في وقت كان فيه وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن يتحرك في عواصم الشرق الاوسط، مؤيداً ضربة اسرائيلية لإيران، وعاجزاً عن اقناع بنيامين نتنياهو عن الموافقة على استثمار اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» يحيى السنوار، والذهاب الى هدنة ووقف للحرب في غزة، تعيد الاسرى والمحتجزين الى ذويهم.. في هذا الوقت كانت الحرب تستعر سواء في غزة او الجنوب اللبناني، امتداداً الى الضاحية الجنوبية وبعلبك وقراها، وسائر بلدات البقاع ككل.
ومع ان وقف النار هو الاولوية مع مساعدة الشعب اللبناني لتجاوز المحنة التي يمر فيها، فإن اسرائيل على لسان رئيس «الكابنيت الحربي» بنيامين نتنياهو الذي رمى بعرض الحائط الوساطة الاميركية لوقف النار وايقاف الحرب في غزة ولبنان.. تدفع الحرب الى ايام واسابيع وربما اشهر، بدلاً من ان تتوقف نهاية الشهر الجاري او اوائل الاسبوع الاول من الشهر الذي يلي.
وقال نتنياهو: من يعتقد للحظة ان هناك وقفاً لإطلاق النار فهو واهم، واصفاً الحرب إنها حرب حضارات وليس فقط حرب وجودية ولا نقبل إلا النصر.
وزعم نتنياهو ان مشكلة لبنان انه محتل من قبل ايران التي نصّبت حزب لله، متعهداً أنه سيحرر لبنان من ايران وحزب لله، وفقاً لما نقل عنه.
وقال: لن نبقى في لبنان لكننا بحاجة إلى وجود قوات دولية بعد خروجنا وسيبقى لنا الحق في الدفاع عن إسرائيل، وان وقف إطلاق النار سيعطي حزب لله فرصة الحصول على أسلحة جديدة ولن نسمح بذلك، وهم (حزب الله) حاولوا اغتيالي وسنرد.
وسط ذلك اشارت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان المناخ الرئاسي الذي ينشده البعض لأنجاز انتخاب رئيس الجمهورية لا يزال انضاجه غير مكتمل بدليل ما صدر من مواقف من القوى السياسية، حتى وإن جهز البعض خارطة طريق من أجل قيام هذه الأنتخابات، ورأت ان رئيس مجلس النواب ورئيس التيار الوطني الحر لم يقررا دعم ترشيح قائد الجيش ولكل منهما المقاربة.
ورأت هذه المصادر أنه لم تبرز أسماء مرشحة محددة بعد كي يصار إلى التسويق لها وإن لائحة باسيل ما تزال قائمة لكنها لم تلق التأييد الواسع، لكنه لم يسقطها.
وشددت هذه المصادر أن فصل الأنتخاب عن ملف وقف إطلاق النار هو مطلب عدد من الكتل النيابية والنواب،في حين أن مطالبة البعض بأنتخاب الرئيس أولا قد همدت بعض الشيء، لكن الملف الرئاسي يستحوذ بحث على هامش مؤتمر باريس لدعم لبنان، على أن الأولوية هي العمل لوقف إطلاق النار ومساعدة الشعب اللبناني.
لقاء ماكرون – ميقاتي
ففي باريس، استقبل الرئيس ايمانويل ماكرون الرئيس نجيب ميقاتي، قبل مؤتمر باريس الذي ينعقد في باريس اليوم، والمخصص لدراسة ما يلزم من مساعدات للبنان.
استمر الاجتماع ساعة ونصف الساعة، بعيد وصول الرئيس ميقاتي الى الاليزيه عند الساعة الرابعة والربع، بدأ الاجتماع بمشاركة وزير الخارجية والمغتربين عبد لله بو حبيب، ثم عقد الرئيسان خلوة مطولة.
وأكد ماكرون استمرار جهوده ومساعيه بالتعاون مع الولايات لامتحدة الاميركية لوقف اطلاق النار، وبحث السبل الكفيلة للضغط على اسرائيل من اجل ذلك.
وشكر الرئيس ميقاتي الرئيس الفرنسي على دعمه، وكل جهوده لوقف اطلاق النار ووقف العدوان الاسرائيلي، معتبراً ان مؤتمر دعم لبنن اليوم خير دليل على اهتمام فرنسا بلبنان والبقاء الى جانب أهله.
