تلعب مراكز الرعاية الصحية الأولية ثقلاً كبيراً في تحمّل تداعيات الحرب الإسرائيلية على لبنان، وهي بالتالي تشكِّل "خط الدفاع الأول في القطاع الصحي مع الأهالي النازحين لتأمين الدواء والمستلزمات إلى جانب العيادات النقالة"، وفق ما قاله وزير الصحة فراس الأبيض، الذي لفت النظر إلى وجود "الكثير من التحديات، كالحاجة إلى تأمين كميات أكبر من أنواع محددة من الأدوية ولا سيما أدوية الأمراض الحادة على عتبة حلول فصل الشتاء، وهو ما تعمل الوزارة على تأمينه".ومع اشتداد وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية، أشار الأبيض خلال جولته على مراكز الرعاية الصحية الأولية ومراكز الإيواء في منطقة إقليم الخروب، إلى أن "المساعدات التي يتسلّمها لبنان تقدّم الدعم، ولكن القطاع الصحي بحاجة إلى مساعدة أكبر خصوصاً أن لبنان يمر بأزمة اقتصادية حادة وهي تشكل عائقاً كبيراً".
وسَبَقَ الأبيض جولته على مراكز الإيواء التي شملت الجامعة الإسلامية في بلدة الوردانية ومركز إيواء كترمايا ومركزيّ الرعاية الصحية الأولية لكل من جمعية "الوعي والمواساة" والجمعية الاجتماعية شحيم ومركز إيواء المطلة، بالانطلاق من مستشفى سبلين الحكومي، حيث عقد اجتماعاً مع خلية الأزمة تخلّله تقييم الأوضاع الصحية في ظل تفاقم أزمة النازحين والبحث في تغطية الخدمات المقدمة لهم داخل المستشفيات وخارجها. وقال الأبيض في مؤتمر صحافي أعقب الإجتماع، أن "تنفيذ الخطة التي وضعتها الوزارة لموضوع النزوح، جارٍ بالتعاون مع خليات الأزمة في المناطق"، لاًفتاً النظر الى أن "الإستعدادات التي كانت قائمة في منطقة إقليم الخروب أثبتت فائدتها حيث يتخطى عدد النازحين في المنطقة 100 ألف شخص".وأعلن الأبيض أن "وزارة الصحة العامة بصدد الإطلاق خلال يومين، برنامج من شأنه تغطية خدمات الطوارئ للنازحين في المستشفيات، ما يجيب على الكثير من التساؤلات المطروحة في هذا المجال". وتطرّق إلى مسألة تغطية المرضى من غير اللبنانيين سواء السوريين مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أم الفلسطينيين مع الأونروا، موضحاً أن "الموضوع في طريقه إلى الحل". وكخطوات استباقية، أعلن الأبيض عن "برنامج يتم تنفيذه بالتعاون مع أطباء بلا حدود لإنشاء جناح جديد في مستشفى سبلين يتضمن عشرين سريراً، لرفع الجهوزية في حال ازدادت احتياجات النازحين". وأشار إلى أن هناك "ثلاثة مستشفيات أساسية في الإقليم هي: سبلين الحكومي ومزبود المركزي وعين وزين، وحاجتها إلى الدعم مؤكدة تحت وطأة الحمل الكبير".