عشية مؤتمر باريس لتخصيص مساعدات اغاثية للبنان ودعم للجيش اللبناني، وساعات بعد انقشاع الرؤية عن نتائج جولة الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين، التي انتهت الى خلاصة واضحة بان ما كان يصل الى بيروت من اجواء عن انتهاء الفرص، وسقوط القرار 1701،اكثر من صحيح، حتى امطرت اسرائيل الضاحية الجنوبية لبيروت بأعنف الغارات، مستكملة مسارها في اتجاه النبطية حيث شنت غارات غيّرت معالمها، في رسائل واضحة للمعنيين، على وقع العمليات النوعية لحزب الله الذي اعلن مسؤوليته عن «عملية قيسارية»، واسرائيل التي اكد رئيس وزرائها ان «سكان الشمال سيعودون إلى ديارهم وهذه مهمة أخذتها على عاتقي ولن تزحزحني عنها أي ضغوط محلية كانت أم خارجية»، فيما كشف الحرس الثوري الإيراني ، عن وضعه ممثلاً خاصاً مستقراً في بيروت، يجري يوميا محادثات مع المسؤولين، بحسب ما أوضح وزير الخارجية عباس عراقجي.
رسائل لبري
في كل الاحوال ورغم كل الاجواء الإيجابية الملغومة التي حاولت عين التينة ومن حولها وحواليها، الترويج لها، بعد لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري بالوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، الذي وصفه احد السياسيين المخضرمين من زوار مقر الرئاسة الثانية بلقاء «الثعالب الثكلى»، هذه المرة، بعد التفويض المنقوص للأول، مع الدخول الإيراني المباشر على الخط، والتكليف المنتهي الصلاحية للثاني، على بعد أسبوعين من الانتخابات الرئاسية الأميركية، التي في حال ربح دونالد ترامب جولتها، وجد آموس نفسه مهاجراً إلى إحدى الدول الخليجية.
فالواضح للمراقبين والمتابعين، من نشر « رسالة العقوبات»، إلى تصريحات هوكشتاين، السابقة لوصوله إلى بيروت، وما تبعها من «قنبلة»، مستشفى الساحل التي فجرها الإسرائيليون «أول السهرة»، قبل أن تتولى ماكينة منظمة تضليل الرأي العام والإعلام لأكثر من ساعة عن استهداف «أمل» في ضربة الجناح،وما بعدها من استهداف لمناطق بيروتية وجنوبية تشكل حاضنة لحركة «امل»، أن كيل الأميركيين قد طفح من عين التينة، التي بدأت ترى في سيد عين التينة خصماً سلبياً، أو ربما «عدوا»، بعدما «اعتبر لسنوات الاكثر دبلوماسية بين رجال السياسة في لبنان»، «قابة باطها» عن مجموعة من الرسائل التهديد والوعيد التي اطلقتها «جماعة واشنطن» وصلت حد الكلام عن السلامة الشخصية للرئاسة الثانية التي لا تبارح طائرات الاستطلاع الاسرائيلية سماءها.
مجلس النواب
فجلسة مجلس النواب لانتخاب اللجان والتي بنى عليها كثيرون بوصفها ستكون المحطة الاولى على طريق الحلحلة الرئاسية، راى فيها كثيرون، اخراجا لائقا للجميع، حبث جاءت النتيجة تعادل سلبي، مع ابقاء القديم على قدمه، ما حيد التيار الوطني الحر وبرر عدم خوضه معركة لاسترداد حصته، من جهة، وتبريرا لاستمرار اقفال المجلس في وجه انتخاب رئيس، رغم ان مصادر سياسية مخضرمة قرات فيما حصل ردا من «ابو مصطفى» على محاولات «استهدافه» الاميركية، وردا واضحا على طروحات الوسيط الاميركي، بعد ليلة الرسائل المتطايرة «بيروتيا».
باسيل
وفي اطار خلط الاوراق، وبعد مقاطعة تكتل لبنان القوي لجلسة انتخاب اللجان، من ضمن اخراج متفق عليه مع رئيس المجلس، وفق بعض المعلومات، تابع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل رحلة نفض يديه من تفاهم مار ميخائيل، راسما خطوطا جديدة للتوازنات والمصالح السياسية الداخلية، معتبرا ان حزب الله من بدأ الحرب الحالية، التي في حال ما استمرت قد تؤدي الى فتنة نتيجتها ربما التقسيم، معلنا نهاية التحالف مع حزب الله، فاذا كانت طهران تريد ان تحارب تل ابيب فلتقاتلها بنفسها.
