وصلت، اليوم، رئيسة الحكومة الإيطاليّة جورجيا ميلوني إلى بيروت، لتفقد أحوال البعثة الإيطاليّة في اليونيفيل بعد الاعتداءات الأخيرة عليها، حاملةً في جعبتها عدد من القضايا لمناقشتها مع المسؤولين اللّبنانيين وأهمها التأكيد على المساعي الأوروبيّة لوقف إطلاق النار. إلى ذلك، اعتبر الرئيس الأميركيّ جو بايدن إن هناك إمكانية للعمل على التوصل لوقف لإطلاق النار في لبنان لكن الأمر سيكون أصعب في غزّة.
زيارة ميلوني لبيروت
بُعيد وصولها إلى مطار بيروت الدوليّ، زارت رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني، رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، مُعلنةً عن فخرها بكونها أوّل رئيسة حكومة تزور لبنان منذ بدء التصعيد العسكريّ، مؤكدةً أن زيارتها تهدف إلى التعبير عن التضامن مع المدنيين المتضررّين من الأزمة، ودعم الجهود الدوليّة لوقف إطلاق النار لمدة 21 يومًا. وأشارت ميلوني إلى أنّ إيطاليا قدمت مساعدات إنسانيّة بلغت 70 مليون يورو للبنان و47 طنًا من المساعدات الغذائيّة لغزّة. كما أعربت عن دعمها لقوات "اليونيفيل" المنتشرة على الحدود اللبنانية مع إسرائيل، مطالبةً بضمان سلامتهم وتعزيز تعاونهم مع الجيش اللّبنانيّ. كما ناقشت ميلوني مع ميقاتي تنفيذ القرار 1701، مشدّدةً على ضرورة عدم وجود أي قوات عسكريّة جنوب نهر الليطاني غير "اليونيفيل" والجيش اللّبنانيّ. وأوضحت أن إيطاليا ملتزمة بحلّ أزمة اللاجئين السّوريّين في لبنان، داعيةً المجتمع الدوليّ لدعم عودتهم الطوعية إلى سوريا. وختمت ميلوني كلمتها بالتأكيد على استعداد إيطاليا لمساعدة لبنان في تعزيز مؤسساته وتحقيق الاستقرار.
وخلال المؤتمر الصحفيّ المشترك بين ميلوني وميقاتي، أكدّ الأخير أنّ زيارة ميلوني للبنان في هذا الظرف الصعب تعكس تضامن إيطاليا مع لبنان ودعمها لقوات "اليونيفيل" في جنوب البلاد. وأشار ميقاتي إلى أن اللقاء تطرق للعلاقات الثنائيّة بين لبنان وإيطاليا والأوضاع في الشرق الأوسط، مؤكدًا أن الحلّ الدبلوماسيّ يجب أن يتقدم على العنف، مع ضرورة التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار وتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701. وأشاد ميقاتي بالدور الإيطاليّ ضمن قوات "اليونيفيل"، مؤكدًا التزام لبنان بالقرارات الدوليّة واستعداده لتعزيز وجود الجيش في الجنوب بالتعاون مع "اليونيفيل". كما شدّد على رفض لبنان لتهديدات إسرائيليّة تجاه اليونيفيل. ومن جهتها، شدّدت ميلوني على أولوية وقف إطلاق النار وحماية المدنيين. وبدوره، دعا ميقاتي إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية لتعزيز الاستقرار السّياسيّ والاقتصادي في البلاد.
هذا وزارت ميلوني رئيس مجلس النواب نبيه برّي في مقرّ الرئاسة الثانية في عين التينة، حيث تناولا البحث تطورات الاوضاع العامة والمستجدات السياسية والميدانية. ودام اللقاء حوالي 40 دقيقة غادرت بعده ملوني من دون الإدلاء بتصريح.الدعم الأوروبيّ للبنان
من جهةٍ أخرى، أعلن الرّئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أنّ "فرنسا ستعقد مؤتمرًا لدعم لبنان وسيادته في 24 تشرين الأوّل الحالي، فهو قضيّة أساسيّة"، مشدّدًا على أنّ "لبنان، وهو بلد أعظم من نفسه، يحمل رسالة سلام وتنوّع ذات قيمة للمنطقة بأكملها". وقال ماكرون للصحافيين عقب اجتماعه مع زعماء الاتحاد الأوروبي في قمة في بروكسل، على إسرائيل "وقف العمليات العسكريّة في لبنان واحترام سيادته وتجنب توسيع الصراع"، وأضاف: "إن فرنسا تقف إلى جانب إسرائيل للحفاظ على أمنها ووجودها، لكن هذا لا يمنع الخلافات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو".
هذا وتلقى رئيس مجلس النواب نبيه بري إتصالاً من مفوض السياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، وتمّ البحث في أهمية التواصل لوقف إطلاق النار ليصار الى تطبيق القرار الأممي 1701 وإنتخاب رئيس للجمهورية. وشكر الرئيس بري لفرنسا والإتحاد الأوروبي "تنظيم المؤتمر الدولي المنوي عقده في باريس لمؤازرة لبنان إنسانيًّا وسياسيًّا لمواجهة التداعيات الناجمة جراء العدوان الاسرائيلي المتواصل على لبنان واللبنانيين والذي تسبب بنزوح اكثر من مليون ومئتي الف نازح لبنان" . من جهةٍ ثانية، تسلم الرئيس نبيه بري رسالة خطية من وزير الخارجية الفرنسية جان نويل بارو.
وفي سياقٍ متصل، كان قد أكدّ بوريل أن "الأمم المتحدة تتعرض لهجوم من إسرائيل على كل الجبهات". وقال: "إن هجوم إسرائيل على منظمات الأمم المتحدة غير مقبول"، آملًا بأن "يندد مجلس الاتحاد بالهجمات الإسرائيلية على اليونيفيل". وأكد أن "ما يحصل في الشرق الأوسط كارثة وأزمة إنسانية كبيرة"، وفي حين تمنى بوريل أن "يدين مجلس الاتحاد هجوم إسرائيل على قوات "اليونيفيل"، اعتبر أن "مهمة هذه القوات في جنوب لبنان يجب أن تستمر"، مشيرًا إلى أن "20 في المئة من سكان لبنان أرغموا على النزوح بينهم 400 ألف طفل". وأشار إلى أن "القمة الأوروبية الخليجية شهدت نقاشات مهمة حول أزمات الشرق الأوسط".