شلَّ العدوان الاسرائيلي على لبنان حركة التصدير البري عبر معبر المصنع الحدودي بعد استهداف الطريق الدولية بين لبنان وسوريا ليدفع المزارع الثمن مجدداً كمتضرر أساسي من كل أزمة لحقت بمعبر لبنان البري الرئيسي إلى الدول العربية والخليج العربي. وتعتبر الفترة الممتدة بين شهر أيلول الى نهاية العام مرحلة أساسية في لبنان، حيث يرتفع فيها حجم التصدير خصوصاً مع الأردن مع تدفق موسم التفاح اللبناني إليها، بالاضافة إلى الصادرات التي تتجه إلى سوريا والعراق ولا سيما الموز الجنوبي.
بحسب رئيس تجمع مزارعي البقاع ابراهيم الترشيشي فان “سلامة الناس أولوية اليوم وتتقدم على كل شيء، وبالتالي لم نعد نحسب حجم الخسائر”. وقال عبر “لبنان الكبير”: “طالما الحرب مستمرة هناك استنزاف في القطاع الزراعي والخسائر تزيد يوماً بعد يوم، وحين ننتهي من الحرب يمكن أن نقيّم الخسائر النهائية في الجنوب والبقاع وكل لبنان”.
وأشار إلى أن “حالة المزارع صعبة جداً، فنسبة كبيرة لا تستطيع الوصول الى أراضيها، ولا الاستعانة بالعمّال وفي حال وجدوا ارتفعت الاسعار إلى ثلاثة أضعاف ما كانت عليه قبل الحرب، حتى النقل من السهل إلى السوق أصبح صعباً”.
أما بالنسبة إلى معبر المصنع، فأكد الترشيشي أن “التصدير لم يتوقف بصورة نهائية، وأصبحت الشاحنات تذهب من طريق العبودية شمالاً، ما أدى الى ارتفاع كلفة النقل الى أكثر من ٥٠٠ دولار بالزائد، وأصبحت المخاطر كبيرة جداً والوقت طويلاً الى أكثر من ٤٨ ساعة”.
وأوضح أن “الأسواق لا تعاني من نقص في البضاعة، بل هناك كساد ورخص في الأسعار لأن الشعب اللبناني اليوم لا يشتري كما قبل، وهناك حوالي مليون شخص لا يذهبون الى السوق اليوم ويعيشون على المساعدات لذلك مثلاً سوق صيدا يعمل ١٥ في المئة فقط، وفي صور والنبطية لا أسواق، وكذلك الأمر في البقاع مثل سوق قب الياس حيث نسبة البيع منخفضة جداً”.
وطمأن في ختام حديثه الى أن “الانتاج موجود، وهناك كميات كبيرة مخزنة في البرادات خصوصاً البطاطا، البصل، التفاح وغيرها، ولا يجب أن ترتفع الأسعار بسبب عدم وجود نسبة كبيرة في الاستهلاك”.