كشف تقرير أممي، الثلاثاء، عن تكثيف روسيا استخدام التعذيب كأداة لقمع المعارضين وإسكات الأصوات المناهضة منذ غزوها لأوكرانيا، مستهدفة خصيصاً من يعارضون الحرب وسياستها الرسمية.
وأفاد التقرير الذي نقلته "وكالة الأنباء الألمانية"، وأعدته خبيرة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة ماريانا كاتزاروفا، بأن السلطات الروسية باتت تعتمد أساليب قمعية منظمة تهدف إلى تضييق مساحة الحريات وتقويض حقوق الإنسان، في إطار استراتيجية لإحكام السيطرة على المجتمع المدني.وأشار التقرير، الذي قدم للجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى أن ضحايا التعذيب يشملون المواطنين المحتجين على قرارات التجنيد الإجباري والمجندين العسكريين الذين رفضوا المشاركة في القتال ضد أوكرانيا. وكشف التقرير أيضا عن وجود ما لا يقل عن 15 موقع احتجاز غير رسمي قرب مناطق النزاع، حيث يحتجز المئات ويتعرضون للتعذيب بشكل منهجي، حسبما نقلت وكالة "فرانس برس".واعتمد التقرير على شهادات منظمات حقوقية، ومراجعات تشريعية روسية، وشهادات ناجين من عمليات التعذيب، بما في ذلك أوكرانيون تم الإفراج عنهم. وأفاد التقرير بأن كاتزاروفا حاولت طلب لقاءات مع السلطات الروسية لبحث الموضوع، إلا أن جميع محاولاتها لم تلق أي رد، ما يشير إلى انعدام التعاون من جانب موسكو في التحقيق بملفات حقوق الإنسان.وأضاف التقرير أن الإفلات من العقاب أسهم في تطبيع التعذيب داخل روسيا، ليصبح جزءاً من ثقافة العنف المجتمعي. ويمثل هذا الإفلات تحدياً كبيراً في مكافحة انتهاكات حقوق الإنسان، حيث تتبنى أجهزة إنفاذ القانون أساليب عنيفة، لا تهدف فقط للعقاب، بل للإذلال الجسدي والنفسي، وترك آثار دائمة على الضحايا، وحتى إحداث الوفاة في بعض الحالات.