يواصل العدو الإسرائيلي همجيته وعدوانه على لبنان مستهدفاً عند ساعات الفجر الأولى مقر إقامة الطواقم الصحافية المؤلفة من 18 صحفيا يمثلون سبع مؤسسات إعلامية في منطقة حاصبيا مما أسفر عن استشهاد ثلاثة صحافيين، هم: مصور قناة المنار وسام قاسم و مصور قناة الميادين غسان نجار ومهندس البث المباشر في قناة الميادين محمد رضا كما أصيب العديد من الزملاء المتواجدين إصابات متفاوتة.
خافت إسرائيل كلماتهم وتوثيقهم لمشاهد إجرامها فاغتالتهم وهم نيام وما هذه الاستهدافات إلا جريمة حرب إضافية تضاف الى سجل العدو الإجرامي في محاولة لإسكات صوت الحق إلا أن كل هذه الإعتداءات لن تزيد الإعلام اللبناني إلا إصراراً على كشف مجازره.
دقائق قليلة بعد الاستهداف أطل بعدها مراسل قناة الجديد محمد فرحات في بث مباشر يوثق مشاهد الدمار الذي خلفه الإعتداء الإسرائيلي الوحشي “العدو يخاف من الكلمة يخاف صوت اللبناني الذي يفضح إجرامه عندما يلاحق الإسرائيلي الصحافيين أثناء نومهم بعد منتصف الليل فهو يريد قتلهم وقتل صوت الحق معهم” هي كلمات فرحات الممزوجة بالحزن على استشهاد زملائه و القوة والثبات لبث مجازر الإسرائيلي .
تروي مراسلة قناة سكاي نيوز عربية دارين حلوة في حديث لـ اللحظات الأولى للإستهداف وتقول: “استيقظت على صوت سقوط السقف والدخان عم الأرجاء اعتقدت للوهلة الأولى أن حريقاً اندلع في المنزل لكن عندما خرجنا ورأينا هول المشهد أدركنا أننا المستهدفون”
وتضيف: “لازلنا حتى الآن لم نستوعب ما جرى، هذا الإستهداف هو رسالة ليست لصحافي معين بل لكل الصحافيين المتواجدين، العدو معني بتوقيف الصورة التي ننقلها من الجنوب وتحديداً من القطاع الشرقي لأننا كنا نملك نقاطاً مشرفة على مواقع إسرائيلية وبلدات لبنانية تتعرض لغارات متواصلة”.
“لم نكن نحمل سلاحاً بل كانت كلماتنا وكاميراتنا هي سلاحنا” يقول مصور قناة mtv هادي حنا ويقول: “استيقظنا على صوت الدمار و صريخ زملائنا يطلبون النجدة اعتقدت أن الغارة قريبة منا لكن لم أكن لأتخيل أن الغارة سقطت فوق رأسنا و رؤوس زملائنا واستشهاد زملاء كانوا يسهرون معنا قبل ساعات، وهذا قهر لا يمكن وصفه “
مراسل قناة الجديد ريكاردو الشدياق في حديث لـ يقول: “لم يعد هناك خطوط حمراء للإستهدافات الإسرائيلية على لبنان وهذا ما يجعلنا كصحافيين لا نتفاجأ باستهداف الطواقم الصحفية اليوم، فذلك يشكّل رسالة مباشرة للصحفيين والإعلاميين اللبنانيين بالابتعاد وعدم نقل الصورة، وذلك لن يثنينا عن القيام بواجبنا المهني .
وأضاف الشدياق: “من جهتي كمراسل ميداني، هذه الاستهدافات والتهديدات لا تدفعني للتراجع للوراء أبداً بل هي دافع وواجب للتقدم”.
وعن تأثير الأحداث الأخيرة على الطواقم الصحافية أجاب الشدياق: “بالطبع الأحداث التي شهدها لبنان مؤخراً لها تأثير نفسي على جميع المراسلين، أولاً بسبب الضغط الأمني الذي سببه العدوان الإسرائيلي على لبنان وثانياً بسبب ساعات العمل الطويلة الى جانب الكمية الهائلة من الأخبار التي تصلنا وبدورنا علينا التدقيق بها جيداً قبل نشرها لكن مع كل هذه الضغوطات نستمد القوة من الدور الهام الذي تلعبه وسائل الإعلام اللبنانية من خلال تسليط الضوء على الجرائم الاسرائيلية.
لحق الزملاء الثلاثة وسام وغسان ومحمد بفرح و عصام وشيرين وإعلاميين كثر اغتالهم سلاح الغدر الإسرائيلي الى جانب مدنيين ومسعفين و عناصر في الجيش اللبناني وذلك لحجب الشهادة على جرائمه الوحشية.
موقع سفير الشمال الإلكتروني