الآمال اللّبنانيّة الّتي عُلقت على زيارة المبعوث الأميركيّ آموس هوكشتاين لبيروت بعد تلّ أبيب بنتائج إيجابيّة في سبيل إبرام اتفاقية إسرائيليّة – لبنانيّة لوقف إطلاق النار في حال وافقت إسرائيل على مقترحاته، أطاحت بها الأنباء الّتي كشف عنها موقع "أكسيوس" الأميركيّ نقلاً عن مصدرٍ مُطلع قال إنّ "الموفد الرئاسيّ الأميركيّ آموس هوكشتاين لن يُسافر إلى بيروت، وسيعود إلى واشنطن من إسرائيل مباشرةً في وقتٍ لاحق اليوم". وفي مقابل ذلك، وإن كانت الترجيحات بزيارة هوكشتاين إلى بيروت قد تضاءلت، طيلة اليوم، مع ظهور المزيد من التصريحات الإسرائيليّة الّتي تضع شروطًا شبه تعجيزيّة لوقف إطلاق النار، فإن الوقائع الميدانيّة باتت تفرض المزيد من الترجيحات الّتي قد تُسابق الدبلوماسيّة المُتعثرة، وربما ستحدّد نهاية الحرب وأمدها.
وعلى وقع الضبابيّة الدبلوماسيّة، شهد الميدان اليوم تصعيدًا كبيرًا، حيث وسّع حزب الله نطاق عملياته، وبلغت حصيلة اليوم 7 قتلى في صفوف الإسرائيليّين، وعُد القصف الذي أطلقه الحزب على إسرائيل اليوم، الأعنف منذ غزو الجيش الإسرائيليّ لجنوبي لبنان. هذا في وقتٍ كثّف الأخير من هجماته الجويّة على مساحات واسعة من الجنوب والبقاع، موقعًا المزيد من الضحايا والأضرار.المستجدّات الميدانيّةوأعلن الجيش الإسرائيليّ، اليوم الخميس، إصابة 11 عسكريًا بجروحٍ في معارك في جنوب لبنان، خلال 24 ساعة، بينما قالت خدمة الإنقاذ الإسرائيلية إن قذائف أُطلقت من لبنان، تسببت في قتل شخصين آخرين في شمالي إسرائيل، ليرتفع عدد القتلى هناك إلى 7. وذكرت "نجمة داوود الحمراء" أن مسعفين يعملون لديها أكدّوا وفاة شخصين في إحدى ضواحي مدينة حيفا، وقاموا أيضًا بعلاج شخصين آخرين أصيبا بجروحٍ طفيفة وتمّ نقلهما إلى المستشفى. وقال الجيش الإسرائيلي إن نحو 25 صاروخًا عبرت إلى إسرائيل قادمة من لبنان. ويأتي هذا الهجوم بعد ساعاتٍ فقط من إعلان مسؤولين في مدينة المطلة في شمالي إسرائيل مقتل 5 أشخاص، بينهم 4 عمال أجانب، في قصفٍ صاروخيّ أصاب منطقة زراعيّة إسرائيليّة.
من جهته، أعلن حزب الله قصف حيفا ومستوطنات إسرائيلية مختلفة. وقال إنه قصف قوات إسرائيلية في الخيام وثكنتي زرعيت وراميم. وفي بيانات متتالية، قال حزب الله إنه هاجم منطقة الكريوت شمالي حيفا "بصليةٍ صاروخيّة كبيرة". وقال الحزب إنّه استهدف بصاروخين موجهين دبابةً وآلية لقوّات إسرائيليّة متوغّلة بمنطقة وطى الخيام، "ما أدّى إلى اشتعالهما وإيقاع طاقميهما بين قتيلٍ وجريح". كما قصف الحزب برشقةٍ صاروخيّة بلدة مارون الراس جنوبي لبنان. وأشار الحزب أيضًا إلى أنّه استهدف "مستعمرة شوميرا بمسيّرةٍ انقضاضيّة أصابت أهدافها بدّقة"، مضيفًا أنّه قصف بالصواريخ تجمعًا لقوّات إسرائيليّة في مستعمرة المنارة. وبثّ حزب الله صورًا قال إنّها لاستهداف قاعدة شراغا، ومعسكر إلياكيم، وقاعدة عين شيمر، شمالي إسرائيل، بعمليةٍ مركبة من الصواريخ والمسيّرات الانقضاضية، أمس الأربعاء. كما وأعلن حزب الله، في بيان، أنه تصدى لمسيّرةٍ من نوع هرمز 450 في أجواء القطاع الغربي وأجبروها على مغادرة الأجواء اللّبنانيّة. وأعلن حزب الله استهداف مخازن يركا شرق مدينة عكا.