آموس هوكشتاين يتحرك لعلَّ وعسى، لكن القرار الأخير في يد بنيامين نتنياهو. المؤشرات التي صدرت من لبنان الرسمي مشجّعة للمبعوث الأميركي، لكن تلك التي وردت في خطاب لنتنياهو عصر اليوم الإثنين، أكّدت المخاوف ممن يحكم إسرائيل ويعتبر أن الفرصة مناسبة لاستكمال عدوانه. ذلك أن رئيس حكومة الإحتلال، وجه رسائل في الداخل الإسرائيلي والخارج، معتبراً أن استراتيجيته في مواجهة المشروع الإيراني وحزب الله طويلة الأمد، مما يوحي بالصورة السوداء للحرب.
لكن للمقاومة كلمتها في الميدان، خاصةً البرّي. الخسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي إلى تصاعد، والمقاومة تواصل ضرب المستوطنات والمواقع العسكرية وشركات تصنيع السلاح من عكا إلى حيفا، بالصواريخ. وفي المقابل يرد العدو بمزيد من التدمير الممنهج، كما يحصل راهناً في صور التاريخ والحضارة، كما واصل اليوم الإثنين غاراته التي تركّزت في الجنوب وقضاء بعلبك من تمنين إلى بوداي وشمسطار وطاريا فبريتال وسرعين.
داخلياً، تتصاعد المخاوف من كلمة بدأت تتواتر في الأوساط السياسية والإعلامية، هي "الفتنة". وزير الخارجية عبدالله بو حبيب وفي كلمةٍ له من برشلونة الإسبانية، حذّر منها بسبب احتمال الإحتكاكات بين الأهالي النازحين، والمضيفين. أما في المجلس النيابي، فعقد لقاء نيابي موسع لعدد من الكتل النيابية، عنوانه مواجهة احتمالات الفتنة عبر مجموعة من الركائز، أبرزها "مطالبة الحكومة اللبنانية بمضاعفة جهودها والقيام بكل ما يلزم لايجاد اماكن الإيواء وتأمين المستلزمات الضرورية لاقامة ومعيشة النازحين ودعوة المجتمع الدولي والمنظمات الدولية الى تحمّل مسؤولياتها القانونية والاخلاقية والانسانية". كما شدد اللقاء النيابي على مسؤولية الأجهزة الأمنية والعسكرية في هذا الإطار".
أما التيار الوطني الحر فكان مبادِراً كعادته، مُطلقاً اليوم الإثنين جولةً على الوزراء المعنيين وقيادات الأجهزة العسكرية والأمنية، استهلّها بلقاء وفدٍ منه وزيرَ الدفاع موريس سليم، على أن يستكملَها في الأيام المقبلة. وخلاصة جولة "التيار" بما آمنَ به دوماً، أي أنَّ "الدولة هي الحل"، جيشاً وقوى أمنٍ داخلي وأمناً عاماً وأمناً للدولة، وعبر هذه المؤسسات، يكون وأد الفتنة وضبط الأمن وتحقيق الإستقرار، لا التحريض أو التفكير باستحضار أشباح الماضي...