق القوانين المرعية الاجراء من دون ضيف وشتاء على سقف واحد.
موقع سفير الشمال الإلكتروني