حلّت إسرائيل في المرتبة الثانية عالمياً، بعد هاييتي، في لائحة الدول التي سجلت العدد الأكبر من جرائم قتل الصحافيين خلال العام 2024، متقدمة على الصومال وسوريا وجنوب السودان، التي حافظت على وجودها في لائحة العار الصادرة عن "لجنة حماية الصحافيين" سنوياً، للعام العاشر على التوالي.
وأصدرت اللجنة التي تتخذ من نيويورك مقراً لها، تقريراً عن "المؤشر العالمي للإفلات من العقاب" الذي تعده سنوياً. وقالت أن دولتين صغيرتين هما هايتي وإسرائيل جاءتا في صدارة لائحة قتلة الصحافيين، علماً أن هذه هي المرة الأولى التي تظهر فيها إسرائيل ضمن اللائحة منذ إطلاقها العام 2008.واحتلت هايتي المرتبة الأولى هذا العام، بسبع جرائم قتل للصحافيين لم يكشف عن مرتكبيها، بعد ظهورها للمرة الأولى في المؤشر العام الماضي واحتلالها المركز الثالث جراء الاضطرابات السياسية التي أدت إلى سيطرة العصابات على مناطقة واسعة من البلاد.وجاءت إسرائيل في المركز الثاني، بسبب القتل المتعمد للصحافيين في غزة ولبنان خلال الحرب المستمرة منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وذلك في المؤشر الذي يغطي الفترة بين 1 أيلول/سبتمبر 2023 إلى 31 آب/أغسطس 2024. ووثقت اللجنة مقتل خمسة صحافيين، أربعة فلسطينيين ولبناني واحد، وتحقق في جرائم القتل المحتملة بحق 10 صحافيين آخرين. وبالنظر إلى تحديات توثيق الحرب ربما يكون العدد أعلى بكثير. فيما يمكن القول بشكل عام أن إسرائيل قتلت عدداً قياسياً من الصحافيين الفلسطينيين منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.وبحسب اللجنة، لا يضم التقرير الحالي سوى حالات "جريمة القتل العمد" والتي تعرّفها بأنها "قتل الصحافي، سواء عن نية مسبقة أم بصفة ارتجالية، عندما تتيح لنا الأبحاث التي نجريها أن نقول، وبدرجة معقولة من اليقين، إن الفرد المعني قتل على خلفية ارتباط مباشر بعمله صحافياً"، ما يفسر الاختلاف في الأرقام الصادرة مثلاً عن الجانب الفلسطيني الرسمي.وهذا العام أيضاً لم يتغير الكثير للأسف، حيث وجد المؤشر أن الإفلات من العقاب استمر في 77% من جرائم قتل الصحافيين حول العالم، حيث لم يخضع أحد للمساءلة وبقيت الجرائم بلا حل. ويعكس الرقم الحالي تحسناً طفيفاً عن العام الماضي حين وصل المعدل إلى 78%، ويظل أفضل بكثير من معدل 90% الذي تم تسجيله العام 2014.وإن كانت هاييتي وإسرائيل في صدارة اللائحة، فإن ذلك لا يعود طبعاً للتحسن في حالة الدول الظلامية الأخرى التي كانت تتصدر اللائحة في السنوات القليلة الماضية. وجاءت الصومال وسوريا وجنوب السودان تالياً في اللائحة، علماً أنها جميعاً كانت حاضرة ضمن اللائحة لمدة عقد من الزمن، أما الصومال تحديداً فتواجدت في كافة نسخات اللائحة منذ بداية إصدارها.وجاءت أفغانستان التي قتل فيها 18 صحافياً، في المركز السادس متقدمة على إيران والمكسيك والفلبين وميانمار.