مواقف جاءت تزامنا مع تصعيد الحملة مع القوات اللبنانية، في وقت كان سبق وكشف فيه ان لائحته الرئاسية تتضمن اسم رئيس حزب القوات اللبنانية كمرشح رئاسي، «لا محبة فيه»، بل لان ثمة من تواصل مع ميرنا الشالوحي طارحا اسمه كمرشح للرئاسة، وبالتالي لا يمكن تجاهل هذا الامر، على ما تقول المصادر البرتقالية.
خلاف اميركي-فرنسي
وفي جديد إرهاصات السياسة الفرنسية، تمايز باريس الواضح جداً عن واشنطن، فيما خص ملف وقف النار،وارتباطا تطبيق القرار ١٧٠١، وانتخابات رئاسة الجمهورية، حيث الموقف الأميركي باستحالة العودة الى توازنات وقواعد وضوابط حكمت المرحلة السابقة، وصولاً إلى انتخاب رئيس مقرب منها، في وقت تستنسخ فيه «الأم الحنون» تجربة الرابع من آب، مع تأكيد مصادر سفارتها في بيروت أن الأمور والأوضاع ستنقلب في حال نجح حزب الله في الصمود لمدة شهرين، في وقت رفعت بطاقة «الفتنة والحرب الأهلية» في مواجهة المجتمع الدولي الذي أطلق يد إسرائيل في الصراع ضد إيران، على لسان وزير جيوشها.
حزب الله
وفي ردود الفعل على الزيارة الاميركية عقد مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله محمد عفيف مؤتمرا صحافيا ، في روضة الحوراء زينب في الغبيري، استهله بالحديث عن رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» يحيى السنوار «الذي قاتل العدو حتى الرمق الاخير»، وقال :» يحيى السنوار عاش بطلا وصار أسطورة».
وانتقد عفيف بعض وسائل الاعلام وطريقة تغطيتها للعدوان ووصفهم «المقاومين» في تقاريرهم بـ «الارهابيين»، مطالبا باتخاذ الاجراءات المناسبة في حق تلك الوسائل «البعيدة كليا عن الحق والضمير والانسانية». وتوجه عفيف الى وسائل الإعلام «المحرضة على المقاومة»:» حرية الاعلام لا تمنحكم الحصانة بالتحريض ولا الشراكة بالقتل.
وقال :» ثقتنا كاملة وتامة بالرئيس نبيه بري ونؤكد موقفه القاطع بأن لا مفاوضات تحت النار».
وأكد «ان ذرائع العدو كلها سقطت وقصفه الجنوني لا مبرر له غير أنه رغبة في المزيد من القتل والتدمير».
ولفت الى ان «القصف الذي استهدف مراكز القرض الحسن لا مبرر له على الإطلاق»، وقال:»مؤسسة القرض الحسن مؤسسة مدنية مرخصة و»حزب الله» لا يستلم مخصصاته منها».
وأعلن ان «العدو يتحمل مسؤولية الحفاظ على حياة أسرانا وصحتهم»، معتبرا ان «ما ينتزع من الأسرى من تصريحات وأقوال تحت الضغط لا قيمة له على الإطلاق»، وقال:»لن يطول الوقت حتى يكون لدينا أسرى من جنود العدو. نحن قوم لا نترك أسرانا في السجون».
وأكد ان «خطوط الدعم العسكري واللوجستي للحزب عادت إلى ما كانت عليه»، مشيرا الى «ان خسائر جسيمة بالأرواح والدبابات لحقت بالعدو».
في الميدانيات
وتزامنا مع مؤتمر عفيف، شهد نهار امس جولة تصعيد «بيروتية» بعد فترة من الهدوء النسبي، حيث أعلن حزب الله قصف تل أبيب وحيفا برشقات صاروخية وإيقاع خسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي المتوغلة، في حين شنت إسرائيل غارات متفرقة على الضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق متفرقة في لبنان.
وقال حزب الله في بيانات منفصلة إنه قصف صباحا قبة نيريت وقاعدة غليلوت التابعة لوحدة الاستخبارات العسكرية 8200 في ضواحي تل أبيب. وأفاد الحزب بأنه استهدف دبابة ميركافا إسرائيلية في تلة العقبة ببلدة رب ثلاثين بصاروخ موجه، مما أدى إلى مقتل وجرح طاقمها. كما ذكر أن مقاتليه اشتبكوا مع قوة إسرائيلية في أثناء تسللها باتجاه أطراف بلدة الطيبة جنوبي لبنان وأوقعوا فيها إصابات. كما أعلن حزب الله قصفه تجمعا للجنود الإسرائيليين في مستعمرة مسغاف عام برشقة صاروخية.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بنقل 16 جنديا إلى مستشفى زيف في صفد قالت إنهم أصيبوا في معارك جنوب لبنان، كما أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة 25 عسكريا في معارك جنوب لبنان في الساعات الـ24 الأخيرة.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أنه تم رصد إطلاق 20 صاروخا من لبنان باتجاه تل أبيب والجليل الأعلى وشمال الجولان.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن صاروخا سقط قرب مستوطنات ملاصقة للخط الأخضر شرق تل أبيب أدى لسماع دوي انفجار ضخم.
