بات مؤكدًا أن الآمال الّتي علقتها الأطراف اللّبنانيّة على المساعي الأميركيّة التفاوضيّة لوقف إطلاق النار قبل الانتخابات الأميركيّة، قد تبدّدت. ذلك بالرغم من التصريحات والتسريبات الّتي تحاول تخفيف وطأة تعثر هذه المفاوضات. أبرزها الّتي نقلتها شبكة "سي إن إن" عن مسؤولٍ أميركيّ، والذي قال إن "مبعوثي الرئيس الأميركيّ جو بايدن إلى الشرق الأوسط، آموس هوكشتاين وبريت ماكغورك، عادا لواشنطن بعد آخر محاولةٍ قبل الانتخابات لحلّ الصراع بالشرق الأوسط"، لافتًا إلى أنّ "زيارة هوكشتاين وماكغورك ركّزت بشكلٍ خاصّ على جهود تأمين اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان".
من جهته، أكدّ رئيس مجلس النواب نبيه برّي، في تصريحٍ صحفيّ، أن رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتانياهو "رفض خريطة الطريق اللّبنانيّة التّي توافقنا عليها مع المبعوث الأميركي إلى لبنان آموس هوكشتاين"، مؤكداً أن هوكشتاين "لم يتواصل معنا منذ مغادرته إسرائيل"، مشيرًا إلى أنّه وعد في زيارته السّابقة بالذهاب إلى تل أبيب في حال وجد إيجابيات، لكنه "لم يبلغنا بأي شيء منذ مغادرته تل أبيب".المستجدّات الميدانيّةإلى ذلك، شهدت مناطق لبنانيّة عدة تصعيدًا ملحوظًا في الهجمات الإسرائيلية، حيث أفادت وزارة الصحة اللبنانية بسقوط عشرة شهداء وإصابة 26 آخرين في حصيلة أولية لغارات إسرائيلية استهدفت بلدات عدة في منطقة البقاع.
وجنوبًا، أغار الطيران الحربّي الإسرائيليّ على منزلٍ في بلدة المجادل والشهابيّة ومنزل في الطيري وبنت جبيل والحنية وشقرا وبرعشيت وصفد البطيخ وبين كفررمان والجرمق من جهة زريقون وجبل الريحان ومجرى الليطاني بين المحمودية ومرجعيون وحي المسلخ مبنى آل الدقدوق في النبطية ووادي جيلو وعيتيت في قضاء صور مما أدى إلى تدمير محال تجارية . تزامن ذلك، مع قصف مدفعي لمدينة بنت جبيل وبلدة كونين. وشنّ الطيران الحربي غارة مستهدفًا بلدة تبنين. واستهدفت مسيرّة إسرائيليّة بصاروخ كاراج ميكانيك على طريق بلدة عين ابل مما ادى الى اشتعال النيران في السيارات الموجودة في داخل الكاراج. كما استهدفت الغارات بلدات: دير عامص وياطر وكفرا وحداثا ورشاف ووادي العزية ، والزرارية، ومجدل زون، وعربصاليم، وحومين التحتا، وحي مريصع في بلدة انصار. كما استهدفت 5 غارات جوية متتالية المنطقة الواقعة بين بلدتي دير الزهراني وعزة.
في سياقٍ آخر، أعلن حزب الله عن قصف مستعمرتي كرمئيل ومعالوت ترشيحا شمال إسرائيل ردًّا على التصعيد الإسرائيليّ في لبنان ودعمًا "للمقاومة الفلسطينية الصامدة في قطاع غزة". وأكد الحزب في بيان له أن القصف تمّ بعد ظهر اليوم الجمعة، تزامنًا مع إطلاق صفارات الإنذار في خليج حيفا نتيجة تشخيص خاطئ، وفقًا لما أعلنه الجيش الإسرائيلي.
وفي سياقٍ متصل، أصيب 9 إسرائيليين أحدهم بحالة حرجة، اليوم الجمعة، إثر سقوط صواريخ في مستوطنة كرمئيل بالجليل الأعلى أطلقت من لبنان، وفق ما ذكرته وسائل إعلام عبرية. وقالت القناة 13 الإسرائيلية (خاصة) إن 9 أشخاص، أحدهم بحالة حرجة، أصيبوا في بلدة كرمئيل بالجليل الأعلى، وذلك بعد سماع دوي صفارات الإنذار في البلدة ومحيطها شمال إسرائيل. وقبل ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي رصده 30 صاروخا أطلقت من الأراضي اللبنانية على الجليل الأعلى. وكان حزب الله أعلن أمس أن أكثر من 95 قتيلا و900 جريح من ضباط وجنود الجيش الإسرائيلي سقطوا منذ بدء التوغل البري في لبنان، مشيرا بالوقت ذاته إلى تدمير مقاتليه 50 آلية عسكرية إسرائيلية غالبيتها من الدبابات.المواقف الداخليّةداخليًّا، زار رئيس بعثة قوات "اليونيفيل" العاملة في لبنان وقائدها العام اللواء أرولدو لاثارو الرئيس نبيه بري وتناول البحث في تطوّرات الأوضاع الميدانيّة الأمن والاستقرار في المنطقة".كما زار لاثارو، وزير الخارجيّة والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب، وبحثا في "وضع قوات حفظ السّلام في جنوب لبنان، في ظل الاعتداءات الإسرائيليّة عليها، والتهديدات الّتي تواجهها وتعيق أداء مهامها من جراء عدوان إسرائيل المستمر على لبنان". وجدد بو حبيب إدانته "أي إعتداء على عناصر اليونيفيل"، وتأكيده "ضرورة عدم التعرض لسلامة وأمن عناصرها ومقراتها. كما جدد التشديد على "تمسك لبنان بدور هذه القوات وعملها في حفظ السلم والأمن".
وتطرق البحث أيضًا إلى "ما يمكن أن تقوم به الحكومة اللّبنانيّة لتسهيل مهمة اليونيفيل ومساعدتها على تنفيذ ولايتها، وفق ما نصّ عليه قرار تأسيسها من قبل مجلس الأمن". وجدد بو حبيب "التزام لبنان الكامل بالقرار 1701 وتطبيقه بشكل شامل ومتوازن، بما يعيد الهدوء إلى حدوده الجنوبية ويؤمن استقرارا مستداما للجميع". كما استقبل بوحبيب سفيرة الولايات المتحدة الأميركية ليزا جونسون، وتم التداول في مستجدات العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان وثوابث الموقف اللبناني، إضافة الى آخر المساعي التي تقودها الولايات المتحدة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار".