هذا ما يرفض الحزب التراجع عنه!
2024-11-01 07:25:40
""لم يعد من مجال للشك أن "حزب الله" وبالتزامن مع استيعاب نتائج الإستهدافات الموجعة التي سجلت أخيراً، قد انطلق في مسار عسكري جديد في الميدان ولكن بشكلٍ مترافقٍ مع مسارٍ تفاوضي يمهد لليوم التالي. ومن ضمن عملية التفاوض والتسريبات الأخيرة عن اتفاقٍ لوقف النار وتنفيذ القرار 1701 ، وحول ما إذا كانت موافقة الحزب على فصل الإرتباط بين جبهتي لبنان وغزة تسرّع وقف النار، يكشف الكاتب والمحلل السياسي طوني عيسى، أنه "يبدو أن الحزب قد وافق فعلاً على فصل جبهة لبنان عن جبهة غزة، معتبراً أن هذا الموقف لم يأت بإرادة الحزب كما كان متوقعاً أو كما كان مطلوباً منه على امتداد العام الماضي".وفي حديث لـ""، يقول المحلل عيسى، إن فكّ الإرتباط بين جبهة لبنان وجبهة غزة، أو تنفيذ القرار 1701، هي مواقفٌ يمكن وصفها ب"التراجعية، وأُجبر الحزب عملياً على اتخاذها بعدما كان مثل هذا الأمر محرّماً في زمن القيادة السابقة للحزب، حيث كان الحزب يرفض بشكل مطلق أن يتراجع إلى خطّ الليطاني أياً كانت الظروف ويتمسك باستمرار قواته وسلاحه على الحدود مع إسرائيل".وبرأي عيسى، فإن "أسباب القبول بالإنسحاب حتى الليطاني، تعود إلى اقتناعه بتنفيذ كامل مندرجات القرار 1701 بما يعني تنفيذ القرارين 1559 و 1680 لأنه يعتبر أن إعلان التزامه بهذين القرارين يؤدي عملياً إلى انتهاء دوره وحضوره كتنظيم مسلح نهائياً لأنه يقضي على أي إمكانية لاحتفاظه بالسلاح، لكن هذا العنصر الثالث لم يتراجع عنه الحزب حتى الآن، ومن غير المعروف ما إذا كان سيتراجع في مرحلة مقبلة". أمّا بالنسبة إلى التزام وقف النار، فمن الواضح كما يلاحظ عيسى، أن الإسرائيلين، وبعدما حصلوا من الحزب على "التراجع الأول"، الذي هو فصل الجنوب عن غزة، ثم "التراجع الثاني"وهو تنفيذ ال1701، يريدون منه اليوم أن يعلن عن "التراجع الثالث" أو السلاح، وعندها يوقفون الحرب، وهذا هو ما أبلغه نتانياهو لموفدي واشنطن آموس هوكشتين وبريت مكغورك في إسرائيل.وفي هذا الإطار، يكشف عيسى أن "إسرائيل تريد في وبشكل مؤكد ضمان أمنها في أي تسوية توقف الحرب في لبنان، وهذا التعبير أي ضمان أمنها، يعني عملياً أن إسرائيل متمسكة بالطرح الذي أعلنته سابقاً، بأن تتولى المعابر في لبنان قوات دولية أو قوات متعددة الجنسيات، أي قوات غربية تقوم بالإشراف على عدم دخول السلاح مجدداً إلى حزب الله، إلاّ أن الأهمّ يبقى في أنه بحال لم يؤد كل ذلك إلى وقف تدفق السلاح والذخائر للحزب، فإن إسرائيل تحتفظ لنفسها بخيار توجيه ضربات إلى المعابر في لبنان، وهو ما يرفضه طبعاً لبنان الرسمي والحزب، بمعنى أن الحرب مستمرة إلى أن يقول الميدان كلمته".
وكالات