وأفادت القناة الـ12 الإسرائيلية باعتراض 3 صواريخ في سماء تل أبيب وسقوط رابع في منطقة مفتوحة.
كما أعلنت الجبهة الداخلية الإسرائيلية التابعة لجيش الاحتلال أن صفارات الإنذار دوت وسط إسرائيل وتل أبيب الكبرى وقيساريا وهرتسليا ومناطق جنوب حيفا جراء إطلاق صواريخ من لبنان. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن دوي انفجارات ضخمة سمع في سماء مدينة تل أبيب.
وأشارت تلك الوسائل إلى وقف حركة الطيران بالكامل في مطار بن غوريون، وأن الجيش أعلن إجراءات طوارئ في منطقة تل أبيب. وقد اضطر نحو 4 ملايين إسرائيلي إلى الالتزام بالملاجئ والغرف المحصنة.
في السياق، سجلت بعد ظهر الثلاثاء غارات عنيفة على الضاحية الجنوبية والطيونة ، كما سجلت غارات مدمرة في النبطية. وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة في بيان أن الغارة الإسرائيلية في منطقة الجناح – محيط مستشفى الحريري أدت في حصيلة جديدة إلى استشهاد ثلاثة عشر شخصا من بينهم طفل فيما ارتفع عدد الجرحى إلى 57 من بينهم سبعة عشر استدعت اصاباتهم الدخول إلى المستشفى لتلقي العلاج وحال سبعة منهم حرجة. كما تسببت الغارة بأضرار كبيرة في مستشفى الحريري». ونقلت رويترز عن الجيش الإسرائيلي قوله إنه قصف هدفا لحزب الله بالقرب من مستشفى رفيق الحريري الجامعي في بيروت.
الى ذلك شنّت الطائرات الحربية الإسرائيلية منذ ليلة الاثنين، غارات عنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت، وبلدة الحوش بمحيط مدينة صور، ومناطق متفرقة كما دارت اشتباكات بالأسلحة الرشاشة بمحيط عيتا الشعب.
وأفاد مصدر أمني بتغيير مدرج هبوط «طيران الشرق الأوسط» بعد غارة إسرائيلية قرب مطار بيروت الدولي القريب من الضاحية الجنوبية لبيروت.
واستهدفت 13 غارة إسرائيلية الضاحية الجنوبية لبيروت حيث طالت إحداها محيط مستشفى الحريري، وهو أكبر مستشفى حكومي في لبنان.
استهداف ايران
وفيما اعلنت القناة 12 الاسرائيلية، ان المسيرة التي استهدفت منزل نتانياهو اصابت شباك غرفة نومه بشكل دقيق، مع تبني حزب الله العملية، اقر رئيس الوزراء الاسرائيلي ووزير دفاعه لائحة الاهداف التي سيتم ضربها في ايران، بعد تعديلها وابقائها في اطار من السرية المطلقة، بعد تسريب وثيقتين اميركييتين سريتين، اطاح بالخطة الاولى، وقد يطيح معه بحظوظ الديمقراطيين، حيث الحديث عن فضيحة في مكتب وزير الدفاع الاميركي.
مؤتمر باريس
هذا وتنطلق اليوم اعمال مؤتمر باريس الذي دعا اليه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وعلى جدول اعماله بندان اساسيان: تامين المساعدات الانسانية للنازحين، وتامين الدعم للجيش الانساني، رغم التوقعات بضعف مستوى تمثيل الدول، نتيجة ارتباط كبار المسؤولين فيها بمواعيد سابقة، فيما وجه الايليزيه الدعوات منذ اسبوعين، ما قد لا يسمح للمعنيين بالمشاركة.
لجان الاغاثة
على صعيد اعمال الاغاثة ورغم الخلافات المتزايدة بين الوزراء، وضعت الحكومة اللبنانية خطة ثلاثية لمواجهة ازمة النزوح مع اقتراب الشتاء، تقوم اولا، على تامين وسائل تدفئة وتوفير مادة المازوت لمراكز الايواء والمدارس الرسمية التي ترتفع عن البحر بين 300 و500 متر، ثانيا، تزويد المدارس الرسمية بوسائل تدفئة بعد ترميم واصلاح مراكز الايواء، وثالثا، توفير الملابس والاحتياجات اللازمة لتوزيعها على النازحين، بالتعاون مع الجهات المانحة، في وقت ابلغت شركة كهرباء لبنان المعنيين ان تامينها حاجات مراكز الايواء من الكهرباء سيرتب عليها اعباء اضافية بحوالي 50 مليون دولار.