لم يكن متوقعاً أن تأتي زيارة آموس هوكشتاين بالحلول وبفتح النوافذ، بل بزيادة الضغوط الدولية على لبنان الرسمي الواقع تحت وطأة الحرب الإسرائيلية والمطالب الأميركية، المفتوحة على شهيةِ تعديلات للقرار 1701 وربما إصدار قرارات دولية جديدة.
فالإحساس "الإنتصاري" لدى بنيامين نتنياهو، وإدارة لم يتبقَ لها إلى نحو أسبوعين، يدفعهما نحو مواكبة الحرب بضغوط دبلوماسية، علَّها تخرج بنتائج لا تنتظر المجريات الميدانية. لكن دون ذلك، موقف لبناني يماشي المواقف الدولية، من دون القبول بما تشتهيه إسرائيل وعبّرت عنه علناً لجهة "إشراكها" في تطبيق القرار 1701، وبمعنى آخر، أن يكون لها الحق عملياً بنزع السلاح من أيدي اللبنانيين في الجنوب...
وكان هوكشتاين الذي التقى أيضاً رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، عبّر بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري، عن مواقف بلاده لجهة التأكيد ان " الوضع خرج عن السيطرة وربط مستقبل لبنان بالنزاعات ليس في مصلحة اللبنانيين". ورأى ان "عدم تطبيق القرار 1701 هو سبب إحتدام وإستمرار هذا النزاع"، قائلاً "المجتمع الدولي ملتزم إعادة الإعمار ودعم الجيش اللبناني ولن أخوض محادثات حول تعديل القرار 1701 وإنما إمكانية تطبيقه".
وفي المواقف اللبنانية الرسمية، أكد ميقاتي ان "حزب الله وافق على تنفيذ القرار 1701 والمطلوب ايضا وقف العدوان الاسرائيلي والخروقات المستمرة منذ صدور القرار، برا وبحرا وجواً"، غامزاً من قناة المواقف الإيرانية وداعياً إلى التخفيف من "العواطف" الإيرانية. وسرعان ما تم تسريب موقف لوزارة الخارجية الإيرانية مفاده احترام السيادة اللبنانية والحوار الداخلي وصولاً إلى عدم التدخل في انتخاب رئيس.
ومن الفاتيكان قالل وزير الخارجية الاعمال عبدالله بوحبيب بعد لقائه بوزير خارجية الفاتيكان الكاردينال ريتشارد بول غالاغر في روما: "شعرت بقلق الفاتيكان العميق ازاء تدهور الأوضاع في لبنان، لا سيما مصير ١٦ قرية مسيحية في جنوب لبنان، إضافة الى المراوحة السياسية وعدم إنتخاب رئيس للجمهورية".
وعلى خط التحركات الدبلوماسية الموازية، سجل اتصال بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وبنيامين نتنياهو، شدد فيه ماكرون على حماية المدنيين اللبنانيين وضرورة عدم المس باليونيفيل.
في هذا الوقت، استمرت الغارات الإسرائيلة العنيفة من الجنوب والضاحية صباحاً وصولاً إلى قرى قضاء بعلبك والهرمل. وفي المقابل واصلت المقاومة ضرب المستوطنات وشمال فلسطين بالصواريخ وصولاً إلى مشارف حيفا.