وفي اطار المواقف الاوروبية، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في بيروت، أن ألمانيا تواجه «إشكالية» عندما يتعلق الأمر بتصدير الأسلحة إلى إسرائيل، مشيرة الى أن إسرائيل تتحمل مسؤولية الالتزام بالقانون الدولي. وشددت بيربوك التي زارت الرئيس نبيه بري على أنه يجب على جميع الأطراف حماية قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (اليونيفيل).
واستقبل بري رئيس مجلس النواب العراقي بالانابة محسن المندلاوي الذي وضعه في «أجواء الجهود الديبلوماسية البرلمانية لايقاف العدوان الإسرائيلي على لبنان وقطاع غزة وتضامن العراق ودعمه للبنان وشعبه في مواجهة التداعيات الناجمة عن هذا العدوان، إضافة الى نتائج مؤتمر الإتحاد البرلماني الدولي في جنيف في هذا الإطار».
وفي اطار دحض الادعاءات الاسرائيلية، أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أنه لم ير أي دليل على وجود مخبأ نقود لحزب لله تحت مستشفى في بيروت، مشيرا الى أن واشنطن ستواصل العمل مع إسرائيل للحصول على معلومات متعمقة.
وقال أوستن للصحفيين في روما: «لم نر أي دليل على ذلك في هذه اللحظة. ولكن كما تعلمون، سنواصل التعاون مع نظرائنا الإسرائيليين للحصول على معلومات أفضل بشأن ما يبحثون عنه بالضبط».
وفي اطار الحركة السياسية، إجتمع الرئيسان أمين الجميّل وميشال سليمان ورئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة في دارة الرئيس الجميّل في بكفيا لعرض التطورات الاخيرة. وبنتيجة التداول، تلا الرئيس الجميّل بيانا جاء فيه: يرى المجتمعون ضرورة تضافر جميع الجهود والطاقات الوطنية من أجل تحقيق التقدم بالتوازي على المسارات الخمسة الآتية: أولا وقف فوري لإطلاق النار والشروع في تطبيق القرار 1701 تحت السلطة الحصرية للدولة اللبنانية بشكل صارم وكامل، ودعم الجهود التي يقوم بها رئيسا المجلس والحكومة والجهات العربية في هذا الاطار، ثانيًا البدء ودون تذرع بأي أمر آخر بالمبادرة فورًا الى تحرير عملية انتخاب رئيس جديد من أي إشتراطات وأن يحظى بثقة مجلس النواب ويبدأ معه إنطلاق مسيرة اعادة تكوين السلطات الدستورية للدولة اللبنانية، ثالثًا تشكيل حكومة إنقاذ وطني والشروع في إعداد خطة بناء الدولة والبدء بتنفيذها مما يؤمن النهوض الاقتصادي بأشكاله كافة بما يشمل العمل على اعادة إعمار ما هدمه العدوان الاسرائيلي بالتعاون مع المؤسسات والدول الصديقة، رابعًا إعادة بناء وتثبيت سلطة الدولة اللبنانية بالكامل على جميع الاراضي اللبنانية التزاما بالقرارات الشرعيتين الدولية والعربية، إعلان بعبدا وحسن استكمال تطبيق اتفاق الطائف، خامسًا تطبيق إقرار وتطبيق خطة الاصلاح والنهوض المالي والاقتصادي والاداري والمؤسساتي في البلاد على القواعد التي تحترم وتلتزم معايير الكفاءة والجدارة والمحاسب وتحترم مبادء الحوكمة الرشيدة والشفافية والنزاهة.
الوضع الميداني
على ارض المواجهات بعد سحب جثث السيد هاشم صفي الدين ومسؤولين آخرين في حزب لله من الضاحية الجنوبية، استمر التصعيد على الارض، وقد كانت الحصة الاكبر من القصف أمس لصور التي لفها زنار نار بعد تهديدات وجهها افيخاي ادرعي بوجوب الاخلاء. في المقابل، شن حزب لله سلسلة عمليات ضد اهداف اسرائيلية.
والتطور الابرز، نعى حزب لله رسمياً رئيس المجلس التنفيذي في الحزب السيد هاشم صفي الدين، بعدما تمكن من رفع الانقاض، وسحب جثته من بين الركام، حيث منعت اسرائيل، عبر مسيراتها وطائرات الاستطلاع من الحفر حيث تهاوت البنايات على رؤوس من كان هناك، وبينهم السيد صفي الدين، ومجموعة من كوادر قيادية في الحزب.
