بات بحكم المؤكد أنّ لا وقف لاطلاق النار قريباً. لا رهان اليوم على التسوية التي أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو أنّ أوانها "لم يحن بعد". نتنياهو "الخائف" اليوم من مسيرة أخرى لحزب الله قد تستهدف مبنى المحكمة المركزية في القدس في حال تمت محاكمته، كما نقلت صحيفة "هآرتس" التي أشارت إلى أنّ رئيس الوزراء قد يطلب تأجيل محاكمته "متحججاً" باستهداف جديد للحزب له، بعد حادثة إنفجار الطائرة في منزله.
يأتي ذلك على وقع إستمرار موجة التسريبات التي سبقت زيارة المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين إلى تل أبيب، وتُستكمل بعد فشل جولة المفاوضات التي ستؤجل بطبيعة الحال إلى ما بعد الخامس من تشرين الثاني، موعد الإنتخابات الأميركية الرئاسية. كان أحدثها ما صدر عن "رويترز" التي ذكرت اليوم الجمعة، أنّ "واشنطن طلبت من لبنان إعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد مع إسرائيل للمساعدة في دفع المحادثات بشأن اتفاق نهائي بين الجانبين"، وهو ما نفاه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مشيراً رداً على سؤال لـ"رويترز" إلى أن "موقف الحكومة اللبنانية واضح بشأن السعي لوقف إطلاق النار من الجانبين وتنفيذ القرار الدولي 1701 الذي أنهى حرب تموز بين لبنان وإسرائيل عام 2006".
ميقاتي جدد "التزام لبنان الدائم بالقرار الاممي ومندرجاته"، معتبراً خلال لقاءاته اليوم أنّ "التصريحات الاسرائيلية والمؤشرات الديبلوماسية التي تلقاها لبنان تؤكد العناد الاسرائيلي في رفض الحلول المقترحة والاصرار على نهج القتل والتدمير، مما يضع المجتمع الدولي برمته أمام مسؤولياته التاريخية والاخلاقية في وقف هذا العدوان".موقع أكسيوسونقل موقع "أكسيوس" الأميركي عن مسؤول أميركي، إشارته إلى أنّ "واشنطن قد تعلّق مساعداتها العسكريّة إلى إسرائيل، إذا فشلت بتنفيذ مطالبنا بحلول نهاية الشّهر الحالي".وأفاد نقلًا عن مسؤوليّن أميركيّين، بأنّ "وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن دعا إلى عدّة اجتماعات داخليّة، لمتابعة ما إذا كانت إسرائيل تنفّذ طلباتنا"."فشل إسرائيلي"ويمكن التوقف عند ما صدر عن الصحف الإسرائيلية اليوم، والتي تطرقت لما بعد جولة هوكشتاين إنطلاقا من مسارات عدة على المستويات الأمنية الميدانية من جهة، والسياسية من جهة اخرى. من جانبها، توقفت "يديعوت أحرونوت" عند ما أسمته "فشل إسرائيل" في التقدم باتجاه القرى الجنوبية الحدودية، معتبرة أنّه "ناجم عن صعوبة رسم خريطة دقيقة لتمركز قوات حزب الله، حيث يفاجأ عند كل تقدم بكثافة نارية رهيبة. وما يزيد من خطورة التقدم، المسيّرات الصغيرة التي لا يمكن مواجهتها".
وقالت الصحيفة: "50 ألف جندي لم يحتلّوا قرية واحدة في جنوب لبنان"، وتابعت: "حزب الله يستخدم تقنية الاختفاء، حيث لا يرصد الجيش الإسرائيلي في الغالب مصادر النار التي تفاجئه".
تخوف نتنياهووتطرقت صحيفة "هآرتس" إلى الحيثية الأمنية لتحركات نتنياهو، متحدثة عن "محاولات لتشريع قانون يمنع الإفصاح عن مكان نتنياهو لأسباب أمنية بعد استهداف منزله بطائرة، وخشيته من استهداف مكان اجتماعاته بالكنيست ومعاقبة كل من يخالف ذلك جنائيا". وأردفت الصحيفة متحدثة عن إحتمالية مطالبة رئيس الوزراء بتأجيل محاكمته مجددا، إذ "يبدو أنّه غير مستعد للإدلاء بشهادته"، ويستخدم حادثة إنفجار طائرة مسيرة في منزله نفذها حزبز الله كذريعة لتأجيل شهادته في المحاكمة المقرر إجراؤها في 11 كانون الأول.
استطلاع معاريفمن جهتها أفادت صحيفة "جيروزاليم بوست"، بأنّ "المؤسّسة العسكريّة بشكل عام ترغب في الاقتراب من وقف إطلاق النّار في غزة ولبنان، حيث لا تعتقد أنّ هناك الكثير ممّا يمكن تحقيقه عسكريًّا، وتشعر بالإحباط بسبب الخسائر اليوميّة للجنود".
وأفاد إستطلاع رأي لمعاريف، بأن "الأكثرية ترى أن على إسرائيل الموافقة على خطة آخذة بالتبلور بشأن إنهاء الحرب على لبنان"، مشيرا الى أن "45 بالمئة يرون أن على إسرائيل الموافقة على الخطة مقابل 33 بالمئة يدعمون البقاء في منطقة حزام أمني".