على الرغم من ضعف إحتمالات حدوث أي خرق يقضي بوقف إطلاق النار قبل الإنتخابات الأميركية، وما يعول عليه اليوم من زيارة المبعوث الأميركي إلى تل أبيب والترجيح الضعيف لإمكانية زيارته إلى لبنان، فإن أحد أهم الأسباب التي لا تريد أن تلحظها المسودات الأميركية والإسرائيلية التي يتم تسريبها، تتمثل في ورقة الضغط الكبرى التي تحرزها المعارك التي تخاض على الجبهة الجنوببة بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، والتي ستحدد أيضا نهاية الحرب.
إذا، هو أسبوع أمني يتوقع أن يكون ملتهباً، في ظل مواصلة إسرائيل إجرامها، في سياق تسعى من خلاله للضغط بفرض أمر واقع على مسار المفاوضات بلغة الإجرام واللهاث خلف إيقاع المزيد من الضحايا والإستمرار بسياسة التهجير التي اتبعتها بالأمس في بعلبك وقبلها في الجنوب والضاحية، وملاحقة المدنيين بسياراتهم على الطرقات وضربهم في "البيئات الحاضنة" إضافة إلى ضرب المستشفيات والمسعفين... وعلى إيقاع هذه التطورات يلتقي المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين اليوم الخميس برئيس وزراء الإحتلال الإسرائيلي بينيامين نتنياهو، حيث يقول هوكشتاين أنه يسعى للتوصل إلى إتفاق لوقف النار قبل 5 تشرين الثاني.جبهة الخياموعلى وقع كل هذا الحراك السياسي، شهدت الأجواء الميدانية تصعيداً كبيراً بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، هذه المرة من جهة الخيام. فإشتدت الغارات الجوية الإسرائيلية والقصف المدفعي خلال ساعات ليل أمس وحتى فجر اليوم على وسط مدينة الخيام، كردة فعل إسرائيلية على عمليات التصدي التي يواجهها جيش الإحتلال خلال محاولات توغله في الحي الجنوبي والشرقي للمدينة إنطلاقا من منطقة الحمامص والعمرا حيث تتعرض كل التجمعات والتحركات الإسرائيلية في النقطتين لصليات صاروخية متتالية.
وبحسب المعلومات الميدانية المتوفرة حتى الساعة، فمنذ ساعات الصباح إرتفع صوت الرصاص بين المنازل في الحي الشرقي بإتجاه محيط منطقة المعتقل، حيث تحركت قوات المشاة من دون تحريك الدبابات، وسط مواجهة الجنود الإسرائيليين وتزامناً مع الإطباق الجوي الذي تنفذه عدة مسيّرات فوق ساحة المعركة.
هجوم الحزبإلى ذلك، إستهدف حزب الله بـ13 هجوماً بالمسيرات والصواريخ النوعية قواعد عسكرية ومعسكرات وثكنات ومستعمرات وصلت الى ضواحي تل ابيب والخضيرة، بحسب البيانات الصادرة عن الحزب.
كما قصف حزب الله بصليات صاروخية مستوطنات كريات شمونة، ومستوطنة حتسور هغليليت ومستوطنة كدمات تسفي ومستوطنة يسود همعلاه. فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أنّ عدة صواريخ أُطلقت من لبنان تم إعتراض بعضها وسقطت الأخرى بمناطق مفتوحة.
وكانت قد تسللت عدة طائرات مسيرة مفخخة من لبنان إلى إسرائيل من جهة الجليل الغربي مرورا بعشرات البلدات والمواقع إسرائيلية في الجليل وخليج حيفا ووصولا إلى "إلياكيم" والخضيرة. وتحدث الحزب في بيان عن هذا الحدث الأمني معلناً تنفيذ "هجوم مركب من الصواريخ النوعيّة وسرب من المسيرات استهدفت قاعدة عين شيمر، شرق الخضيرة وأيضاً تجمعات العدو في معسكر إلياكيم (التابع لقيادة المنطقة الشمالية) جنوب حيفا وقاعدة شراغا شمال مدينة عكا المحتلة وأصابت أهدافها بدقة بعد أن عجز العدو عن التصدي لهذه الصواريخ والمسيرات التي حلقت لمدة من الزمن فوق الاراضي الفلسطينية المحتلة".
غارات إسرائيليةيأتي ذلك فيما يواصل الجيش الإسرائيلي، هجماته الجوية وقصفه المدفعي لبلدات عدة في جنوب لبنان والبقاع ومناطق مختلفة. وإستهدفت مسيّرة إسرائيلية دراجة نارية في بلدة القرعون في البقاع الغربي، صباحاً، ما أدى إلى سقوط شهيد. ولليوم الثاني على التوالي، إستهدف الطيران الإسرائيلي سيارة على طريق ضهر الوحش في منطقة الكحالة، ما أسفر عن سقوط شهيد على الاقل.
كذلك إستهدفت مسيّرة معادية دراجة نارية على طريق العامرية – الناقورة. كما شهدت بلدة شبعا قصفًا مدفعيًا إسرائيليًا عنيفًا صباحاً، وتعرضت بلدة شيحين في صور صباحا لقصف مدفعي فوسفوري معاد. كذلك إستهدفت غارة إسرائيلية سيارة على طريق دير الزهراني، عُلم أنها تابعة لجمعية الكشاف الإسلامي، وأُفيد عن سقوط شهيد. وأدت الغارة التي شنها الطيران الحربي الإسرائيلي على بلدة دير الزهراني منتصف الليل، إلى سقوط 3 شهداء وتدمير منزل.
تهديد بالإخلاءإلى ذلك وجه المتحدث بإسم جيش الإحتلال افيخاي أدرعي تهديداً جديداً بالاخلاء لسكان جنوب لبنان في القرى التالية: الحوش، البازورية، مخيم الرشيدية، البرغلي، بستيات، الحميري، ارزي، مطرية الشومر، الخرايب، أنصار.
وفي البقاع الغربي، استهدفت غارتان بلدة سحمر، ما أسفر عن استشهاد 3 أشخاص ووقوع عدد من الجرحى. وكذلك أغار الطيران الحربي الإسرائيلي على بلدة بوداي في البقاع، ما أدى إلى سقوط 4 شهداء في حصيلة أولية أعلنت عنها وزارة الصحة.