إليكم تأثير "الحملة الإسرائيلية" على قدرات حزب الله العسكرية
2024-10-31 18:25:23
بعد انتهاء حرب عام 2006، ركزت العديد من مراكز الأبحاث في إسرائيل وخارجها على التطورات التي طرأت على شكل الترسانة العسكرية لحزب الله. بينما كانت معظم التقديرات تشير إلى تصاعد القدرة العسكرية، جاءت الحرب في غزة والحملة الإسرائيلية الأخيرة لتضع هذه التقديرات تحت الاختبار الميداني.
الحزب اللبناني المدعوم من إيران دخل منذ 8 تشرين الأول 2023 على خط المواجهة مع إسرائيل، بموجب "جبهة إسناد"، ويخوض الآن "معركة مباشرة" في أراضيه في جنوب لبنان. وقد دفع الحزب ثمنًا باهظًا على صعيد القادة الكبار، وكان أبرزه حادثة اغتيال أمينه العام، حسن نصر الله.
لم تقتصر الخسائر على ذلك، إذ طرأت تحولات على استراتيجيات الاستهداف الإسرائيلي، مما أدى إلى تأثير على مخازن الأسلحة الخاصة بحزب الله، التي تضم مجموعة واسعة من الصواريخ المتوسطة والطويلة المدى، بالإضافة إلى أنواع مختلفة من القذائف والطائرات المسيّرة.
وفقًا لتصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، فإن التقديرات تشير إلى أن القدرة المتبقية للقذائف والصواريخ لدى حزب الله تتراوح حول الـ 20 بالمئة، ما يعادل نحو 50 ألف صاروخ قبل 23 تشرين الأول 2023، ليصبح العدد الحالي حوالي 10 آلاف صاروخ، دون احتساب القذائف.
أمين عام حزب الله الجديد، نعيم قاسم، أشار في أول خطاب له إلى أن الحزب تعافى من الهجمات، وأن قدراته تتناسب مع "حرب الميدان الطويلة".
لكن كيف يمكن تقييم تقديرات غالانت؟ وفقًا لخبيرين عسكريين، من الصعب تحديد الحجم الدقيق للترسانة العسكرية لحزب الله. ومع ذلك، توضح إحصائيات سابقة أن مخزونات حزب الله من الصواريخ قبل حرب 2006 كانت حوالي 15 ألف صاروخ، وتمكن من توسيع هذه الترسانة لتصل إلى ما بين 100 ألف و150 ألف صاروخ.
بعد أكثر من شهر من العملية العسكرية الإسرائيلية، تم استنزاف مخزون حزب الله من الصواريخ، حيث أطلق حوالي 12 ألف صاروخ، منها 6 آلاف خلال الشهر الحالي. بينما شنت إسرائيل هجمات دقيقة على مستودعات الأسلحة والأنفاق المستخدمة لإطلاق الصواريخ.
ورغم تقديرات غالانت، فإن كولوريوتي تعتقد أن حزب الله فقد حوالي نصف مخزون صواريخه، مع خسائر أكبر في الصواريخ الدقيقة والطويلة المدى.
يجب أن يؤخذ في الاعتبار أن حزب الله وزع أسلحته على مدى العقود الماضية في مناطق مدنية، ما يعقد تقدير حجم ترسانته الحالية.
وقد أوضح دي روش، أنه ليس هناك نظام قياسي للمستودعات لدى حزب الله، كما أن قدرة إعادة التزويد السريع من إيران لم تعد متاحة كما كانت.
عند النظر إلى المعطيات على الأرض، تشير التحليلات إلى أن الأخطاء السابقة لحزب الله، التي أدت إلى خسائر في قيادته، فرضت عليه تبني سياسة ترشيد إطلاق الصواريخ. ولم يعد الحزب يطلق رشقات كبيرة، بل يعتمد على دفعات صغيرة.
وكالات