وشنت الطائرات الحربية الاسرائيلية سلسلة غارات على مدينة صور، وتظهر حجم الاضرار حجم التدمير في شوارع عدة، ومنها الحي الذي تقع فيه المدرسة الدينية في المدينة.
كما استهدفت مؤسسة الشهيد ومعهد الآفاق والقرض الحسن والهيئة الصحية ومبنى البلدية القديم.
وليلاً، استهدفت اسرائيل بغارة (مسيرة على الأرجح) على شقة في منطقة الجناح في اول الاوزاعي.
وبالتزامن، استهدفت الطائرات الاسرائيلية الضاحية الجنوبية وتردد ان الشقة تعود الى قناة الميادين، الامر الذي اكده مراسل الميادين ان العدوان الاسرائيلي على مكتب قناة الميادين في بيروت، وهي كانت اخلت المكان مع بدء العدوان.
وسقط شهيد وجريح بالغارة على المكتب، وليس على استديوهات المحطة، ونفى مصدر ان يكون المسؤول الاعلامي لحزب لله محمد عفيف في هذا المكان.
كما وجه الجيش الاسرائيلي إنذاراً بالاخلاء الى سكان برج البراجنة والحدث في الضاحية الجنوبية.
وتحدث الجيش الاسرائيلي عن اصابة 22 جندياً في معارك الجنوب، خلال الساعات الـ24 الماضية.
وسقط للاحتلال الاسرائيلي في حدث «وصف بالصعب» في بلدة عيتا الشعب، اذ اصطاد رجال المقاومة بكمين محكم 4 قتلى من ضباطه وجنوده.
وقال مصدر عسكري اسرائيلي: حزب لله لا يزال يمتلك القدرة على قصف تل ابيب الكبرى.
وذكرت غرفة عمليات المقاومة ان المجاهدين يتصدون لمحاولات التقدم لجيش الاحتلال في اتجاه قرى الحافة الامامية.
وذكرت غرفة عمليات المقاومة الاسلامية انه جرى تدمير 28 دبابة والجرافات واكثر من 70 قتيلاً و600 جريح.
واشارت ان العدو لم يتمكن من احتلال اية قرية جنوبية.
وجاء في بيان المقاومة، عند المحور الأول وهو منطقة عمليات الفرقة 146 في «جيش» العدو تصدى مجاهدونا محاولات التسلل في اتجاه مروحين والضهيرة ويارين وعلما الشعب
غرفة عمليات المقاومة الحزب: محاولات التسلل في المحور الأول كانت بهدف تفخيخ المنازل وتفجيرها خوفاً من استخدامها من قبل المجاهدين.
واستهدف مجاهدونا تحشدات ومسارات تقدّم العدو في رأس الناقورة و»حانيتا» ومحيط قرية الضهيرة، وقال البيان: تصدى المجاهدون لمحاولات التقدم في اتجاه مرتفع «أبو اللبن» شرقي بلدة عيتا الشعب في المحور الثاني وهو منقطة عمليات الفرقة 36 في «جيش» العدو.
كما استهدف مجاهدو المقاومة تحشدات «جيش» العدو ومسارات تقدمه في خلة وردة ومحيط بلدة عيتا الشعب والعديد من القوات التي تسللت إلى محيط مبنى البلدية.
وفي المحور الثاني تحاول تشكيلات الفرقة 36 التقدم في اتجاه وسط عيترون من الأحياء الشرقية والغربية بهدف احتلالها وعزلها عن محيطها.
ويستهدف مجاهدو المقاومة تحشدات ومسارات تقدم التشكيلات بصليات كثيفة ومتكررة ما يكبدها خسائر جسيمة ويعيق تحركها ويجبرها على الانكفاء في اتجاه المناطق غير المكشوفة.
وفي المحور الثالث وهو منطقة عمليات الفرقة 91 عبر مسارات غير مرئية في اتجاه بعض الأحياء الشرقية لميس الجبل ومحيبيب وبليدا.
واستهدفت المقاومة الاسلامية تجمعاً لجنود العدو في مستعمرة مرغليون بصلية صاروخية، كما استهدفت تجمعاً لجنود العدو عند اطراف بلدة راميا بصلية صاروخية.
ودمرت الغارات الاسرائيلية مجمعاً سكنياً في محيط الليلكي، ودمرته بالكامل واحدثت حريقاً كبيراً.