غارات موصولةفي المقابل، كثّف الجيش الإسرائيليّ غاراته الجويّة على مناطق عدّة في الجنوب والبقاع، واستهدفت مسيّرة دراجةً نارية على طريق العامرية - الناقورة، وقد أُفيد عن استشهاد عسكريّ في الجيش في الاستهداف. وشن الطيران المسير غارة على بلدة العدوسية محل البراك. واغار الطيران الحربي على منزل في بلدة دردغيا ، كما اغار على اطراف بلدة معروب. واستهدفت غارات بلدات بيت ياحون وبرشيت .وأغار على طريق عام ديردغيا - أرزون، مستهدفًا مركزًا للدفاع المدنيّ - الهيئة الصحيّة. وسُجلت غارات على أطراف المجادل وأطراف العباسية وشيحين وطيرحرفا وأطراف بلدة الجبين وعلى بلدة أرزي حيث أُفيد عن وقوع 5 شهداء. وسُجلت غارات على تبنين وعيناتا وبنت جبيل و8 غارات متتالية على بلدة خربة سلم - منطقة الطباله. هذا وأفيد عن سقوط صاروخ قرب مكتب مخابرات الجيش في جديدة مرجعيون، وتسبب بتحطيم الزجاج وتطاير الشظايا. كما وسقط صاروخ ثانٍ لجهة غرب البلدة في مكان مفتوح. ونفذت طائرة مسيّرة غارةً قرب ثكنة الجيش في صور بجانب قهوة السمرا استهدفت عناصر من الهيئة الصحيّة وتمّ استهداف الفريق الذي أتى لانقاذهم مرةً أخرى. كما أغار الطيران على بلدات كفرا وياطر وبيت ياحون وآثار صور في البص.
بقاعًا، استهدفت مسيّرة إسرائيليّة دراجةً ناريّة في بلدة القرعون في البقاع الغربيّ، أدّت إلى سقوط شهيد. وسجلت غارةً عنيفة على محيط مدينة الهرمل وغارةً على معمرية الخراب. كما شنّ الطيران الحربيّ الإسرائيليّ غارتين على بلدة سحمر في البقاع الغربيّ، أسفرتا عن سقوط 3 شهداء وعدد من الجرحى. وشن الطيران الحربي أيضًا غارة على بلدة بوداي البقاعيّة، استهدفت منزلًا، فيما بلغت الحصيلة الأوليّة 4 شهداء، وما زالت أعمال رفع الأنقاض متواصلة. وأشارت المعلومات إلى سقوط 6 قتلى و3 جرحى في حصيلة أوّليّة، نتيجة الغارة الإسرائيليّة على بلدة مقنة، وبقيت أعمال رفع الأنقاض مستمرّة لساعات. وسقطت قتيلة وجريح في غارةٍ على طريق الكيال في بعلبك.
من جهته، زعم الجيش الإسرائيليّ تدمير 70% من مخزون حزب الله من المسيّرات.. فيما نقلت إذاعة الجيش أن 10% فقط من الوحدة الجويّة لحزب الله قد قُتلوا."حتّى تحرير فلسطين"إلى ذلك، أكدّ قائد فيلق القدس في الحرس الثوريّ الإيراني إسماعيل قآاني، في رسالةٍ للأمين العام لحزب الله الجديد نعيم قاسم، وقوف "قوة القدس إلى جانب حزب الله حتى اقتلاع الشجرة الصهيونية الخبيثة وتحرير فلسطين والقدس الشريف". وأفادت وكالة مهر للأنباء، أن قائد قوة القدس في حرس الثورة، العميد إسماعيل قااني، ارسل برقية تهنئة للشيخ نعيم قاسم لانتخابه أمينًا عامًا لحزب الله. وقال العميد قاآني في رسالة هنأه فيها بانتخابه أمينا عاما للحزب: "نحمد الله على اختياركم لتتقلدوا هذه المسؤولية الكبيرة والقيمة كأمين عام لحزب الله البطل، أنتم شخصية مجاهدة عريقة تتمتع بسجل مشرف ومحبة كبيرة بين أبناء الشيعة الأوفياء والمجاهدين الشرفاء في المقاومة". وأضاف: "أحيي الذكرى الخالدة والمقام الرفيع للمجاهد الكبير الشهيد السيد حسن نصرالله والشهيد الكبير والمضحي السيد هاشم صفي الدين، وللقادة والمسؤولين والمجاهدين والشهداء". وتابع: "أسأل الله العظيم أن تستمر هذه المسيرة النورانية والجهادية للشهداء تحت قيادتكم ورعايتكم، بمزيد من القوة والثبات".