بعيداً عن الدخول في سجال ما إذا حان وقت الصفقة أم بعد لإنهاء الحرب في لبنان، بما يسعى الإعلام الأميركي والإسرائيلي لترويجه في أسبوع الإستحقاق الرئاسي الأميركي والإنتقال إلى مرحلة ما بعد الحرب، فإنّ المعطيات الميدانية تتخذ منحى تصاعدياً على وقع آلة الحرب الإسرائيلية، التي وسعت دائرة اعتداءاتها مخلفة مجازر في عدة مناطق، ويُخشى أن نكون أمام أسبوع ملتهب، بما يترجم الطابع التصعيدي، على وقع ما تسعى إسرائيل لإظهاره وتوظيفه بما أسمته "صفقة لبنان".
والمؤكد اليوم أنّ هناك مفاوضات حول جبهة لبنان، يصدرّها الإعلام الإسرائيلي والأميركي بطبيعة الحال، بما يتعلق بإنتهاء الحرب، أحدثها ما صدر عن موقع أكسيوس الإخباري الأميركي نقلاً عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، في إشارة "إلى أنّه يمكن التوصل إلى إتفاق ينهي القتال بين إسرائيل وحزب الله في غضون أسابيع".الصفقة المحتملةونقل الموقع عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين اعتقادهم أن حزب الله "أصبح أخيراً على استعداد للنأي بنفسه عن حماس في قطاع غزة"، مشيراً إلى أنّ "مسشتارَي الرئيس الأميركي جو بايدن، آموس هوكشتاين وبريت ماكغورك، سيزوران إسرائيل غدا الخميس في مسعى لإبرام اتفاق لإنهاء الحرب في لبنان".وبحسب الموقع فقد كشف المسؤولون أيضا أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "بحث مع وزراء وقادة الجيش وأجهزة المخابرات الصفقة المحتملة"، وبأنّ زيارة مبعوثي بايدن لإسرائيل تحمل دلالة بأنّ "نتنياهو يؤيد المضي قدما في إبرام الصفقة"، كما زعم المسؤولون بما يترجم تبديد الروايات عن مهمة هوكشتاين الذي نفى في وقت سابق أنّه زار إسرائيل، لأنّه كان ينتظر أن "يحسم الإسرائيليون موقفهم بشأن الصفقة قبل التوجه لإسرائيل"، كما جاء في تقرير أكسيوس.
نص الإتفاقالتقرير الأميركي ذهب أبعد من ذلك بكثير، إذ نشر ما إعتبره "نص الإتفاق" محل البحث القائم حاليا، الذي يقضي بإعلان وقف إطلاق نار تتبعه فترة انتقالية لمدة 60 يوما. وبحسب الموقع فإنّ نص الإتفاق "مبني على إعادة تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، كما سينقل حزب الله أسلحته الثقيلة شمال الليطاني بعيدا عن حدود إسرائيل خلال الفترة الانتقالية".
وبحسب الإتفاق الذي أشار إليه موقع أكسيوس فإنّ "الجيش اللبناني خلال الفترة الانتقالية سينشر نحو 8 آلاف جندي على طول الحدود مع إسرائيل، في حين سيسحب جيش الاحتلال قواته تدريجيا إلى الجانب الإسرائيلي من الحدود خلال الفترة الانتقالية".لقاء ميقاتي – بريوفي ضوء ما يُبحث ويتم الترويج له غربياً، يبقى أنّ الموقف اللبناني الرسمي والذي أبلغه رئيس مجلس النواب نبيه بري لهوكشتاين ثابت لناحية أنّ أي تفاهم سيكون أساسه تنفيذ القرار الدولي (1701) ووقف النار، وهو ما أكد عليه أيضاً رئيس الحكومة نجيب ميقاتي العائد اليوم من جولة اوروبية قادته إلى كل من فرنسا وبريطانيا وايرلندا في إطار السعي الديبلوماسي لوقف العدوان الاسرائيلي على لبنان. وفي هذا الإطار زار ميقاتي بري للتشاور معه في نتائج الاتصالات الجارية وآفاق المرحلة المقبلة، وخرج من دون الإدلاء بأي تصريح.ميدانياًيأتي ذلك مع استمرار العدوان الإسرائيلي الجوي على لبنان، إضافة إلى محاولات التوغل البرّي من الجيش الإسرائيلي في الجنوب والتي يتصدى لها حزب الله. وخوفاً من صواريخ الحزب، أفادت هيئة البث الإسرائيلية، بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "ينوي تأجيل حفل زفاف نجله أفنير بسبب الخشية من طائرات حزب الله المسيَرة".وكان حزب الله وفي سلسلة بيانات نشرها اليوم، أعلن أنّ مقاتليه شنّوا هجوماً جومًا بسرب من المسيّرات الانقضاضية على قاعدة طيرة الكرمل في جنوب حيفا ‏وأصابت أهدافها بدقة. وكذلك أفاد الحزب بأنّ مقاتليه إستهدفوا مرتين تجمعاً للجنود الإسرائيليين في منطقة اليعقوصة عند أطراف بلدة الخيام بصلية صاروخية.
كما أُصيب إسرائيليان، صباحاً، في المطلة عن الحدود مع لبنان إثر سقوط صاروخ أُطلق من لبنان، وصفت جراح أحدهما بالخطيرة وآخر متوسطة.تهديد بعلبكيأتي ذلك في وقت يواصل الجيش الإسرائيلي، هجماته الجوية وقصفه المدفعي لبلدات عدة في البقاع والجنوب. ووجّه المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر "إكس" تحذيراً إلى سكان بعلبك وعين بورضاي ودورس. وقال: "جيش الدفاع سيعمل بقوة ضد مصالح حزب الله داخل مدينتكم وقراكم ولا ينوي المساس بكم".
وأغار الطيران الحربي الإسرائيلي على مركبة "فان" عند طريق ضهر الوحش- عاريا الكحالة، ما أدى إلى استشهاد مواطنين إثنين. وكذلك أغار مستهدفاً سيارة في منطقة بشامون بصاروخين قرب جامع الطبش، وبحسب المعلومات، فإن الصاروخين لم يصيبا هدفهما.
كما قصف العدو الإسرائيلي بلدة البياضة عبر بارجة حربية صباح اليوم، كما نفذ إعتداء بغارة من الطيران الحربي على بلدة طيرحرفا. كما شنت الطائرات الحربية الإسرائيلي صباحا غارة جوية مستهدفة حي الجرن في بلدة صفد البطيخ.
كما استشهد مواطن وجرح عدد اخر، في غارة نفذتها مسيّرة معادية صباحا، حين استهدفت عائلة تقطف الزيتون في بلدة سيناي، وعلم أن العائلة تتكوّن من 15 شخصاً. ونتيجة للغارة المعادية الإسرائيلية على بلدة الصرفند مساء أمس، اُفيد عن إستشهاد ما يزيد عن 10 مواطنين معظمهم من الأطفال والنساء. كما شن الطيران الإسرائيلي 6 غارات على بلدة الخيام.