أربعة عشرة غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت منذ انتصاف ليل الأمس الخميس، كانت كفيلة باحداث دمار كبير، بعدما سويت مبانٍ على الأرض بشكل كامل، وذلك بعد أسبوع على توقف الغارات العنيفة على الضاحية. فجر الضاحية المؤلم، شهد أيضاً على حركة نزوح لعدد كبير من السكان تحديداً من محيط جسر المطار ومنطقة الرحاب في الغبيري، بعدما وسّع الطيران الإسرائيلي دائرة إستهدافاته ليشمل مناطق لا يزال سكانها يتواجدون فيها.
تصعيد إسرائيلي خطير يأتي مباشرة على وقع تبدد الآمال بإمكانية التوصل إلى حل قريب يقضي بوقف إطلاق النار، مع تأكيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو على القول "لن أوقف الحرب"، وختام جولة الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين التي ستطوى إلى ما بعد المنازلة الرئاسية الأولى الثلاثاء المقبل بحسب التقديرات الأولية، وبالتالي استمرار التصعيد الإسرائيلي وتوسيع الهجمات بالمسيّرات والإغتيالات.غارات على الضاحيةإذا، ربما كان الليل الأعنف على الضاحية الجنوبية بـ14 غارة ضربت مناطق متفرقة، منها منطقة الرحاب القريبة من الغبيري ومحيط جسر المطار القديم، بعدما وجه المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إنذارات بالإخلاء أدت إلى حركة نزوح كبيرة لعدد كبير من السكان. واستهدفت الغارات الإسرائيلية حارة حريك وتحويطة الغدير والغبيري ومحيط مجمّع المجتبى وأوتوتستراد السيد هادي نصر الله وطريق المطار القديم والرويس والمريجة.ومن الضاحية إلى عاليه، نفذ الطيران الإسرائيلي غارة ليلا بمسيّرة على شقة سكنية في القماطية ـ عاليه ما أدى إلى سقوط 3 شهداء وجرح 5 أشخاص.
وجنوباً، أغار الطيران الحربي الإسرائيلي صباحاً على بلدة وادي جيلو - عيتيت في قضاء صور.
كذلك أغار الطيران الحربي الاسرائيلي فجراً على منزل في يحمر الشقيف ما أدى إلى تدميره، كما شنّ 5 غارات عنيفة على الحيين الشرقي والغربي في البلدة تسببت بتدمير منازل. ترافق ذلك مع قصف مدفعي على أحياء الشرابيك والنابوع وراس العريض والمعصرة والطراش وشوشبة وصولا الى بلدة ارنون ومحيط قلعة الشقيف لجهة الخردلي.
وفجراً، أغار الطيران الحربي الإسرائيلي على حسينية بلدة خربة سلم ومستوصف تابع لوزارة الشؤون الاجتماعية. كما تعرضت مدينة بنت جبيل لغارات عنيفة، استهدفت عدداً من الأحياء في المدينة.
في البقاع وبلغت حصيلة العدوان على محافظة بعلبك الهرمل والبقاع الأوسط فهي: 1035 غارة، نجم عنها 528 شهيدا و1069 جريحاً، بعد نهار دامٍ أمس من الإعتداءات الإسرائيلية التي استمرت حتى الفجر.
و بلغت حصيلة الشهداء والمصابين منذ بدء العدوان الإسرائيلي 2822 شهيداً و12937 جريحاً وفقا لآخر حصيلة لوزارة الصحة اللبنانية.
ضربات الحزبوعلى وَقع الغارات داخل لبنان، أفيد صباحاً عن دويّ صفارات الإنذار في مستوطنات عدة، في إصبع الجليل بينها كريات شمونة، تزامناً مع إعلان الجيش الإسرائيلي عن رصد حوالى 10 صواريخ عبرت من لبنان حيث "تم اعتراض بعضها وسقطت أخرى في مناطق مفتوحة". كما أطلقت صفارات الإنذار في قرية الغجر في القطاع الشرقي من الحدود مع لبنان.
ويواصل حزب الله التصدي لمحاولات توغل القوات الإسرائيلية، ويستهدف قواعد ومواقع انتشار الجيش الإسرائيلي ويقصف مواقع شمالي البلاد. وفي إطار التحذير الذي وجهه لعدد من مستوطنات الشمال أعلن حزب الله عن قصفه خلال الساعات الماضية، مستوطنات كريات شمونة وحتسور هجليليت وكدمان تسفي ويسود همعلاه وكرمئيل، كما أعلن عن قصفه تجمعاً لقوات إسرائيلية شرق بلدة الخيام جنوبي لبنان بصلية صاروخية وقذائف المدفعية. وعلى وقع الغارات الكثيفة والضربات الإسرائيلية الموجعة على لبنان، والتي تخلف الشهداء والجرحى والتدمير في الممتلكات والأرزاق، صدر عن حزب الله بيان لخّص فيه الوضع الميداني وأعلن فيه عن مقتل أكثر من 95 قتيلًا و900 جريح من الجيش الإسرائيلي وتدمير 42 دبابة ميركافا منذ بدء ما أسمته إسرائيل "المناورة البريّة في جنوب لبنان".
وأعلن الحزب في الملخص عن إسقاط 3 مُسيّرات من طراز "هرمز 450" ومُسيّرَتين من طراز "هرمز 900"، مشيراً إلى أنّ القوات الإسرائيلية "تتجنب التنقل والتموضع ضمن الحقول خشية استهدافها. وهي تستحدث معابر ومسارات غير مرئية، وتعتمد التسلل ليلًا إلى داخل القرى الحدوديّة والإنسحاب منها بعد تدمير منازل المدنيين وتخريب البنى التحتيّة"، كما جاء في البيان.
أكدّ حزب الله في ملخصه الميداني "أن خطوط الإمداد نحو الجبهة ومحاور الإشتباك لم تنقطع منذ بدء العدوان على لبنان، ولا تزال الجبهات تُرفد بالسلاح والعديد اللازم وفق الخطط المُعدّة مُسبقاً".