لا لم يكن مأتماً…كان عرساً للتضامن الوطني بأبهى حلله، فهنا سيدة رشعينية تتلو المسبحة والى جانبها سيدة جنوبية تقرأ الفاتحة على روح من افتدى وطنه بدمه، وهناك شيخ يتلو التكبيرات من امام كنيسة مار مارون وفوقه ترتفع صورة كبيرة للسيدة العذراء.
المقدم الشهيد محمد فرحات ولد في صور وتحديداً في دير قانون، استشهد في بنت جبيل في خراج بلدة ياطر اثناء تنفيذ عملية اخلاء جرحى ووري الثرى في تراب بلدة رشعين الزغرتاوية وكأنه بذلك يجمع المجد من اطرافه سواء باستشهاده او بتشييعه او بدفنه محمولاً على اكف رفاقه واكف شباب جنوبين وشماليين.
نعم لم يكن مأتماً بل كان تشييع المقدم الشهيد عرساً وطنياً بامتياز يليق به هو الذي خدم عسكريته في المنطقة واحب ناسها وصادق اهلها ولما اضطرت عائلته للنزوح من مسقط رأسها في دير قانون اختار لها زغرتا المنطقة الاحب على قلبه واسكنها في بلدة رشعين مطمئناً لناسها وحسن ضيافتهم فيما كان هو على خط النار يستبسل في الدفاع عن ارضه ووطنه.
على وقع قرع اجراس الكنائس وصل موكب جثمان الشهيد فرحات الى مستديرة قصر الرئيس الراحل سليمان فرنجيه حيث استقبل بالزغاريد واطلاق المفرقعات والزغاريد ونثر الارز والورود وهكذا دواليك على كل مفترق بلدة وصولاً الى بلدة رشعين التي احتضنت الجثمان في كنيسة مار مارون حيث تم تأبينه والصلاة على روحه في حضور شخصيات امنية واهالي البلدة والجوار الذين وقفوا صفاً واحداً الى جانب عائلة الشهيد واقاربهم ونظموا مراسم الدفن واقتطعوا قطعة ارض وري فيها الجثمان الثرى كوديعة بانتظار نقله الى مسقط رأسه حين تسمح الظروف.
اخت الشهيد التي بكت وباركت وزغردت تحدثت ل شاكرة الاهالي الذين وقفوا الى جانبهم في عرس شهادة اخيهم وقالت: ان اهل زغرتا ورشعين “بيرفعوا الراس” فهم اقاموا عرساً حقيقياً لاخي الشهيد ولن ننسى هذه اللفتة مدى الحياة مؤكدة ان محمد احب زغرتا واهلها وها هو يشيع ويدفن في ترابها.
موقع سفير الشمال الإلكتروني