دعا البيان الختامي للقمة الروحية المسيحيّة الإسلاميّة، مجلس الأمن الدولي، "إلى الإنعقاد فورا لإتخاذ قرار وقف إطلاق النار"، وشدد على ضرورة "الشروع فورًا بتطبيق القرار 1701 كاملًا" معتبراً أن "على الحكومة الاطلاع بمسؤولياتها كاملة مع مجلس النواب والسعي إلى حشد الدعم العربي". كما دعا البيان "اللبنانيين الى انقاذ وطنهم فالوقت ليس للجدال بل للتفاهم"، متحدثاً، على مستوى القضايا الداخلية، عن وجوب "إعادة تكوين المؤسسات الدستورية وقيام مجلس النواب بانتخاب رئيس للجمهورية يحظى بثقة اللبنانيين".
متجاوزة قطوع الخلاف حول بنود بيانها الختامي، وخصوصاً في ما يتعلق برئاسة الجمهورية، انعقدت القمة الروحية الاستثنائية المسيحيّة الإسلاميّة في بكركي، تلبية لدعوة من البطريرك الكاردينال بشارة الراعي، وبحضور المرجعيات الروحية الإسلامية والمسيحية. وقد سبق القمة خلوة بين البطريرك الراعي وشيخ العقل لطائفة الموحِّدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى.البطريرك الراعيوفي مستهل القمة، أشار البطريرك الراعي إلى أن "الوطن مجروح في العمق وكلّنا هنا لمداواة هذه الجراح ونحن هنا لعزاء قلوبنا وقلوب شعبنا المصاب بعمق"، مشيرا الى أن "مأساة وطنيّة تجتاح الجميع والزمن اليوم هو زمن تضميد الجراح وإيجاد الحلول وهذا دورنا كرؤساء روحيين".المفتي دريانوشدد مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان على أن "لبنان سيبقى وطننا جميعًا وإيمانه بالله ووحدته الوطنية، وأصالة شعبه كفيلة بحفظه واستمراره، وردّ العدو عنه". وأضاف: "اجتماعنا اليوم خير رسالة للعالم أجمع وأبلغ ردّ على العدو الذي يستعمل آلة القتل والدمار ويرتكب المجازر بشكل همجي ووحشي ولا يقيم للأمم المتحدة ومجلس الأمن هيبة"، وتابع: "ما حصل في لبنان هو امتحان عسير لنا جميعًا وقد عرّض البلد للدمار، وانتخاب رئيس للجمهورية هو العنوان الجامع تقيّدًا بالدستور. الدستور أوكل إلى رئيس الجمهوريّة الاهتمام بالقضايا الوطنية الكبرى التي من شأنها أن تؤمّن للبلد سلامته وكيانه وسيادته واستقراره وللشعب اللبناني وحدته وتضامنه".الشيخ الخطيببدوره قال نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب: "نحن اهل الدولة ورعاتها وحماتها والحريصون على قيامتها وقوتها وسلطتها لكن الدولة طوال عقود سابقة تخلت عن سيادتها ووقفت في موقف العاجز تجاه شعبها ويجب أن يكون التصدي للعدوان المجرم على لبنان شاملاً وكاملاً وعاماً".شيخ العقلوأكد شيخ العقل لطائفة الموحِّدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى على التمسك "بالشراكة الروحية والوطنية التي هي مصدر قوّة لبنان ويجب اسكات الأصوات المنادية بأي صيغة من صيغ التقسيم". محذراً "من خطورة الإستقواء بالخارج على الداخل والواجب الوطني يقضي تحاشي الإنجرار الى الحروب المدمّرة وندعو لضرورة إتخاذ الحكمة والشورى في القرار وتطبيق القرارات الدولية بما فيها الـ 1701". وحمل "القيادات السياسية مسؤولية استمرار الفراغ وترهّل الدولة وننبّه الى خطورة ما يرسم من مشاريع عدوانية مشبوهة".البطريرك اليازجيووصف بطريرك الروم الأرثوذكس يوحنّا العاشر اليازجي، القمة على أنها "رسالة للعالم الخارجي علّه يرى أنّنا كنّا وما زلنا وسنبقى أبناء هذا البلد بكلّ أطيافه عائلة روحية واحدة في لحمة وطنية لا يعتريها أي خلل ونناشد العالم لكي يوقفوا امداد السلاح الذي يتم فيه القتل والضرب والتدمير والخراب". وطالب "المجتمع الدولي بوقف الحرب وعلينا ترتيب بيتنا الداخلي وانتخاب رئيس للجمهورية وبناء دولة المواطنة وندعو الجميع للتكاتف من أجل الإسراع في إنتخاب الرئيس لإنتظام سائر الهيئات الدستورية".