نقلت وكالة "فرانس برس" عن قيادي حركة في حماس، أن الحركة تلقت مقترحاً من الوسيطين مصر وقطر، لهدنة مؤقتة في قطاع غزة، لكنها رفضته، لأنه لا يتضمن وقفاً دائماً لإطلاق النار.
لا وقف للعدوان
وقال القيادي في حماس إن "المقترحات لا تتضمن وقفاً دائماً للعدوان، ولا انسحاباً للجيش الاسرائيلي من القطاع، ولا عودة للنازحين". وأضاف أن المقترحات "لا تعالج احتياجات شعبنا للأمن والاستقرار والإغاثة والإعمار، ولا فتح المعابر بشكل طبيعي، خصوصاً معبر رفح".
وتجري مصر وقطر بالتنسيق مع الولايات المتحدة، مشاورات مع حماس وإسرائيل في سبيل استئناف المفاوضات غير المباشرة، وتقريب وجهات النظر بين الطرفين، من أجل الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، بحسب مصادر مصرية وقطرية.
وبحسب القيادي فإن وفد الحركة "جدد التأكيد على أن ما يريده الشعب الفلسطيني هو الوقف الكامل والشامل والدائم لإطلاق النار، والانسحاب الكامل من قطاع غزة، وعودة النازحين، ورفع الحصار".
واليوم، قال الديوان الأميري القطري إن الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، تلقى اتصالاً من رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر، بحثا فيه الأوضاع في غزة ولبنان وخفض التصعيد. ونقلت وكالة الأنباء القطرية أن الجانبين بحثا العلاقات الثنائية الإستراتيجية بين البلدين.
وأضافت أنه جرى خلال الاتصال استعراض عدد من التطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، لا سيما مستجدات الأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة ولبنان، والسبل الدبلوماسية الكفيلة بخفض التصعيد ووقف إطلاق النار.
وبداية الأسبوع، بحث رئيس الموساد دافيد برنياع، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز، ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة، اقتراح هدنة "لأقل من شهر"، بحسب ما أفاد مصدر مقرب من المفاوضات.
وكان الاتفاق يشمل تبادل أسرى ومحتجزين إسرائيليين مقابل أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية وزيادة المساعدات إلى غزة.
استمرار المجازر
يأتي ذلك في وقت ارتفعت حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، إلى 43 ألفاً و259 شهيداً، و101 ألفا ًو827 مصاباً، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023. وقالت وزارة الصحة في القطاع إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 3 مجازر خلال 24 ساعة، ضد عائلات القطاع، وصل منها إلى المستشفيات 55 شهيداً، و186 مصاباً.
وسقط عدد كبير من الشهداء والجرحى مساء الجمعة، جراء قصف طائرات الاحتلال منزلاً من عدة طوابق في مخيم جباليا. كذلك، سقط شهداء وجرحى بقصف الاحتلال مدرسة الرافعي، التي تؤوي نازحين في جباليا البلد.
قصف المساعدات
ومع استمرار حرب الإبادة على شمال القطاع، شنّ طيران الاحتلال الإسرائيلي غارات على مناطق متفرقة، كانت اثنتان منها على الأقل قرب نادي النزلة في جباليا. كما استهدف قصف مدفعي حي الصبرة جنوبي مدينة غزة، في ظل إطلاق نار متواصل بحي الصفطاوي، شمال غربي المدينة.
وفي السياق، قال الناطق باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن الإمدادات الطبية التي تم إيصالها إلى مستشفى كمال عدوان، شمال قطاع، غزة قبل 5 أيام، تعرضت لقصف إسرائيلي ودُمرت بالكامل.
وأوضح دوجاريك في مؤتمر صحافي، أن الحصار الإسرائيلي المفروض على شمال غزة ما زال مستمراً. وأضاف أن فرق البحث والإنقاذ والطواقم الطبية، لا يتمكنون من أداء واجباتهم، بسبب الهجمات الإسرائيلية على المستشفيات.
وأشار المتحدث إلى أن المستشفيات في قطاع غزة تحاول مواصلة عملها، رغم القصف الإسرائيلي المستمر.
والخميس، قصف الجيش الإسرائيلي الطابق الثالث في مستشفى كمال عدوان، شمال قطاع غزة، ما تسبب بأضرار كبيرة فيه وإصابة 4 أفراد من طواقمه الطبية بحروق. وقالت وزارة الصحة بغزة في بيان، إن الجيش الإسرائيلي "استهدف الطابق الثالث الذي يحتوي على ما تبقى من أدوية ومستهلكات طبية، ما ألحق بها أضراراً كبيرة".