على وقع الغارات الجوية والقذائف المدفعية، حط المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين رحاله في تل ابيب امس، في محاولة “جديدة” للبحث في وقف اطلاق النار على الجبهتين اللبنانية والفلسطينية، وبخاصة التوصل الى آلية لتطبيق القرار ١٧٠١، وقد تزامن وصول هوكشتاين الى تل ابيب مع انعقاد جلسة مفاوضات جديدة لوقف اطلاق النار في الدوحة.
لم يعد خافياً على احد ان لا حل للخروج من الحرب الدائرة بين حزب الله والعدو الاسرائيلي الا بالتطبيق الكامل للقرار الاممي، وقد حمل هوكشتاين معه ورقة قوامها احد عشر بنداً، وصفتها بعض المصادر المتابعة بـ “الخرطوشة الأخيرة”، كون المبعوث الأميركي تنصّل من الجانبين لحظة صرّح بأن “لبنان وإسرائيل لم يُطبّقا القرار وإن أعلنا التزامهما به”.
اما بنود الورقة فنصّت على التالي:
١- هدنة لفترة 21 يوماً، تفسح المجال امام البدء بتطبيق القرار ١٧٠١.
٢- وقف الأعمال العدائيّة بين حزب الله واسرائيل على اختلاف اشكالها الحربية.
٣- انسحاب حزب الله من جنوب نهر الليطانيّ إلى شماله.
٤- انسحاب اسرائيل الى ما وراء الخط الازرق.
٥- تعزيز وجود الجيش اللبناني جنوب الليطاني بقوة عسكرية قوامها ٨٠٠٠ جندياً.
٦- الدّعوة إلى مؤتمر دوليّ لدعم الجيش اللبنانيّ بكل ما يلزم من عتاد وتدريب لمساندته في انجاز مهمة حماية الحدود.
٧- تشكيل لجنة أميركيّة – فرنسيّة – بريطانيّة – ألمانيّة، ويُمكن إضافة دول أخرى إليها، مهمّتها مراقبة آليّة التطبيق، لا سيما لجهة انسحاب الطرفين الى النقاط المحددة لهما.
٨- إيجاد آلية قانونية تتيح لقوّات اليونيفيل العمل بحرية في منطقة جنوب نهر الليطاني، بالتنسيق مع الجيش اللبنانيّ، في حال تبيّن وجود أيّ خرق للقرار الاممي.
٩- تعزيز الرّقابة من قبل الجيش اللبنانيّ في مطار رفيق الحريري الدّوليّ والمعابر الحدوديّة الرّسميّة بين لبنان وسوريا وفي مرفأ بيروت. وتزويد هذه المرافق بالتقنيّات المطلوبة لمنع استخدامها لتهريب السلاح إلى لبنان.
١٠- العمل على إغلاق معابر التّهريب البرّيّة بين لبنان وسوريا.
١١- إطلاق مفاوضات تثبيت الحدود البرّيّة بين لبنان وإسرائيل، وتحديداً عند نقطة الـB1 ومنطقة جبل عديسة، عبر تنازل لبنان لإسرائيل عن المنطقة مقابل تنازل إسرائيل للبنان عن اراض في مناطق أخرى.
وفي حين تشير المعلومات المتوافرة الى موافقة لبنان على مضمون ورقة هوكشتاين تتجه الانظار الى تل ابيب لمعرفة ما اذا كان رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو سيوافق على المقترح او لا. سيما وان نتنياهو يراهن على نتائج الانتخابات الاميركية المقبلة ليحدّد سقف التنازلات التي يمكن ان يقدمها لانجاح المفاوضات.
اذاً، هو سباق محموم وجديد بين الميدان والديبلوماسية التي يبذل الاطراف كل جهودهم لانجاح مساعيها، لان توسع الحرب سيطيح بمصالح الجميع ولن تحمد عقباه. ومع استمرار الفشل الاسرائيلي في تحقيق الاهداف العسكرية، تجنح كفة الانتصار نحو المقاومة التي تستمد قوتها من ايمان شعبها وشهادة قادتها.
موقع سفير الشمال الإلكتروني